[مبدأ عيد الغدير]
الامر الثاني:
إن عهد هذا العيد يمتد إلى أمد قديم متواصل
____________
(1) دمية القصر وعصرة أهل العصر 1: 113، ط مؤسسة دار الحياة.
وفي قائل هذه الابيات كلام تجده في هامش ص111 و175.
الصفحة 19
بالدور النبويّ، فكانت البدأة به يوم الغدير من حجّة الوداع بعد أن أصحر نبيُّ الاسلام (صلى الله عليه وآله)بمرتكز خلافته الكبرى، وأبان للملا الديني مستقر إمرته من الوجهة الدينيَّة والدنيويَّة، وحدَّد لهم مستوى أمر دينه الشامخ، فكان يوماً مشهوداً يسرُّ موقعه كلّ معتنق للاسلام، حيث وضح له فيه منتجع الشريعة، ومنبثق أنوار أحكامها، فلا تلويه من بعده الاهواء يميناً وشمالاً، ولا يسفّ به الجهل إلى هوّة السفاسف وأيّ يوم يكون أعظم منه؟ وقد لاح فيه لاحب السنن، وبان جدد الطريق، وأكمل فيه الدين، وتمَّت فيه النعمة، ونوّه بذلك القرآن الكريم.
وإن كان حقّاً اتخاذ يوم تسنّم فيه الملوك عرش السلطنة عيداً يحتفل به بالمسرّة والتنوير وعقد المجتمعات وإلقاء الخطب وسرد القريض وبسط الموائد كما جرت به العادات بين الامم والاجيال، فيوم استقرّت فيه الملوكيّة الاسلاميّة والولاية الدينيّة العظمى لمن جاء النصّ به من الصادع بالدين الكريم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى، أولى أن يُتّخذ عيداً يُحتفل به بكلّ حفاوة وتبجيل، وبما أنّه من الاعياد الدينية يجب أن يزاد فيه على ذلك بما يقرّب إلى الله زلفى من صوم وصلاة ودعاء وغيرها من وجوه البرّ، كما سنوقفك عليه في الملتقى إن شاء الله تعالى.
ولذلك كلّه أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) مَن حضر المشهد من أُمته،
الصفحة 20
ومنهم الشيخان ومشيخة قريش ووجوه الانصار، كما أمر أُمَّهات المؤمنين، بالدخول على أمير المؤمين (عليه السلام) وتهنئته على تلك الحظوة الكبيرة بإشغاله منصَّة الولاية ومرتبع الامر والنهي في دين الله.
حديث التهنئة
أخرج الامام الطبري محمد بن جرير في كتاب الولاية حديثاً بإسناده عن زيد بن أرقم، مرّ شطر كبير منه ص 214-216(1) ، وفي آخره فقال:
«معاشر الناس، قولوا: أعطيناك على ذلك عهداً عن أنفسنا وميثاقاً بألسنتنا وصفقةً بأيدينا نؤدِّيه إلى أولادنا وأهالينا لا نبغي بذلك بدلاً وأنت شهيدٌ علينا وكفى بالله شهيداً، قولوا ما قلت لكم، وسلِّموا على عليٍّ بإمرة المؤمنين، وقولوا: (الحَمدُ للهِ الّذي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهتَدِيَ لَوْ لا أنْ هَدانا الله)(2) فإنَّ الله يعلم كلّ صوت وخائنة كلّ نفس، (فَمَنْ نَكَثَ فَإنَّما يَنْكُثُ على نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسيُؤتِيهِ أجْراً عَظِيماً)(3) ، قولوا ما يُرضي الله عنكم فـ (إنْ تَكْفُروا فإنَّ اللهَ غَنيٌّ عَنكُم)(4) ».
____________
(1) أي: 1: 214 – 216 من كتابه الغدير.
(2) الاعراف: 43.
(3) الفتح: 10.
(4) الزمر: 7.
الصفحة 21
قال زيد بن أرقم: فعند ذلك بادر الناس بقولهم: نعم سمعنا وأطعنا على أمر الله ورسوله بقلوبنا، وكان أوَّل من صافق النبيَّ (صلى الله عليه وآله) وعليّاً: أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والانصار وباقي الناس، إلى أن صلّى الظهرين في وقت واحد، وامتد ذلك إلى أن صلَّى العشاءين في وقت واحد، وأوصلوا البيعة والمصافقة ثلاثاً(1) .
