الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف 4
16 ديسمبر,2016
طرائف الحكم
1,475 زيارة
ظهور المنقذ إلهام فطري
ليس المهدي عجل الله تعالى فرجه تجسيداً لعقيدة إسلامية ذات طابع ديني فحسب، بل هو عنوان لطموح اتجهت إليه البشرية بمختلف أديانها ومذاهبها، وهذا يكشف عن وجود ارتكاز والهام فطري في ضمير الإنسانية، أدرك الناس من خلاله على الرغم من تنوع عقائدهم ووسائلهم إلى الغيب أن للإنسانية يوماً موعوداً على الأرض، تحقّق فيه رسالات السماء بمغزاها الكبير، وهدفها النهائي، وتجد فيه المسيرة المكدودة للإنسان على مرِّ التاريخ استقرارها وطمأنينتها، بعد عناءٍ طويل.
وحينما يدعم الدِّين هذا الشعور النفسي والارتكاز الفطري لدى الإنسانية، ويؤكّد أن الأرض في نهاية المطاف ستمتلئ قسطاً وعدلاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً، يعطي لذلك الشعور قيمته الموضوعية ويحوله إلى إيمان حاسم بمستقبل المسيرة الإنسانية.
22- معجم أحاديث الإمام المهدي، مجلد، ص261، ومن المصادر التي ذكرت هذا الحديث: ينابيع المودة، ص425، وغيره
ويشير القائد دام ظله إلى هذا الميل والنزوع الفطري للبشر نحو تحقيق الصلاح والعدالة بقوله: “إن أحد الدروس هو أن يذعن الجميع ويعتقد بأن حركة العالم تتجه نحو الإصلاح وصوب الآفاق اللاحبة. ودعوا مستكبري العالم يقولوا ما يشاؤون، ويتشدقوا ويتظاهروا بقدراتهم، إلا أن جيش الحق والحقيقة، والقافلة التي تقود البشر صوب تحقيق العدل، تشهد يوماً بعد آخر كرة وازدياداً. إن مضي الأعوام وانصرامها لا يمكن أن يزيل الأمل أو … بريقه من القلوب، في أن يتذوق أبناء البشر طعم العدالة بالمعنى الحقيقي للكلمة في المستقبل الذي نأمل أن يكون غير بعيد.
إن حقانية الدولة الإلهية والحكومة الربانية في الأرض تكمن في أن يجني الجميع حصتهم من معرفة الحقيقة والعمل بها، إن المقتدرين والمستكبرين والسلطويين والأثرياء والمستبدين في العالم مهما بذلوا أو يبذلون من مساع، فليس بمقدورهم أن يوقفوا هذه الحركة، وهذا الميل والنزوع الطبيعي للبشر صوب تحقيق الصلاح.
وبالتأكيد لا يمكن أن نرى طفرة وقفزة في أمر الله تعالى في أرضه، فالأمور تجري على طبيعتها المعهودة، وطبيعة وفطرة البشر هي التوجه نحو الكمال”.
X اللهم عجل لوليك الفرج 2016-12-16