الرئيسية / شخصيات اسلامية / الحقيقة الوجوديّة والخلقة النورانيّة للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم

الحقيقة الوجوديّة والخلقة النورانيّة للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم

استجماع الصفات العالية

إنّ نبيّ الإسلام المكرَّم، إنسانٌ فوق المألوف (استثنائي) بلحاظ الشخصيّة الإنسانيّة والبشريّة، وهو من الطراز الأوّل الذي لا نظير له, جَمَعَ الخصال الأخلاقيّة الرفيعة في شخصيّة إنسانيّة عزيزة، مظهرًا الكثير من الصبر والتحمّل وتقبّل الآلام والمصاعب, لقد اجتمعت فيه كافّة الخصوصيّات الإيجابيّة للإنسان العظيم[1].

 

خاتميّة النبوّة

إنّ يوم المبعث هو عيدٌ للجميع وليس للمسلمين فقط. إنّ ولادة كلّ نبيّ وظهور كلّ بعثة، عيدٌ لجميع البشريّة. عندما كان يأتي أنبياء الله تعالى، كان كلّ واحدٍ منهم يسوق قوافل البشريّة نحو الكمال والعلم والأخلاق

والعدل وكانوا يقرّبونهم خطوة نحو مراحل الكمال الإنساني. إن ّكافّة أشكال التعقّل البشري طوال التاريخ، يعود إلى تعاليم الأنبياء. إنّ الخلق الإنساني (الأخلاق الإنسانيّة) الذي يؤمّن القدرة على الاستمرار بالحياة للبشر والفضائل الأخلاقيّة، جميعها من تعاليم الأنبياء. لقد هيّأ الأنبياء للبشر الحياة وقادوهم نحو ساحة التطوّر والتكامل, وإنّ نبيّ الإسلام المكرّم، هو خاتم الأنبياء الذي جاء للبشريّة بالكلام النهائيّ الذي لا ينتهي[2].

الدرس الخامس: آثار وبركات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

 

تزلزل أعلام الشرك وعبادة الأصنام

إنّ ما جاء في الآثار والتواريخ حول تصدّع شرفات بلاط (قباب) كسرى وتزلزل أعلام عبادة الأصنام والشرك في كافّة أنحاء الدنيا – فيما إذا كانت هذه الآثار قطعية – لعلّه يكون ظهورًا للقدرة الإلهيّة، للإعلان الرمزي عن حضور هذه القوّة التي ستقضي على جذور الظلم والفساد وتطهّر العلم من الخرافة وتخلّص الحضارة من الفساد[3]. لقد أرسل الله تعالى إلى عالم الوجود الذخيرة الإلهيّة الكبرى أي الوجود المقدّس للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم, فكان منطلقًا إلى مرحلة حسّاسة بداية مرحلة أساسيّة في مصير البشريّة. ولقد جاء في شأن آيات (علامات) ولادة الرسول أنّه عندما ولد ذاك العظيم، تهدّمت شرفات إيوان كسرى، وانطفأت نيران معبد آذركشسب الذي بقي مشتعلًا مدة قرون وجَفّت بحيرة ساوة التي كان يعتبرها بعض الناس في ذاك الزمان مقدّسة، وهُدِّمت الأصنام التي كانت معلّقة حول الكعبة[4].

إنّ هذه الإشارات الرمزيّة والظاهريّة بالكامل، تشير إلى اتّجاه الإرادة والسنّة الإلهيّتين في إسباغ خلعة الوجود على هذا الموجود العظيم، وهذه الشخصيّة الرفيعة والفريدة. معنى هذه الأحداث الرمزيّة هو أنّه مع هذا القدوم المبارك، هو حتميّة طيّ بساط الذلّ عن البشريّة، سواء كان ذلك (الذلّ) من خلال حاكميّة الجبّارين والحكّام المستبدّين – من قبيل ما كان يجري آنذاك في إيران وروما القديمة – أو كان وليد عبادة غير الله. وعلى يدي هذا المولود المبارك، لا بدّ أن تتحرّر البشريّة من قيود الظلم الذي فرضه حكّام الجور على المظلومين من البشر طوال التاريخ, ومن قيود الخرافات والعقائد الباطلة والمذلّة التي جعلت الإنسان خاضعًا ذليلًا أمام الموجودات الأدنى منه أو في مقابل أفراد البشر الآخرين. لذلك جاء في الآية القرآنيّة في باب بعثة النبيّ الأكرم, قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا[5].

إنّ عبارة ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ ليست خاضعة لحدّ (لتحديد) زماني, بل تشير إلى الوُجهة. يجب أن تتحرّك البشريّة بعد هذه الحادثة نحو الحريّة المعنوية والاجتماعيّة والحقيقيّة والعقلانيّة. لقد بدأ هذا العمل، وإنّ استمراره يكون بأيدينا نحن البشر. وهذه سُنّة أخرى في عالم الخلق[6].

نزول الرحمة الإلهيّة على البشر

إنّ هذه الولادة العظيمة، هي ولادة أرقى نماذج الرحمة الإلهيّة للبشريّة, لأنّ وجود ذاك العظيم وإرسال هذا النبيّ الكبير، هو رحمة الحقّ تعالى على العباد. وينبغي على البشريّة إدراك أنّ هذه الرحمة، هي رحمة غير منقطعة, بل هي رحمة مستمرّة[7].

 

حركة المسلمين نحو التكامل

ليس بمقدور أيّ إنسان بيان أبعاد شخصيّة النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بنحو ٍكامل وتقديم صورة قريبة من الواقع عن شخصيّة ذاك العظيم… إنّ ما نعرفه ونعلمه عن من اختاره واصطفاه إلهُ العالم وطليعة الأنبياء على امتداد التاريخ، هو ظلٌّ وشبحٌ للوجود المعنوي والباطني والحقيقي لذاك العظيم, إلّا أنّ هذا المقدار من المعرفة يكفي المسلمين لضمان استمرار حركتهم نحو الكمال ولصيرورة قمّة الإنسانيّة وأوجّ التكامل البشري أمامهم ويشجّعهم على التحرّك نحو الوحدة الإسلاميّة والاجتماع حول ذاك المحور. بناءً على ما تقدّم، نوصي كافّة المسلمين في العالم، بزيادة العمل حول أبعاد شخصيّة الرسول وحياته وسيرته وأخلاقه والتعاليم المأثورة والمنصوصة عن ذاك العظيم[8].

الميل إلى الإسلام

… هناك الكثير من البشر في العالم، ممّن إذا ما عرفوا رسول الإسلام بالقدر الذي عرفه المسلمون، أو حتّى أقلّ من ذلك – أي إذا ما تجلّى من تلك الشخصيّة النورانيّة في قلوبهم – فسيكون ذلك ضامنًا لعقيدتهم والتزامهم بالإسلام. يجب أن نعمل على هذه المسألة[9].

 

وحدة المسلمين

لقد كان وجود نبيّ الإسلام الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم, أكبر عامل للوحدة في كافّة العصور الإسلاميّة واليوم يمكنه أن يكون كذلك, لأنّ عقيدة آحاد المسلمين بذاك الوجود الأقدس العظيم، توأم للعاطفة والعشق، لذلك كان ذاك العظيم، مركز ومحور العواطف والعقائد عند كافّة المسلمين. وهذه المحوريّة، من إحدى موجبات استئناس قلوب المسلمين وتقريب الفرق الإسلاميّة بعضها من بعض[10].

أخلاق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وسيرته

 

يمكننا باختصار تقسيم أخلاق الرسول إلى “الأخلاق الشخصيّة” و”الأخلاق الحكوميّة“: أي أخلاقه باعتباره إنسانًا وخصوصيّاته وأخلاقه وسلوكه باعتباره حاكمًا. طبعًا، هذه الأمور هي جزءٌ يسير ممّا هو موجود في شخصيّة ذاك العظيم, حيث إنّ وجوده يضمّ أضعاف هذه الخصوصيّات البارزة والجميلة التي سأشير إلى بعضها. كان ذاك العظيم أمينًا، وصادقًا، وصبورًا، ومتواضعًا وشهمًا ومدافعًا عن المظلومين في كافّة الحالات. كان سلوكه سليمًا. وكان تعامله مع النّاس يقوم على أساس الصدق والصفاء والصحّة. كان حَسَنَ الكلام، ولم يكن حديثه مؤذيًا. كان طاهرًا. كان في مرحلة شبابه معروفًا بالعفّة والحياء والطهارة في تلك البيئة الفاسدة أخلاقيًّا في الجزيرة العربيّة قبل الإسلام وكان الجميع يقبلونه ولم يكن متلوّثًا بأيّ شيء. كان من أصحاب النظافة: كان لباسه نظيفًا، كان وجهه نظيفًا، وكان سلوكه سلوكًا ممزوجًا بالنظافة. كان شجاعًا ولم تتمكّن أيّ جبهة من الأعداء مهما كانت عظيمة أن تفتّ من عضده أو تخيفه. كان صريحًا، يوضّح كلامه انطلاقًا من الصراحة

والصدق. كان في حياته حكيمًا وزاهدًا كما كان رؤوفًا متسامحًا كريمًا. وكان يعطي المال ولا ينتقم، كان سموحًا وعَفُوَّا.

… كان كثير الحنان والتسامح والتواضع وكان من أصحاب العبادة. وكانت هذه الخصوصيّات موجودة في شخصيّته العظيمة في كافّة جوانب حياته، منذ مرحلة الشباب إلى الوفاة طيلة ثلاث وستّين سنة[11].

في العلاقة مع اللّه

العبوديّة لله:

كان الرسول وما تمتّع به من مقام وشأن وعظمة، غير غافل عن عبادته, كان يبكي منتصف الليل ويدعو ويستغفر. في إحدى الليالي تفقّدت أمّ سلمة الرسول فلم تجده, ذهبت تبحث عنه لتجده مشغولًا بالدعاء حيث كانت الدموع تنهمر من عينيه وهو يستغفر ويقول: “اللهم ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”[12]. بكت أمّ سلمة فتوجّه الرسول إليها وسألها عن سبب وجودها، فتوجّهت إليه قائلة: يا رسول الله، أنت عزيزٌ عند الله وذنوبك مغفورة ـ ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ[13]. فلماذا تبكي ولماذا تردّد: اللهم ولا تكلني إلى نفسي؟ قال: “وما يؤمنني”؟4, مَن الذي يحفظني إذا غفلت عن الله؟ هذا درسٌ لنا. إن ّالدرس الكبير الذي

علّمنا إيّاه الرسول هو عدم نسيان الله، والاعتماد على الله، والطلب منه في يوم العزة، وفي يوم الذلّة، وفي اليوم الصعب وفي يوم الراحة وفي اليوم الذي يحاصر فيه العدوّ الإنسان، وفي اليوم الذي يُفْرَض فيه العدوّ – بكلّ عظمته – على الإنسان وعلى وجوده[14].

تتجلّى قيمة والد فاطمة عند الله في العبوديّة مع الإشارة إلى أنّ فاطمة هي مبدأ ومنبع فضائل كافّة المعصومين، حيث إنّها وأمير المؤمنين قطراتٌ من بحر وجود الرسول. “أشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله“, في البداية كانت عبوديّته ثمّ رسالته, وفي الأساس (إنّما) أُعطي مقام الرسالة له – وهو مقامٌ شامخ – بسبب العبوديّة[15].

 

العبادة والاستغفار:

جاء حول الصلوات المقرّرة في المفاتيح: “الذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدأب في صيامه وقيامه في لياليه وأيامه بخوعًا لك في إكرامه وإعظامه إلى محلّ حِمامه”[16], كان الرسول يعظّم شهر شعبان حتّى آخر حياته، ويخضع أمامه وقد عوّد نفسه على الصيام والقيام في شهر شعبان. جاء في العبارات التي تلت المقدمة: “اللهم فأعِنَّا على الاستنان بسنّته فيه”[17].

كانت عبادته، عبادة مَن تتورَّم قدماه من الوقوف في المحراب. كان يقضي جزءًا طويلًا من الليل صاحيًا ومشغولًا بالعبادة والتضرّع والبكاء والاستغفار والدعاء. كان يناجي الله ويستغفره. وفي غير شهر رمضان كان يصوم يومًا من كلّ يومين في شهري شعبان ورجب وفي باقي أيام العام… رغم ذلك الطقس الحار. وكان الأصحاب يتوجّهون إليه: لماذا كلّ هذا الدعاء والعبادة والاستغفار وأنتَ لا ذنب لك, حيث جاء في سورة الفتح: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾[18]؟! وكان يجيب: “أفلا أكونُ عبدًا شكورًا[19], أفلا أكون عبدًا شكورًا وقد أنعم الله عليَّ كلّ هذه النِّعم؟[20]

 

ذكر الله دائمًا:

كان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم مع تلك القوّة الملكوتيّة، دائم الذكر والتوجّه والتوسّل إلى الله تعالى[21].

