الرئيسية / تقاريـــر / سنعتبر القوات التركية “احتلالا”…وطالبت بطرد سفير أنقرة

سنعتبر القوات التركية “احتلالا”…وطالبت بطرد سفير أنقرة

سجال حاد، يجري حالياً بين العراق، ممثلاً في وزارة خارجيته، وبين تركيا، ممثلة في رئيسها رجب طيب أردوغان وبرلمانها، الذي أعلن أن قواته ستشارك في عملية تحرير الموصل وستمدد وجودها في الأراضي العراقية والسورية لمدة عام كامل، وهو ما ردت عليه الخارجية العراقية ببيان، اعتبر التصريحات تعديا صارخا على السيادة، ويخالف سياسة حسن الجوار.

 

سبوتنيك” أجرت حواراً مع عضو مجلس النواب العراقي النائب أحمد الجبور، للتعليق على التصريحات، وعلى بيان وزارة الخارجية. وإلى نص الحوار: سبوتنيك: سيادة النائب أحمد الجبور…كيف تقرأ بيان وزارة الخارجية الذي أدان تصريحات الرئيس التركي بشأن مشاركة قواته في معركة تحرير الموصل؟ الجبور: يمكن أن نصف هذا البيان بأنه تصحيح للخطأ، خاصة أن الحكومة العراقية سبق لها أن صمتت إزاء دخول القوات التركية العراق بنهاية العام 2015، وهو ما نلقى تبعاته الآن.

 

سبوتنيك: وكيف يمكن أن تصف التصريحات التركية؟ الجبور: بالتأكيد إعلان تركيا — بعد استطلاع رأي برلمانها- إشراك قواتها المسلحة في عملية تحرير الموصل، دون وجود اتفاق رسمي بين كل من تركيا والعراق، يعد انتهاكاً صارخاً من جانب السلطات في أنقرة للسيادة العراقية.

 

فالإعلان التركي عن المشاركة في العمليات العسكرية، يتزامن مع قرب إعلان القوات المسلحة العراقية القضاء على عصابات داعش الإرهابية، حيث أن للعراق دور كبير — على المستوى العالمي- في إنهاء المنظمة الإرهابية الأشهر في العالم، والتي تستهدف تمزيق العراق وسوريا، مستغلة في هذا ستار الدين، بأجندات خارجية.

 

 

سبوتنيك: وما هو سر هذا الانتهاك التركي — حسب وصفك- بحق السيادة العراقية في رأيك؟ الجبور: موقف الحكومة العراقية منذ البداية لم يكن حازماً، عندما أدخلت تركيا قواتها على أراضيها في نهاية عام 2015، ولم تقم باتخاذ أي إجراءات سياسية أو عسكرية أو دبلوماسية تتلاءم مع هذا الموقف وهذا الانتهاك، وبالتالي تتصرف تركيا كما يحلو لها، وتتعامل وكأنها في أراضيها وليست أراضي دولة مجاورة.

 

اليوم يعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيشارك في عملية تحرير الموصل ولم يمنعه أحد، وهو دليل دامغ على أن هناك نوايا وأهداف سياسية تركية، تستهدف تعطيل ما يمر به العراق من حرب ضد الإرهاب، وهو ما يجب أن يدركه المجتمع الدولي جيداً، ويقف في مواجهته، بجانب الحكومة العراقية.

 

سبوتنيك: هل تتوقع أن يقدم المجتمع الدولي دعماً للعراق الآن كما تطالب؟ الجبور: من الطبيعي أن نسعى للحصول على هذا الدعم، لأنه من الصعب أن نتصور تدخل أي دولة لها مطامع في العراق، وعلى الأقل نتمنى من جامعة الدول العربية موقفاً حازماً في هذه الأزمة، كما نطالب الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة تفعيل الاتفاقية الاستراتيجية التي وقعت معها أثناء انسحابها من العراق، والتي تقضي بضرورة الحفاظ على سيادة وحدود الدولة العراقية.

 

سبوتنيك: وأنتم كنواب في البرلمان…ما هو الإجراء الذي يمكنكم اتخاذه؟ الجبور: نحن كنواب في البرلمان العراقي، نتبنى موقفاً للتحرك الدبلوماسي والشعبي ضد تواجد القوات التركية على أراضينا، وسنتعامل معها باعتبارها قوات احتلال وسنقاومها، ولن نقبل بأي تدخلات خارجية في شؤوننا أو تواجد لأي قوات أجنبية على أراضينا، بدون تنسيق مع الحكومة العراقية بموافقة البرلمان.

 

سبوتنيك: هل هناك أي تحرك داخل البرلمان لتفعيل هذه الإجراءات؟ الجبور: بعد تصريحات الرئيس التركي أردوغان بساعة واحدة، تقدمت بمذكرة إلى الحكومة والبرلمان، طالبت فيها باتخاذ موقف حازم، تمثل في المطالبة بطرد السفير التركي من العراق، وضرورة التهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، فنحن لا نريد أن ننتهي من داعش، لنجد أنفسنا في مواجهة قوات تركية تحتل أراضينا بزعم حماية الأقليات.

شاهد أيضاً

رسائل ومقالات – الشيخ جعفر السبحاني

الرسالة الأولى الشيعة الإمامية الاثنا عشرية رسالة موجزة تتناول تاريخ الشيعة الإمامية الاثني عشرية، نشأتهم، عقائدهم، ومنهجهم الفقهي الحمد ...