ورواه أحمد بن محمّد الطبريُّ الشهير بالخليلي في كتاب مناقب عليّ بن أبي طالب، المؤلَّف سنة 411 بالقاهرة، من طريق شيخه محمّد بن أبي بكر بن عبد الرحمن، وفيه:
فتبادر الناس إلى بيعته وقالوا: سمعنا وأطعنا لِما أمرنا الله ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وجميع جوارحنا، ثم انكبّوا على رسول الله وعلى عليّ بأيديهم، وكان أوَّل من صافق رسول الله(2) أبو بكر وعمر وطلحة والزبير ثمّ باقي المهاجرين والناس على طبقاتهم ومقدار منازلهم، إلى أن صُلّيت الظهر والعصر في وقت واحد والمغرب والعشاء الاخرة في وقت واحد، ولم يزالوا يتواصلون البيعة والمصافقة ثلاثاً، ورسول الله كلّما بايعه فوجٌ بعد
____________
(1) كتاب الولاية:
نقل عنه بواسطة كتاب ضياء العالمين، وروى الفتال في روضة الواعظين: مثله عن الامام الباقر (عليه السلام).
(2) فيه سقط تعرفه برواية الطبري الاول «المؤلّف (قدس سره)»
الصفحة 22
فوج يقول: «الحمد لله الذي فضَّلنا على جميع العالمين»، وصارت المصافقة سنّة ورسماً، واستعملها مَن ليس له حقٌّ فيها.
وفي كتاب النشر والطيّ(1) :
فبادر الناس بنعم نعم سمعنا وأطعنا أمر الله وأمر رسوله آمنّا به بقلوبنا، وتداكوا على رسول الله وعليّ بأيديهم، إلى أن صُلِّيت الظهر والعصر في وقت واحد وباقي ذلك اليوم إلى أن صُلّيت العشاءان في وقت واحد، ورسول الله كان يقول كلّما أتى فوجٌ: «الحمد للهِ الذي فضّلنا على العالمين»(2) .
وقال المولوي ولي الله اللكهنوي في مرآة المؤمنين في ذكر حديث الغدير ما معرّبه:
فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئاً يا بن أبي طالب، أصبحت وأمسيت… إلى آخره، وكان يُهنّئ أمير المؤمنين كلُّ صحابيّ لاقاه(3) .
____________
(1) قال السيد ابن طاووس: فمن ذلك ما رواه عنهم مصنّف كتاب الخالص، المسمّى بالنشر والطي، وجعله حجة ظاهرة باتفاق العدوّ والوليّ، وحمل به نسخة إلى الملك شاه مازندران رستم بن عليّ لمّا حضره بالري. الاقبال 2: 240.
(2) النشر والطيّ:
وعنه في الاقبال لابن طاووس 2: 247، ط مكتب الاعلام الاسلامي.
(3) مرآة المؤمنين: 41.
الصفحة 23
وقال المؤرخ ابن خاوند شاه المتوفّى 903 في روضة الصفا(1) في الجزء الثاني من 1: 173 بعد ذكر حديث الغدير ما ترجمته:
ثمّ جلس رسول الله في خيمة تخـ[ـتـ]ـصّ به، وأمر أمير المؤمنين عليّاً (عليه السلام)أن يجلس في خيمة أُخرى، وأمر اطباق الناس بأن يهنئوا عليّاً في خيمته، ولَمّا فرغ الناس عن التهنئة له أمر رسول الله أمّهات المؤمنين بأن يسرن إليه ويهنئنه ففعلن، وممَّن هنَّأه من الصحابة عمر بن الخطاب فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات(2) .
وقال المؤرِّخ غياث الدين المتوفى 942 في حبيب السير(3) في الجزء الثالث من 1: 144 ما معرّبه:
ثم جلس أمير المؤمنين بأمر من النبيّ (صلى الله عليه وآله) في خيمة تخـ[ـتـ]ـصّ به يزوره الناس ويهنئونه وفيهم عمر بن الخطاب، فقال: بخ بخ
____________
(1) ينقل عنه عبد الرحمن الدهلوي في مرآة الاسرار وغيره معتمدين عليه «المؤلّف (قدس سره)».
(2) تاريخ روضة الصفا 2: 541، ط انتشارات خيام.
(3) في كشف الظنون 1: 419: أنه من الكتب الممتعة المعتبرة، وعدّه حسام الدين في مرافض الروافض من الكتب المعتبرة، واعتمد عليه أبو الحسنات الحنفي في الفوائد البهية وينقل عنه في: 86 و87 و90 و91 وغيرها «المؤلّف (قدس سره)».