نُقِل عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: “ألا أدلّكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم، تدعون ربّكم بالليل والنهار فإنّ سلاح المؤمن الدعاء”[22]. لذلك كان رسول الإسلام المكرَّم يقوم بكافّة الأعمال الضروريّة في ساحة الحرب, كان ينظِّم الجنود ويضع كلّ منهم في مكانه ويقدّم لهم الإمكانيّات

اللازمة ويوصيهم بما يجب، ويشرف عليهم إشراف القائد على جنوده, ولكنّه كان في الوقت عينه، يركع على الأرض ويرفع يديه للدعاء والتضرّع ومناجاة الله تعالى ليطلبَ منه ما يريد[23].

 

الاعتماد على الله:

كان رسولنا الكريم… لا يأخذ بعين الاعتبار عندما يتضرّع إلى الله تعالى ويطلب العون منه في الأوقات الصعبة، أنّ ذلك قد يترك أثرًا في أذهان المخاطَبين والناظرين (والحاظرين)، فيفهموا عجزه. بل كان يشير بصراحة: أنا عاجزٌ ولا يمكنني الإتيان بعملٍ دون مساعدة من الله تعالى. أثناء معركة الأحزاب، عندما حاصر الأعداء المدينة والرسول والمؤمنين، من جهات عدّة، حيث كانوا يريدون القضاء بالكامل على الإسلام والقرآن والرسالة الجديدة، كان الرسول في تلك الحالة ينظّم الجنود ويتّخذ تدابير دقيقة، ويحرّض الناس على المقاومة، وكان بالإضافة إلى ذلك يجثو على ركبتيه، وقد تكرّر هذا المشهد وذكرته كتب السيرة، حيث كان يرفع يديه يتضرّع ويبكي ويناجي الله ويطلب العون والنصر والتوفيق منه تعالى[24].

 

[1] خطبتا صلاة الجمعة في طهران (23/2/1379)(12/5/2000).

[2] من كلام له في لقاء مسؤولي النظام (11/6/1384)(2/9/2005).

[3] من كلام له في لقاء مختلف أبناء الشعب (14/6/1372)(5/9/1993).

[4]  من كلام له في لقاء مسؤولي النظام (9/3/1381)(30/5/2002).

[5] سورة الفتح، الآية 28.

[6]  من كلام له في لقاء مسؤولي النظام (9/3/1381)(30/5/2002).

[7] من كلام له في لقاء الضيوف المشاركين في مؤتمر الوحدة الإسلاميّة (13/5/1375)(3/8/1996).

[8]  من كلام له في لقاء الضيوف المشاركين في مؤتمر الوحدة الإسلاميّة (24/7/1368)(16/10/1989).

[9] من كلام له في لقاء الضيوف المشاركين في مؤتمر الوحدة الإسلاميّة (24/7/1368)(16/10/1989).

[10] م.ن.

[11] خطبة صلاة الجمعة في طهران (23/2/1379)(12/5/2000).

[12] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 16، الباب 9، مكارم أخلاقه وسيرته وسنّته.

[13] سورة الفتح، الآية 2.

[14] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 16، الباب 9، مكارم أخلاقه وسيرته وسنّته.

[15] خطبتي صلاة الجمعة في طهران (5/7/1370)(27/9/1991).

[16] من كلام له في لقاء منشدي أهل البيت (5/5/1384)(27/7/2005).

[17]  الحر العاملي، الشيخ محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، الطبعة الثانية، 1414هـ.ق، المطبعة مهر ـ قم ـ إيران، ج 10، ص 492، باب استجابة صوم شعبان.

[18] م.ن.

[19] سورة الفتح، الآية 2.

[20]  الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 6، ص 191.

[21] من كلام له في لقاء أهالي قم (19/10/1371)(9/1/1993).

[22]  الكليني، الشيخ محمد بن يعقوب، الكافي، ج 2، ص 468، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري، طهران، دار الكتب الإسلامية، مطبعة حيدري، 1365هـ.ش.، ط2.

[23] خطبتا صلاة الجمعة في طهران (23/2/1379)(12/5/2000).

[24] خطبتا صلاة الجمعة في طهران (29/7/1384)(21/10/2005).

شاهد أيضاً

عجائب بسم الله الرحمن الرحيم – الشيخ مهدي المجاهد

ورد في القرآن الكريم 113 مرة «بسم الله الرحمن الرحيم» في بداية كل سورة ما ...