10 أن التفصيل ليس لازما –
والذي يصدق أنه لو وقع في الغيبة هنا فسيحاسب عليها هناك وان هناك جهنم إذا آذي المؤمنين وأن هناك جنة إذا قام بالخيرات والمبرات هنا، الذي يصدق بذلك فسيلتزم إذا كان الأمر تصديقا وليس مطالعة كتاب وإدراك كتاب وإدراك عقله له فهناك فرق بين الإدراك العقلي والتصديق النفسي والقلبي – ولا أقصد هنا القلب الحقيقي –
الإدراك العقلي والتصديق
في الإدراك العقلي كثيرا ما يحدث أن يدرك الإنسان عقلا قضية ما ولكنه لا يلتزم بمقتضياتها عمليا لأنه لم يصدقها فإذا ما صدقها عمل وفقها.
والإيمان هو عبارة عن هذا التصديق العلم بالنبي لا يثمر هذه الفائدة لكن الإيمان بالنبي يثمر هذه الفائدة.
لا تكفي إقامة البرهان على وجود الله تبارك وتعالي في إيجاد “الإيمان بالله” بل الإيمان يثمره التصديق القلبي الذي يجعل الإنسان خاضعا لله ويثمر الإيمان به تعالى وإذا حصل الإيمان جاء كل شيء تبعا له.
إذ صدق الإنسان أن هناك موجودا هو مبدأ هذا العالم وهناك حساب وأن هناك مرحلة بعد الموت وأن الموت ليس فناء بل هو انتقال من نقص إلى كمال فهذا التصديق يحفظه من كافة الأشياء ومن كافة الانحرافات فالأصل هو هذا التصديق ولكن المسألة الوحيدة هي كيف يحصل هذا التصديق ؟!
هذه الآية الشريفة تقول {بِاِسْمِ اللَّهِ.. الْحَمْدُ لِلَّهِ } حسناً، لقد أوضحت أحد أبعادها – وأكرر أيضاً أن ما قلته هو على نحو الاحتمال لا الجزم – فإذا صدق الإنسان أنّ جميع المحامد هي لله فعندما لن يحدث في قلبه شرك وإذا أثنى على أحد فلكونه من تجليات الله.