ابصار العين في انصار الحسين عليه وعليهم السلام
4 أغسطس,2017
شخصيات أسلامية
856 زيارة
الحجاج بن مسروق ( 1 ) بن جعف بن سعد العشيرة المذحجي الجعفي
كان الحجاج من الشيعة ، صحب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الكوفة ، ولما خرج
الحسين ( عليه السلام ) إلى مكة خرج من الكوفة إلى مكة لملاقاته فصحبه ، وكان مؤذنا له في
أوقات الصلوات .
قال صاحب خزانة الأدب الكبرى : لما ورد الحسين ( عليه السلام ) قصر بني مقاتل رأى
فسطاطا مضروبا ، فقال : لمن هذا ؟ فقيل : لعبيد الله بن الحر الجعفي . فأرسل إليه
الحجاج بن مسروق الجعفي ، ويزيد بن مغفل ( 2 ) الجعفي فأتياه وقالا : إن أبا عبد الله
يدعوك . فقال لهما : أبلغا الحسين ( عليه السلام ) أنه إنما دعاني من الخروج إلى الكوفة حين
بلغني أنك تريدها فرار من دمك ودماء أهل بيتك ، ولئلا أعين عليك ، وقلت إن قاتلته
كان علي كبيرا وعند الله عظيما ، وإن قاتلت معه ولم أقتل بين يديه كنت قد ضيعته ،
وإن قتلت فأنا رجل أحمى أنفا من أن أمكن عدوي فيقتلني ضيعة ، والحسين ليس
له ناصر بالكوفة ولا شيعة يقاتل بهم . فأبلغ الحجاج وصاحبه قول عبيد الله إلى
الحسين ( عليه السلام ) فعظم عليه ، ودعا بنعليه ثم أقبل يمشي حتى دخل على عبيد الله بن
الحر فسطاطه فأوسع له عن صدر مجلسه واستقبله إجلالا وجاء به حتى أجلسه .
قال يزيد بن مرة : فحدثني عبيد الله بن الحر قال : دخل علي الحسين ( عليه السلام ) ولحيته
كأنها جناح غراب ! فما رأيت أحدا قط أحسن ولا أملأ للعين منه ، ولا رققت على
أحد قط رقتي عليه حين رأيته يمشي وصبيانه حوله ، فقال الحسين ( عليه السلام ) : ما يمنعك
يا بن الحر أن تخرج معي ! ؟ فقال ابن الحر : لو كنت كائنا مع أحد القريقين لكنت
معك ، ثم كنت من أشد أصحابك على عدوك ، فأنا أحب أن يعفيني من الخروج
معك ، ولكن هذه خيل لي معدة وأدلاء من أصحابي ، وهذه فرسي المحلقة فوالله ما
طلبت عليها شيئا قط إلا أدركته ولا طلبني أحد إلا فته ، فاركبها حتى تلحق بمأمنك
وأنا لك ضمين بالعيالات حتى أديهم إليك أو أموت وأصحابي عن آخرهم دونهم
وأنا كما تعلم إذا دخلت في أمر لم يضمني فيه أحد .
قال الحسين ( عليه السلام ) : ” أفهذه نصيحة لنا منك يا بن الحر ” ؟ قال : نعم ، والله الذي لا
شئ فوقه ! فقال له الحسين ( عليه السلام ) : ” إني سأنصح لك كما نصحت لي إن استطعت أن لا
تسمع صراخنا : ولا تشهد واعيتنا فافعل ، فوالله لا يسمع واعيتنا أحد ثم لا ينصرنا
إلا أكبه الله في نار جهنم ” .
ثم خرج الحسين ( عليه السلام ) من عنده ( 1 ) وعليه جبة خز وكساء وقلنسوة موردة ومعه
صاحباه الحجاج ويزيد وحوله صبيانه فقمت مشيعا له وأعدت النظر إلى لحيته ،
فقلت : أسود ما أرى أم خضاب ؟ فقال ( عليه السلام ) : ” يا بن الحر عجل علي الشيب ” فعرفت
أنه خضاب وودعته ( 2 ) .
وقال ابن شهرآشوب وغيره : لما كان اليوم العاشر من المحرم ووقع القتال تقدم
الحجاج بن مسروق الجعفي إلى الحسين ( عليه السلام ) واستأذنه في القتال ، فأذن له ثم عاد
إليه وهو مخضب بدمائه فأنشده :
فدتك نفسي هاديا مهديا * اليوم ألقى جدك النبيا
ثم أباك ذا الندى عليا * ذاك الذي نعرفه الوصيا
فقال له الحسين ( عليه السلام ) : ” نعم ، وأنا ألقاهما على أثرك ” ، فرجع يقاتل حتى قتل
رضي الله عنه ( 1 ) .
انصار الحسين 2017-08-04