راجع: كشف الظنون 1: 629، ط وكالة المعارف الجليلة.
الصفحة 24
يابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة، ثم أمر النبيّ أُمهات المؤمنين بالدخول على أمير المؤمنين والتهنئة له(1) .
وخصوص حديث تهنئة الشيخين رواه من أئمّة الحديث والتفسير والتاريخ من رجال السنّة كثيرٌ لا يستهان بعدّتهم، بين راو مرسلاً له إرسال المسلّم، وبين راو إيّاه بمسانيد صحاح برجال ثقات تنتهي إلى غير واحد من الصحابة: كابن عباس، وأبي هريرة، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم.
فممّن رواه:
1 ـ الحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، المتوفّى 235، المترجم ص 89(2) .
أخرج باسناده في المصنّف، عن البراء بن عازب قال: كنّا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سفر، فنزلنا بغدير خمّ، فنودي الصلاة جامعة،
____________
(1) حبيب السير 1: 411.
(2) قال في صفحة 89 من كتابه الغدير الجزء الاول:
الحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة أبو بكر العبسي الكوفي، المتوفى 235، وثّقه العجلي وأبو حاتم وابن خراش، وقال ابن حبان: كان متقناً حافظاً ديّناً.
ترجمه الذهبي في تذكرته 2: 20، والخطيب في تاريخه 10: 66-71، وابن حجر في تهذيبه 6: 4.
الصفحة 25
وكسح لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) تحت شجرة فصلّى الظهر، فأخذ بيد علي فقال: «ألستم تعلمون أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟»(1) قالوا: بلى، فأخذ بيد علي فقال: «اللهمّ مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه»، فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يا بن أبي طالب، أصبحتَ وأمسيتَ مولى كلّ مؤمن ومؤمنة(2) .
2 ـ إمام الحنابلة أحمد بن حنبل، المتوفّى 241:
في مسنده 4: 281 عن عفّان، عن حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيد، عن عديّ بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: كنّا مع رسول الله… إلى آخر اللفظ المذكور من طريق ابن أبي شيبة، غير أنّه ليست فيه كلمة: «اللهمّ» الاُولى(3) .
____________
(1) في المصدر: «فقال الستم تعلمون [أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: بلى، قال: «ألستم تعلمون] أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟» قالوا: بلى….
(2) المصنّف 12: 78 ح 12167، ط الدار السلفية في الهند. و 7/503 ح55 من باب 18 من كتاب الفضائل، ط دار الفكر.
(3) مسند أحمد 5: 355 ح 18011.
ورواه في المسند أيضاً 5: 355 عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة… إلى آخر السند والمتن المذكور.
ورواه أحمد أيضاً بنفس الاسناد والمتن في فضائل الصحابة 2: 596 ح1016، ط مؤسسة الرسالة.
ورواه أيضاً في فضائل الصحابة 2: 610 ح1042 قال: حدّثنا إبراهيم، قثنا حجاج، قثنا حماد… إلى آخر السند والمتن المذكور.
وأخرجه أيضاً في كتاب مناقب أمير المؤمنين، وعنه في العبقات 7: 45 و63.
الصفحة 26
3 ـ الحافظ أبو العباس الشيبانيُّ النسويُّ، المتوفّى 303، المترجم ص 100(1) :
قال: حدّثنا هدبة، ثنا حمّاد بن سلمة، عن زيد، وأبو (هارون)(2) عن عديّ بن ثابت عن البراء قال: كنّا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)في حجّة الوداع، فلمّا أتينا على غدير خمّ كسح(3) لرسول الله تحت شجرتين ونودي في الناس الصلاة جامعة، ودعا رسول الله عليّاً وأخذ بيده فأقامه عن يمينه فقال: «ألست أولى بكلّ امرئ من نفسه؟» قالوا: بلى، قال: «فإنّ هذا مولى مَن أنا مولاه، اللهمّ والِ
____________
(1) قال في صفحة 100 من كتابه الغدير الجزء الاول:
الحافظ الحسن بن سفيان بن عامر أبو العباس الشيباني النسوي البالوزي، صاحب المسند الكبير، المتوفى 303.
قال السمعاني في أنسابه: كان مقدّماً في الفقه والعلم والادب.
وقال في موضع آخر: إمام متقن ورع حافظ.
