الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف 2
1 ديسمبر,2016
طرائف الحكم
1,409 زيارة
أساس القضية عالمية
الحديث عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه، يعني الحديث عن التغيير الحتمي على وجه الأرض، من الظلم إلى العدل، ومن الباطل إلى الحق، ومن الظلام إلى النور، ومن الفساد إلى الصلاح، وهذا الانقلاب التاريخي ليس معتقداً شيعيّاً فحسب ولا إسلامياً فقط، إنما هو تصوّ عام لدى الإنسانية والأديان. فإذا راجعتم عقائد الإنسانية، ترون بكلِّ تأكيد، أن الاعتقاد بمخلِّص ومنقذٍ لما تعانيه البشرية من ظلم وظلام، هو اعتقاد منتشر ومبني عليه.
وهنا نشير إلى بعض ما ورد في العهدين القديم (التوراة ولواحقها) والجديد (الإنجيل ولواحقه)، مما يؤكد ما قلناه، رغم التحريفات التي طاولت الكتابين.
“الصديقون يرثون الأرض إلى الأبد، أما الأشرار فيبادون جميعاً عقب الأشرار ينقطع”1.
“ثبت للقضاء على كرسيّه وهو يقتضي للمسكونة بالعدل ليالي الشعوب بالاستقامة”2.
ثم يقول: “وإنما الذي عندكم تمسكوا به إلى أن يأتي من يغلب ويحفظ أعمالي إلى النهاية، فسأعطيه سلطاناً على الأمم فيرعاها بقضيب من حديد، كما تكسر آنية من خزف، وأعطيه كوكب الصبح”3.
1- المزمور السابع والثلاثين كتاب المزامير.
2- المزمور التاسع من مزامير داود.
3-انجيل متى الاصحاح الرابع والعشرين.
هذا في الديانتين اليهودية والمسيحية، أما إذا تطلَّعنا إلى المجوس فإنهم أيضاً يعتقدون برجوع إنسان باسم بهرام4.
وأما الزرادشت فإنهم يعتقدون أن قوى الشّر ستُغلب آخر الأمر ويكون مصيرها الفناء بعد أن يمر العالم بأربعة عهود طوال كل منها ثلاثة آلاف عام، يسيطر عليه فيها على التوالي أهورا مزدا وأهرمان. ويومئذ ينتصر الحق في كلِّ مكان، وينعدم الشّر فلا يكون له من بعد وجود. ثم ينضم الصالحون إلى أهورا مزدا في الجنّة، ويسقط الخبيثون في هوّة مظلمة… يُطعمون فيها أبد الدّهر سُمّاً زُعافاً5.
والبراهمة (الهنود) أيضاً يعتقدون بظهور (كرشنا) على ما يدّعون6، وحتى أن الماركسية تؤمن وتصرِّح، بأن البشرية في سيرها هذا، سوف تمرّ بمراحل إلى أن تصل إلى مرحلة السعادة القصوى، التي تسود الأرض كلها.
ويستفاد من بعض كلمات الفلاسفة الغربيين أمثال “كانت”: أن البشرية سوف تصل، (إلى مرحلة من المراحل في نهاية مطافها)، إلى مجتمع بشري سعيد، لا ظلم فيه، ولا فساد، يسوده العدل7.
يقول الإمام القائد الخامنئي دام ظله
“إن قضية المهدوية من القضايا الأساسية في الإسلام، ولا ينفرد بها الشيعة دون سواهم، وإنما تذهب الفرق الإسلامية بأجمعها إلى أن
4- المدرسي، محمد تقي، المهدي قدوة وأسورة، ص60، مؤسسة الوفاء.
5-ديورانت، ول، قصة الحضارة، مج 2 1، ج2، ص434.
6- المدرسي، محمد تقي، المهدي قدوة وأسوة، ص60.
7- كانت، نقد العقل العلمي، ص5.
المهدي عجل الله تعالى فرجه من النسل الطيّب الطاهر لرسول الله صلى الله عليه وآله وأنه سيملأ العالم قسطاً وعدلاً وسيظهر لإقامة دين الله وبسط الحق. كما ويعتقد غير المسلمين على نحو أو آخر بمستقبل مشرق للبشرية يتحقق خلال قضية المهدوية…”.
اللهم عجل لوليك الفرج 2016-12-01