ابصار العين في انصار الحسين عليه وعليهم السلام
11 نوفمبر,2016
شخصيات أسلامية
1,155 زيارة
الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، أبو عبد الله ، ولد لثلاث
أو خمس من شعبان سنة أربع من الهجرة بعد الحسن ( عليه السلام ) ، فجائت به أمه فاطمة
بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى أبيها فسماه الحسين وعق عنه كبشا ، بقي في بطن أمه ستة
أشهر كيحيى بن زكريا على ما تناصرت به الأخبار ( 1 ) ، وبقي مع جده ثماني سنين
ومع أبيه ثماني وثلاثين سنة ، ومع أخيه الحسن ( عليه السلام ) ثماني وأربعين سنة على
التقريب ، وبعد أخيه عشر سنين .
وقتل صلوات الله عليه سنة إحدى وستين فيكون عمره ثماني وخمسين سنة إلا
ثمانية أشهر تنقص أياما .
وكان حبيبا إلى جده وأبيه وأمه ولمحبة أبيه له لم يدعه ولا أخاه الحسن
يحاربان في البصرة ولا في صفين ولا في النهروان ، وقد حضرا الجميع ، وكانت
إمامته ( عليه السلام ) ثابتة بالنص الصريح من جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حيث قال فيه وفي أخيه :
” الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ” ( 2 ) فكان سكوته عن حقه في زمن الحسن ،
لأن الحسن إمام عليه وبعده للعهد الذي عاهد عليه معاوية الحسن ( عليه السلام ) فوفى به ، أو
لغير ذلك مما يعلمه هو ( عليه السلام ) .
ولما توفي معاوية في نصف رجب سنة ستين وخلف ولده يزيد ، كتب يزيد إلى
الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وكان على المدينة من قبل معاوية أن يأخذ له البيعة
من الحسين ( عليه السلام ) وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عمر ففر العبدان وامتنع الحسين ( عليه السلام ) ،
وكان ذلك في أواخر رجب . ثم ما زال مروان بن الحكم يغري الوليد بالحسين ( عليه السلام )
حتى خرج الحسين من المدينة ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب ، وخرج معه بنوه
وبنو أخيه الحسين ( عليه السلام ) وإخوته وجل أهل بيته إلا محمد بن الحنفية ، فتوحه إلى مكة
وهو يتلو * ( فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين ) * ( 1 ) ، ولزم
الطريق الأعظم فقال له أهل بيته : لو تنكبت كما فعل ابن الزبير كيلا يلحقك الطلب ،
فقال : ” لا والله لا أفارقه حتى يقضي الله ما هو قاض ” . ودخل مكة لثلاث مضين من
شعبان وهو يتلو * ( ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء
السبيل ) * ( 2 ) . ثم نزل الأبطح ( 3 ) فجعل أهل مكة ومن كان بها من المعتمرين
يختلفون عليه وفيهم ابن الزبير .
قال أهل السير : ولما بلغ هلاك معاوية أهل الكوفة أرجفو بيزيد وعرفوا خبر
الحسين ( عليه السلام ) وامتناعه وخروجه إلى مكة ، فاجتمعت الشيعة في دار سليمان بن صرد
الخزاعي فذكروا ما كان وتوامروا على أن يكتبوا للحسين ( عليه السلام ) بالقدوم إليهم وخطبت
بذل خطباؤهم ، فكتبوا إليه كتبا وسرحوها مع عبد الله بن مسمع ، وعبد الله بن وال
وأمروهما بالنجاء ( 1 ) ، فجدا حتى دخلا مكة لعشر مضين من شهر رمضان ، ثم كتبوا
إليه بعد يومين ، وسرحوا الكتب مع قيس بن مسهر الصيداوي ، وعبد الرحمن بن
عبد الله الأرحبي ، ثم كتبوا إليه بعد يومين آخرين وسرحوا الكتب مع هاني بن هاني
السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي حتى بلغت الكتب اثني عشر ألفا ، وهي تنطوي
على الاستبشار بهلاك معاوية والاستخفاف بيزيد ، وطلب قدومه والعهد له ببذل
النفس والنفيس دونه . وكان من المكاتبين حبيب بن مظهر ، ومسلم بن عوسجة ،
وسليمان بن صرد ، ورفاعة بن شداد ، والمسيب بن نجبة ، وشبث بن ربعي ، وحجار
ابن أبجر ، ويزيد بن الحرث بن رويم ، وعزرة بن قيس ، وعمرو بن الحجاج ، ومحمد
ابن عمير و أمثالهم من الوجوه ( 2 ) .
وبلغ أهل البصرة ما عليه أهل الكوفة فاجتمعت الشيعة في دار مارية ( 3 ) بنت
منقذ العبدي – وكانت من الشيعة – فتذاكروا أمر الإمامة وما آل إليه الأمر فأجمع
رأي بعض على الخروج فخرج وكتب بعض بطلب القدوم ، فلما رأى الحسين ( عليه السلام )
ذلك دعا مسلم بن عقيل وأمره بالرحيل إلى الكوفة وأوصاه بما يجب ، وكتب معه
إلى أهل الكوفة أما بعد : ” فإن هانيا وسعيدا قدما علي بكتبكم وكانا آخر من قدم
علي من رسلكم وقد فهمت ما اقتصصتم من مقالة جلكم أنه ليس علينا إمام فأقبل
لعل الله يجمعنا بك على الحق والهدى . وإني باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من
أهل بيتي مسلم بن عقيل ، فإن كتب إلي أنه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الحجا
والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم وقرأت في كتبكم ، فإني أقدم إليكم
وشيكا إن شاء الله فلعمري ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب القائم بالقسط الدائن بدين
الحق الحابس نفسه على ذات الله والسلام ” ( 1 ) .
انصار الحسين 2016-11-11