وقال السبكي في طبقاته 2: 110: قال الحاكم: كان محدّث خراسان في عصره مقدّماً في الثبت والكثرة والفهم والفقه والادب…
يأتي عنه حديث… التهنئة باسناد صحيح رجاله كلهم ثقات.
(2) في المصدر: عن علي بن زيد وأبي هارون.
(3) في المصدر: كشح.
الصفحة 27
مَن والاه، وعادِ مَن عاداه»، فلقيه عمر بن الخطاب فقال: هنيئاً لك أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة(1) .
4 ـ الحافظ أبو يعلى الموصلي، المتوفّى 307، المترجم ص100(2) :
رواه في مسنده عن هدبة عن حمّاد… إلى آخر السند والمتن المذكورين في طريق الشيبانيِّ(3) .
5 ـ الحافظ أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريُّ، المتوفّى 310:
في تفسيره 3: 428 قال بعد ذكر حديث الغدير: فلقيه عمر
____________
(1) مسند أبي العباس الشيباني:
عنه: الذهبي في رسالته طرق حديث من كنت مولاه رقم 93، وابن كثير في البداية والنهاية 5: 209-210.
(2) قال في صفحة 100 من كتابه الغدير الجزء الاول:
الحافظ أحمد بن علي الموصلي أبو يعلى، صاحب المسند الكبير، المتوفى 307هـ، وثقه ابن حبان والحاكم والذهبي في تذكرته 2: 274، وقال ابن كثير في تاريخه 11: 130: كان حافظاً خيراً حسن التصنيف عدلاً فيما يرويه ضابطاً لما يحدّث به…
يأتي عنه حديث التهنئة بإسناد صحيح.
(3) مسند أبي يعلى الموصلي:
عنه الذهبي في رسالته طرق حديث من كنت مولاه رقم 93، وابن كثير في كتابه البداية والنهاية 5: 209-210.
ومرّ السند والمتن من طريق الشيباني برقم (3) من أرقام حديث التهنئة.
الصفحة 28
فقال: هنيئاً لك يابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة. وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي.
6 ـ الحافظ أحمد بن عقدة الكوفيُّ، المتوفّى 333:
أخرج في كتاب الولاية ـ وهو أول الكتاب ـ عن شيخه إبراهيم بن الوليد بن حمّاد(1) ، عن يحيى بن يعلى، عن حرب بن صبيح، عن ابن اُخت حميد الطويل، عن ابن جدعان، عن سعيد بن المسيّب قال: قلت لسعد بن أبي وقّاص: إنّي أُريد أن أسألك عن شيء وإنّي أتّقيك، قال: سل عمّا بدا لك فانّما أنا عمّك، قال: قلت: مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيكم يوم غدير خمّ، قال: نعم، قام فينا بالظهيرة فأخذ بيد عليّ بن أبي طالب فقال: «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه»، قال: فقال أبو بكر وعمر: أمسيت يابن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة(2) .
7 ـ الحافظ أبو عبد الله المرزبانيُّ البغدادي، المتوفّى 384:
رواه باسناده عن أبي سعيد الخدري، في كتابه سرقات الشعر.
8 ـ الحافظ عليّ بن عمر الدار قطنيُّ البغدادي، المتوفّى 385:
____________
(1) في المصدر: ثنا أبي.
(2) كتاب الولاية:
عنه الذهبي في رسالته طرق حديث من كنت مولاه رقم (1)، والحافظ الكنجي في كفاية الطالب: 62.
الصفحة 29
أخرج باسناده حديث الغدير، وفيه: أنّ أبا بكر وعمر لمّا سمعا قالا له: أمسيت يابن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة، حكاه عنه ابن حجر في الصواعق: 26، ومرّ عنه من طريق الخطيب البغدادي بلفظ آخر ص 232(1) .
9 ـ الحافظ أبو عبد الله ابن بطّة الحنبليُّ، المتوفّى 387:
أخرجه باسناده في كتابه الابانة، عن البراء بن عازب، بلفظ الحافظ أبي العباس الشيباني المذكور، باسقاط كلمة: (أمسيت)(2) .
____________
(1) قال في صفحة 232-233 من كتابه الغدير الجزء الاول:
الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي المتوفى 463، روى في تاريخه 8: 290 عن عبد الله بن علي بن محمد بن بشران، عن الحافظ علي بن عمر الدار قطني، عن حبشون الخلال، عن علي بن سعيد الرملي، عن ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر الوراق، عن ابن حوشب، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
وعن أحمد بن عبد الله النيري، عن علي بن سعيد، عن ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن ابن حوشب، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: «من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً»، وهو يوم غدير خم، لمّا أخذ النبي (صلى الله عليه وسلم) بيد علي بن أبي طالب فقال: «ألست أولى بالمؤمنين؟» قالوا: بلى يارسول الله، قال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ يابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم ومسلمة، فأنزل الله: (اليومَ أكملتُ لكم دينكم) الاية.
(2) الابانة:
وعنه في مناقب آل أبي طالب 3: 45.
ومرّ لفظ الحافظ الشيباني برقم (3) من أرقام حديث التهنئة.
الصفحة 30
10 ـ القاضي أبو بكر الباقلاني البغدادي، المتوفّى 403، المترجم ص 107(1) :
أخرجه في كتابه التمهيد في أصول الدين: 171.
11 ـ الحافظ أبو سعيد الخركوشي النيسابوري، المتوفى 407:
رواه في تأليفه شرف المصطفى، بإسناده عن البراء بن عازب بلفظ أحمد بن حنبل، وبإسناد آخر عن أبي سعيد الخدري ولفظه: ثم قال النبي (صلى الله عليه وسلم): «هنِّئوني هنِّئوني، إنَّ الله تعالى خصّني بالنبوّة وخصّ أهل بيتي بالامامة»، فلقي عمر بن الخطاب أمير المؤمنين فقال: طوبى لك يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة(2) .
12 ـ الحافظ أحمد بن مردويه الاصبهاني، المتوفّى 416:
أخرجه في تفسيره، عن أبي سعيد الخدري، وفيه: فلقي عليّاً (عليه السلام) عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يابن أبي طالب،
____________
(1) قال في صفحة 107 من كتابه الغدير الجزء الاول:
المتكلم القاضي محمد بن الطيب بن محمد أبو بكر الباقلاني، المتوفى 403، من أهل البصرة، سكن بغداد، من أكثر الناس كلاماً وتصنيفاً في الكلام، وثقه الخطيب في تاريخه 5: 379 وأثنى عليه.
(2) شرف المصطفى:
عنه في مناقب آل أبي طالب 3: 45-46، ط دار الاضواء.
الصفحة 31
أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة.
13 ـ أبو اسحاق الثعلبي، المتوفّى 427:
أخرج في تفسيره الكشف والبيان قال: أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد السري، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد، حدّثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، حدّثنا حجّاج ابن منهال، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيد، عن عديّ بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: لَمّا نزلنا مع رسول الله في حجّة الوداع كنّا بغدير خمّ، فنادى إنّ الصلاة جامعة، وكسح للنبي تحت شجرتين، فأخذ بيد عليّ فقال: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: بلى(1) ، قال: «هذا مولى مَن أنا مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ من عاداه»، قال: فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يابن أبي طالب، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة(2) .
14 ـ الحافظ ابن السمان الرازي، المتوفّى 445:
أخرجه بإسناده عن البراء بن عازب باللفظ المذكور، عن
____________
(1) في المصدر: قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ألست أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى.
(2) الكشف والبيان في تفسير القرآن: مخطوط.
وعنه في مناقب آل أبي طالب 3: 45، وعبقات الانوار 6: 287 نقله عن نسخة عتيقة عنده مزينة بإجازات العلماء الاعيان، وينابيع المودة 1: 97-98 ح10، وغاية المرام 1: 332.
الصفحة 32
أحمد بن حنبل، حكاه عنه محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2: 169(1) ، والشنقيطيُّ في حياة عليّ بن أبي طالب: 28.
15 ـ الحافظ أبو بكر البيهقي، المتوفّى 458:
رواه مرفوعاً إلى البراء بن عازب، كما في الفصول المهمّة لابن الصباغ المالكي المكي: 25(2) ، و [نظم] درر السمطين لجمال الدين الزرندي الحنفي، بسند يأتي عنه عن أبي هريرة(3) ، ويأتي من طريق الخوارزمي عنه عن البراء وأبي هريرة(4) .
16 ـ الحافظ أبو بكر الخطيب البغداديُّ، المتوفّى 463:
مرّ عنه بسندين صحيحين عن أبي هريرة ص (232-233)(5) .
____________
(1) الرياض النضرة 3: 126، ط بيروت.
ولفظ البراء بن عازب مرّ برقم (1) من أرقام حديث التهنئة.
(2) الفصول المهمة: 41، ط دار الاضواء.
