القطع البحرية الروسية وصواريخ “كاليبر” تلقت الأوامر لبدء عملية تطهير حلب
11 نوفمبر,2016
تقاريـــر
939 زيارة
قال الخبير العسكري “عمر معربوني” في حديثه لمراسل تسنيم: مهما اختلف شكل الإدارة الأمريكية، فطالما أنها لم تتخلّ عن نظرية الفوضى الخلاقة في المنطقة فسنكون أمام استمرار للمواجهة، مؤكداً أن القطع البحرية الروسية على الساحل السوري تلقت الأوامر للدخول بشكل مباشر في عملية تطهير حلب.
وعن احتمال أن نشهد قريباً حسماً عسكرياً في مدينة حلب بدعم من الجانب الروسي، قال الخبير معربوني لمراسل تسنيم: “إن ما يحصل من عمليات في حلب وعلى كامل الأراضي السورية يندرج ضمن عملية مستمرة كاملة وشاملة أعلن عنها الجيش السوري منذ سنة تقريباً، هي عملية تحمل مسمى “من البحر إلى النهر”، وهذا يعني أن العمليات لم تنقطع إنما شكلُ العمليات وحجمها هو الذي يختلف بالتالي ما يميز العمليات في حلب الآن هو ذلك الطابع الجيوسياسي للمدينة وما ستعكسه هذه المعارك ونتائجها على مجمل الحرب في سوريا”
ونوّه معربوني بقوله: “أود أن أشير إلى مسألة في غاية الأهمية وهي أنه على مدار الأيام السابقة لم يتوقف سلاح الجو الروسي عن المشاركة في أغلب العمليات وتحديداً استهداف الجبهات الخلفية وخطوط إمداد الجماعات المسلحة، ولم يتوقف الروسي عن استهداف المسلحين في الأحياء الشرقية إلا لسحب الذرائع من الولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص عملية الفصل بين الجماعات (المعتدلة) والإرهابية “
وأشار معربوني إلى أننا “الآن أمام تطور موضعي، فالمعركة القائمة الآن في حلب ستأخذ طابعاً شاملاً وكبيراً حيث ستشهد عمليات حسم بما يخص تموضع الجماعات الإرهابية على أكثر من جبهة” مضيفاً: “باعتقادي أن استهداف الأحياء الشرقية سيكون محدوداً إلى حد ما نظراً لأن هذه الأحياء لم تعد تشكل خطراً كبيراً بالقدر الذي تشكله المعاقل المنتشرة على الجبهة الغربية والجنوبية الغربية لحلب”
وعن تطور العمليات الميدانية في حلب وتزامن ذلك مع الانتخابات الأمريكية، أشار الخبير العسكري معربوني إلى أن “توقيت العمليات كان مرتبطاً بأكثر من عامل منها تزامن العملية مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لكن برأيي هناك عوامل أخرى أدت إلى تأخير العملية في حلب من ضمنها العوامل اللوجستية فكلنا نعلم أن الولايات المتحدة وضعت الكثير من العراقيل أمام تزويد القطع البحرية الروسية القادمة إلى المياه الإقليمية السورية بالوقود لتأخيرها عدة أيام أو عدة أسابيع بما يؤمن للجماعات الإرهابية هامشاً أكبر من الوقت”
وتابع معربوني: “لكن بعد أن وصلت القطع البحرية وعلى رأسها الأميرال كوزنتسوف حاملة الطائرات فبالتأكيد عندما صدر عن مصدر عسكري روسي أن الساعات المقبلة ستشهد استهدافاً للجماعات الإرهابية بواسطة سلاح الطيران وصواريخ كاليبر المجنحة، فهذا يعني أن القطع البحرية دخلت في العملية بشكل مباشر”
وقال معربوني: “هنا لابد أن أشير إلى نقطة مهمة وهي أن أمر العمليات كان بحوزة حاملة الطائرات كوزنتسوف، وبحسب التقاليد العسكرية لا يمكن لقادة العمليات أن يفتحوا “المغلّف السري” إلا عند الوصول إلى نقطة محددة، وبعد أن وصلت حاملة الطائرات إلى نقطة التموضع المحددة لها فنحن بالتأكيد أمام قوة نارية مضاعفة على مستوى سلاح الطيران، إضافة إلى صواريخ كاليبر المجنحة الموجودة على متن أكثر من قطعة ومن ضمنها غواصات نووية موجودة على الساحل السوري والمياه الإقليمية”
وعن إمكانية أن تعيد المجموعات الإرهابية في الأيام المقبلة تموضعها في حلب وأريافها بدعم سعودي أو تركي، قال الخبير معربوني: “بالتأكيد نحن أمام مواجهة شاملة، فكلامنا عن جبهة حلب لا يعني أننا على مشارف انتهاء الحرب فيها، وبالتأكيد أن أمريكا التي استثمرت طويلا في الإرهاب ما زالت قادرة على الاستثمار فترة أطول كونها لا تخسر شيئاً، فهناك خليجي يمول وعلى رأسها السعودية وهناك إرهابيون مستعدون للقتال مقابل لا شيء وبالتالي العملية الحاصلة في حلب وغيرها على الأراضي السورية هي جزء من عمليات كبرى الهدف منها توسيع خارطة السيطرة الميدانية لمصلحة الدولة السورية باتجاه المفاوضات السياسية”
وفيما يتعلق بتطور الأوضاع في سوريا والمنطقة بعد مجيء الإدارة الأمريكية الجديدة، رأى الجنرال معربوني أنه “مهما اختلف شكل الإدارة الأمريكية، فطالما أنها لم تتخلّ بشكل أساسي عن نظرية الفوضى الخلاقة في المنطقة فسنكون عندها أمام استمرار لهذه المواجهة بغض النظر عن اختلاف آلياتها وأدواتها من مكان إلى آخر”
2016-11-11