مؤشرات متعددة وأحداث متعاقبة أظهرت استعدادا لدى سكان مدينة الموصل الناقمين على “داعش” الجاثم على صدورهم منذ أكثر من عامين للانتفاض بوجهه وحمل السلاح ضدّه، وهو ما أكّده نازحون من مدينة الموصل تمكّنوا من مغادرة المدينة لدى اقتحام القوات العراقية لعدد من أحيائها الشرقية، بوجود بوادر انتفاضة في صفوف الأهالي ضدّ “داعش” ظهرت بشكل جلي منذ بدأت الأخبار والمؤشرات تتواتر بشأن انطلاق الحملة العسكرية لاستعادة المدينة التي كان قد أعلن عن بدئها بشكل رسمي يوم 17 تشرين الأول الماضي. ووسط هذه الأجواء توقع نواب حصول انتفاضة كبيرة من اهالي وشباب محافظة نينوى مع اقتراب القوات الامنية لتحرير الجانب الايمن من المحافظة.
تكاتف وتصالح وقال رئيس كتلة الرافدين في مجلس النواب يونادم كنا في تصريح خص به “الصباح”: إن “المتوقع من اهالي نينوى بعد المدة المظلمة التي قضوها وهم يرزحون تحت ظلم وسيطرة عصابات “داعش” ان يتكاتفوا ويتصالحوا ويكونوا يدا واحدة بوجه تلك الشرذمة وطردها خارج المحافظة”، وبين النائب أن على أهالي نينوى مواجهة ما وصفها بـ “أخوات داعش” في المستقبل “كون العصابة الإرهابية حاولت تجذير المنهج والافكار التكفيرية والتحريض على القتل والكراهية”.
واشار الى ان “المجتمع الموصلي يجب ان يثبت تجانسه وانسجامه مع بعضه البعض وترك كل هوياته الفرعية، وتوحده حول هوية واحدة هي العراق”. من جانبه، توقع عضو مجلس النواب نايف الشمري ان “تكون هنالك انتفاضة كبيرة ضد عناصر “داعش” من قبل الاهالي في محافظة نينوى”. وقال الشمري في تصريح “الصباح”: ان “هنالك تعاونا كبيرا من اهالي محافظة نينوى، ادى الى تحقيق الانتصار اسرع مما كان متوقعا”، مبيناً ان “هنالك انتفاضة كبيرة ستكون من قبل الاهالي على عناصر هذا التنظيم الاجرامي لطرده خارج المحافظة”.
انتفاضة كبرى اما عضو مجلس النواب نورا البجاري فقد شاطرت زميلها الشمري في توقعاته بحصول انتفاضة من قبل شباب وأهالي نينوى ضد عصابات “داعش” وتكبيدهم خسائر كبيرة مما سيسرع من تحرير المحافظة. وقالت البجاري في تصريح خصت به “الصباح”: ان “عصابات “داعش”عندما تنسحب من القرى والمدن تسحب معها الاهالي الى داخل المدينة مما جعل الرعب يعتري الاهالي لاستخدامهم كدروع بشرية”، مبينة ان “فرح هؤلاء الاهالي بقرب وصول القوات الامنية لتحريرهم ومساندتهم ومساعدتهم بالمعلومات، الا ان عصابة “داعش” تتخوف من هذه الفرحة مما حدا بها الى جعل المواطنين دروعا بشرية”.
وتابعت البجاري، ان “تحرير الجانب الايسر من الموصل مهم جدا والوصول الى احياء كبيرة، لكن المشكلة هي في الجانب الايمن الذي يتميز بالكثافة السكانية، ان ظروفهم صعبة وكذلك انقطاع الاتصالات بينه وبين الجانب الآخر”، مقترحة بث الاناشيد الوطنية والبيانات التي تؤكد تحرير مناطق مهمة في المحافظة وبثها من اجهزة الاذاعة والتلفزيون الذي تمت السيطرة عليه مؤخراً، بعد ان منعت اجهزة الاستقبال الفضائي “الستلايت” والتلفاز، وتوقعت البجاري ان “تكون هنالك انتفاضة من قبل الاهالي والشبان في المدينة بعد ان حصلت في بعض القرى والمدن والتي جرى على اثرها سحل عناصر عصابات “داعش” وربطهم بأسلاك الكهرباء والتمثيل بجثثهم”.