الشهيد عباس هاشم أحمد من مواليد مدينة البصرة — قضاء القرنة عام1958م، من أسرة عُرفت بالتقوى والصلاح والجهاد في سبيل الله، فنشأ شابا مؤمنا صلب الإيمان، محبّا لأهل البيتعليهمالسلام، مغترفا من فيض نورهم، سائرا على نهجهم القويم فأحب من أحبهم وأبغض من أبغضهم.
أڪمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في مدينته. عُرف بنشاطه الإسلامي المعادي للنظام البعثي المجرم، فمنها تحريضه للمؤمنين على الجهاد والثورة وتوزيعه للمنشورات الإسلامية الهادفة، ومنها تصديه لمفرزة قوات أمنية حاولت اعتقال شابين مؤمنين في حفل زواج، فاشتبك معها بمساعدة بعض الحاضرين في الحفل حيث استطاعوا السيطرة على المفرزة، وتجريدها من أسلحتها وأجبارها على الفرار.
تحمل السيد عباس الكثير من المعاناة من أجل دينه ومعتقده، فكان ممن اعتقلهم النظام المجرم في مديرية أمن البصرة لنشاطه الإسلامي ومعاداته لحزب البعث، وقاسى من أجل ذلك شتى صنوف التعذيب الوحشي.
كان يتمتع بالأخلاق الإسلامية العالية، هادئا في معالجته للمشاڪل والمواقف، وعُرف عنه مساعدته لأسر الشهداء في العراق وإيران.
بعد اشتداد الهجمة الشرسة على الشباب المؤمن الرسالي، هاجر مع أخيه إلى إيران بتاريخ26/7/1981م، فقد ترك أسرته وزوجته في العراق، وبعد وصوله التحق بمعسكر الشهيد الصدر، ثم انضم إلى الدورة الأولى لقوات بدر بتاريخ20/2/1983م، التي كلفت بعد انتهائها بواجب على أطراف مدينة البصرة.
اتصف بالشجاعة والإقدام والعفو، فمن المواقف التي يذكرها الحاج خالد الأسدي عنه (ذهب أبوأمجد في إحدى الليالي بمهمة استطلاعية بدون علم بعض المجاهدين الذين أطلقوا عليه النار خطئا فجرحوه… وعندما أقبل إليهم أجابهم ببساطة وراحة بال (الله يغفر لكم)).
كان السيد أبوأمجد على موعد مع الشهادة في يوم16/2/1984م، وعلى أطراف مدينة البصرة، عندما تصدى لدوريات صدامية متقدمة ليلا نحو مواقع المجاهدين، وبعد مقاومة عنيفة وأثناء الاشتباك معها سقطت قذيفة هاون بالقرب منه فأصابته شظية في رأسه فسقط مضرجا بدمه الزكي ملتحقا بركب الحسين عليهالسلام وصحبه الأبرار، وشاهدا على جرائم البعثيين وظلمهم لأبناء الشعب العراقي.
شيّعه جمع غفير من المؤمنين في مدينة الأهواز ودفن في مقبرة الشهداء.
ومن وصيته رحمهالله (إخواني الأعزاء لقد اتخذت طريقا يوصلني إلى الله، والعمل في سبيله بعد أن رأيت طرقا كثيرة، ففضلت هذا الطريق الذي سار عليه سيد الشهداء والأنبياء والمرسلون وشهداؤنا الأبرار عليهمالسلام جميعا…
… أقول إن الإنسان شاء أم أبى، عليه أن يفارق الدنيا الفانية الخدّاعة، التي تسير بالإنسان إلى الهاوية، حيث وصفها أمير المؤمنين بقوله (اعبورها ولاتعمّروها) ولذلك نرى أن أنبياءنا وأئمتنا تركوا هذه الدنيا وضحوا بأنفسهم للحصول على الدار الآخرة وهي دار البقاء…).
سلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا