ابصار العين في انصار الحسين عليه وعليهم السلام
13 أكتوبر,2017
شخصيات أسلامية
1,176 زيارة
في بني كلب
من أنصار الحسين ( عليه السلام )
عبد الله بن عمير الكلبي ( 1 )
هو عبد الله بن عمير بن عباس بن عبد قيس بن عليم بن جناب الكلبي العليمي ،
أبو وهب ، كان عبد الله بن عمير بطلا شجاعا شريفا ، نزل الكوفة واتخذ عند بئر
الجعد من همدان دارا ، فنزلها ومعه زوجته أم وهب بنت عبد من بني النمر بن
قاسط .
قال أبو مخنف : فرأى القوم بالنخيلة يعرضون ليسرحوا إلى الحسين ( عليه السلام ) ، فسأل
عنهم ، فقيل له : يسرحون إلى الحسين بن فاطمة بنت رسول الله ، فقال : والله ! ! لقد
كنت على جهاد أهل الشرك حريصا ، وإني لأرجو ألا يكون جهاد هؤلاء الذين
يغزون ابن بنت نبيهم أيسر ثوابا عند الله من ثوابه إياي في جهاد المشركين ، فدخل
إلى امرأته فأخبرها بما سمع ، وأعلمها بما يريد ، فقالت له : أصبت أصاب الله بك
أرشد أمورك ، افعل وأخرجني معك : قال : فخرج بها ليلا حتى أتى حسينا فأقام معه ،
فلما دنا عمر بن سعد ورمى بسهم فارتمى الناس ، خرج يسار مولى زياد وسالم
مولى عبيد الله ، فقالا : من يبارز ؟ ليخرج إلينا بعضكم ، فوثب حبيب وبرير ، فقال لهما
الحسين : اجلسا ، فقام عبد الله بن عمير فقال : أبا عبد الله ! رحمك الله ائذن لي لأخرج
إليهما : فرأى الحسين رجلا آدم طوالا شديد الساعدين بعيد ما بين المنكبين ، فقال [
الحسين ] : ” إني لأحسبه للأقران قتالا ” اخرج إن شئت ، فخرج إليهما ، فقالا له : من
أنت ؟ فانتسب لهما ، فقالا : لا نعرفك ، ليخرج إلينا زهير أو حبيب أو برير . ويسار
مستنتل أمام سالم ، فقال له عبد الله : يا بن الزانية وبك رغبة عن مبارزة أحد من
الناس ؟ ! أو يخرج إليك أحد من الناس إلا وهو خير منك ؟ ! ثم شد عليه فضربه
بسيفه حتى برد ، فإنه لمشتغل يضربه بسيفه إذ شد عليه سالم ، فصاح به أصحابه قد
رهقك العبد ، فلم يأبه له حتى غشيه فبدره بضربة فاتقاها عبد الله بيده اليسرى فأطار
أصابع كفه اليسرى ، ثم مال عليه فضربه حتى قتله ، وأقبل إلى الحسين ( عليه السلام ) يرتجز
أمامه و قد قتلهما جميعا فيقول :
إن تنكروني فأنا ابن كلب * حسبي ببيتي في عليم حسبي
إني امرؤ ذو مرة وعصب * ولست بالخوار عند النكب
إني زعيم لك أم وهب * بالطعن فيهم مقدما والضرب
قال : فأخذت أم وهب امرأته عمودا ، ثم أقبلت نحو زوجها تقول : فداك أبي
وأمي قاتل دون الطيبين ذرية محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فأقبل إليها يردها نحو النساء فأخذت
تجاذب ثوبه ، وتقول : [ إني ] لن أدعك دون أن أموت معك ، ( وإن يمينه سدكت على
السيف ويساره مقطوعة أصابعها فلا يستطيع رد امرأته ) ( 1 ) فجاء إليها الحسين ( عليه السلام )
وقال : ” جزيتم من أهل بيت خيرا ، ارجعي رحمك الله إلى النساء فاجلسي معهن ،
فإنه ليس على النساء قتال ” فانصرفت إليهن ( 1 ) .
وقال أبو جعفر : حمل عمرو بن الحجاج الزبيدي على الميمنة فثبتوا له وجثوا
على الركب ، وأشرعوا الرماح فلم تقدم الخيل ، وحمل شمر على الميسرة فثبتوا له
وطاعنوه .
وقاتل الكلبي ، وكان في المسيرة قتال ذي لبد ، وقتل من القوم رجالا فحمل عليه
هاني بن ثبيت الحضرمي و بكير بن حي التيمي من تيم الله بن ثعلبة ، فقتلاه ( 2 ) .
وقال أبو مخنف : ثم عطفت الميمنة والميسرة والخيل والرجال على أصحاب
الحسين فاقتتلوا قتالا شديدا وصرع أكثرهم فبانت بهم القلة ، وانجلت الغبرة
فخرجت امرأة الكلبي تمشي إلى زوجها حتى جلست عند رأسه تمسح التراب عنه
وتقول : هنيئا لك الجنة ! أسأل الله الذي رزقك الجنة أن يصحبني معك ، فقال شمر
لغلامه رستم : اضرب رأسها بالعمود ، فضرب رأسها فشدخه ، فماتت مكانه ( 3 ) .
( ضبط الغريب )
مما وقع في هذه الترجمة :
( عليم ) : بالتصغير ، فخذ من جناب .
( جناب ) : بالجيم والنون والباء الموحدة بطن من كلب . ويمضى في بعض الكتب
حباب وهو غلط .
( طوالا ) : كغراب الطويل وكرمان المفرط الطول . ( مستنتل ) : تقدم معناه .
( رهقك ) : أي غشيك ودنا منك .
( لم يأبه له ) : أي لم يبال ، يقال بالمعلوم ويقال بالمجهول ، والمجهول أكثر .
( حسبي ببيتي في عليم ) : لم يفهم بعض أن عليم عشيرته فظنها عليم وأبدل البيت
حسبي إلهي من عليم ، وهو غلط واضح .
( ذو مرة ) : بكسر الميم أي صاحب قوة .
( وعصب ) : بفتح العين وسكون الصاد أي شدة . ( الخوار ) : ككتان الضعيف .
( سدكت ) : لزمت وذلك لجمود الدم عليها من كثرة القتلى .
عبد الأعلى بن يزيد الكلبي العليمي
كان فارسا شجاعا من الشيعة كوفيا ، خرج مع مسلم بن عقيل فيمن خرج ، فلما
تخاذل الناس عن مسلم قبض عليه كثير بن شهاب فسلمه إلى عبيد الله بن زياد
فحبسه .
قال أبو مخنف : ولما قتل مسلم أحضره عبيد الله بن زياد فسأله عن حاله ، فقال :
إنما خرجت أنظر فطلب منه اليمين فلم يحلف ، فأخرجه إلى جبانة السبيع فقتله
هناك رحمه الله ( 1 ) .
انصار الحسين 2017-10-13