كفريا والفوعا … تقع هاتين البلدتين في ريف إدلب الشمالي، دُمرت عشرات البلدات في محيطهما خلال الصراع القائم منذ 5 سنوات ونصف، ولكن هناك صراعٌ من نوعِ آخر.
فالحصار الذي يفرضه المتمردون على هاتين القريتين شمال غرب سوريا منذ اكثر من 18 شهر، سلخ القريتين عن باقي القرى، وجعلهما تحت رحمة الآليات المفخخة، قذائف الهاون، ونيران القناصة المتقطعة والمرعبة.
ذكرت الصحيفة انه في آذار 2015 ، وقعت محافظة إدلب تحت سيطرة التنظيمات “الجهادية” الارهابية وعلى رأسها ما يسمى “جيش الفتح”.
وكانت كفريا والفوعا “إستثناء”… ظلت القريتان اللتان يسكنهما قرابة الـ 17000 نسمة موالية للدولة، حتى في ظل الحصار المدمّر.
وأضافت الصحيفة: يُعتبر الشيعة مرتدين من قبل “الإسلاميين” المتشددين، وجيش الفتح يهدد بإبادتهم دائماً. فالقنص يمكن أن يحدث على مدار الساعة، 24 ساعة في اليوم، وهذا ما يحدث بالفعل.
وفي مقابلة اجرتها الصحيفة مع محمد حسن تقي – رئيس لجنة حل الأزمة في المدن – قال ان “المجزرة أمر لا مفر منه، ربما ليست للجميع، ولكن بالتأكيد للشباب، إذ أن التهديدات تصلهم دائما عبر أجهزة الاتصال اللاسلكية، وكل الاحتمالات موجودة: القتل، الاغتصاب، والسجن للبعض، لإستخدامها كورقة مساومة مع الحكومة”.
واعتبرت الصحيفة ان “هذه الحرب اتت لتكسر كل ما كانت عليه الحالة قبلها، فقد حرمت الحرب الطائفية الأهالي من المشاركة مع جيرانهم في القرى المجاورة، وأحدثت شرخاً كبيراً بينهم بسبب من جاء بالأفكار التكفيرية، ووضع خطوط تماس لم تكن بين السنة والشيعة”.
وربطت الصحيفة مصير بقاء القريتين آمنتين إلى حد ما، “هو ذلك الإتفاق المعقّد الذي ربط مصير كفريا والفوعا الشيعيتين بمصير الزبداني ومضايا السنيتين، والتي يسيطرعليهما ما يُسمى “الثوار السوريين”، والرد على الحصار بالحصار، ففي حال دخلت المساعدات إلى كفريا والفوعا تُقابل بدخول مساعدات إلى الزبداني ومضايا”.
فيما اكدت الصحيفة عدم تمكن الأمم المتحدة من إيصال المساعدات منذ 30 نيسان الماضي بسبب الإقتتال والاشتباكات الدائرة في محيط القريتين في ريف ادلب الشمالي، بينما الحصار يزداد صعوبة. ففي آب الماضي صرّح “جان ايغلاند” المبعوث الخاص والمستشار الأممي إلى سوريا أن “اهالي الفوعا وكفريا في حالة “السقوط الحر”، إشارةً منه الى الوضع الصعب الذي يعيشه السكان هناك”.
وختمت الصحيفة بقول احد سكان الفوعا أن “الفوعا وكفريا ستُمحى عن وجه الأرض، وستبقى ذكرى لكل من غادر هاتين القريتين قبل سنوات