(3) يأتي برقم (35) من أرقام حديث التهنئة.
(4) يأتي برقم (22) من أرقام حديث التهنئة.
(5) وهما كما في صفحة 232-233 من كتابه الغدير الجزء الاول:
الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي، المتوفى 463، روى في تاريخه 8: 290، عن عبد الله بن علي بن محمد بن بشران، عن الحافظ علي بن عمر الدارقطني، عن حبشون الخلال، عن علي بن سعيد الرملي، عن ضمرة، عن أبي شوذب، عن مطر الورّاق، عن ابن حوشب، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
وعن أحمد بن عبد الله النيري، عن علي بن سعيد، عن ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن ابن حوشب، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم)…
الصفحة 33
17 ـ الفقيه أبو الحسن ابن المغازلي، المتوفّى 483:
في كتاب المناقب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن طاوان، قال: أخبرنا أبو الحسن(1) أحمد بن الحسين بن السماك، قال: حدّثني أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، حدّثني عليّ بن سعيد بن قتيبة الرملي، قال: حدّثني ضمرة…(2) إلى آخر السند واللفظ المذكورين من طريق الخطيب البغدادي ص232-233(3) .
وقال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر العطّار، قال: أخبرنا أبو محمّد بن السقاء، وأخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله القصّاب البيِّع الواسطي ممّا أذن لي في روايته أنّه قال: حدّثني أبو بكر محمد ابن الحسن بن محمد البياسري، قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن محمد بن الحسن الجوهري، قال: حدّثني محمد بن زكريا العبدي، قال: حدثني حميد الطويل، عن أنس في حديث:… فأخذ بيده وأرقاه المنبر فقال: «اللهمّ هذا منّي وأنا منه إلاّ أنّه منّي بمنزلة هارون من موسى، ألا مَن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه»، قال:
____________
(1) في المصدر: أبو الحسين.
(2) مناقب علي بن أبي طالب: 18-19 ح 24.
(3) ذكرناهما في هامش رقم (8) من أرقام حديث التهنئة.
الصفحة 34
فانصرف عليّ قرير العين، فاتبعه عمر بن الخطاب فقال:بخ بخ يا أبا الحسن، أصبحت مولاي ومولى كلِّ مسلم.
18 ـ أبو محمد أحمد العاصمي:
قال في تأليفه زين الفتى: أخبرني شيخي محمد بن أحمد (رحمه الله)، قال: أخبرنا أبو أحمد الهمداني، قال: حدّثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله(1) بن جبلة القهستاني، قال: حدثنا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف القايني، قال: حدّثنا أبو يحيى محمد ابن عبد الله بن يزيد المقري، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت، عن البراء ابن عازب، قال: لَمّا قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه»، قال عمر: هنيئاً لك يا أبا الحسن، أصبحت مولى كلّ مسلم(2) .
وقال: أخبرنا محمّد بن أبي زكريا (رحمه الله)، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد(3) بن عمر بن بهته البزّار بقراءة أبي الفتح بن أبي الفوارس الحافظ عليه ببغداد فأقرَّ به، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن
____________
(1) في تاريخ الخطيب 1: 411: عبدان بن حبلة «المؤلّف (قدس سره)».
(2) زين الفتى:
عنه في العبقات 6: 315.
(3) من أهل باب الطاق، توفي 374، ترجمه الخطيب في تاريخه 3: 35، وحكى عن العتيق ثقته، وعنه عن البرقاني: نفي الباس عنه وأنه طالبي، يعني بذلك أنه شيعي «المؤلّف (قدس سره)».
الصفحة 35
محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة الهمداني مولى بني هاشم قراءة عليه من أصل كتابه سنة ثلاثين وثلاثمائة لمّا قدم علينا بغداد، قال: حدثنا ابراهيم بن الوليد بن حمّاد، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا يحيى بن يعلى…(1) إلى آخر المذكور ص 273 من طريق الحافظ ابن عقدة سنداً ومتناً(2) .
19 ـ الحافظ أبو سعد السمعاني، المتوفّى 562(3) :
____________
(1) زين الفتى:
عنه في العبقات 6: 318.
(2) مرّ ذكره برقم (6) من أرقام حديث التهنئة.
(3) وفي طبعة النجف: (المتوفى 489).
أقول: السمعاني اثنان:
أحدهما: أبو سعد عبد الكريم به محمد السمعاني، المتوفى (562 أو 563) صاحب كتاب الانساب وذيل تاريخ بغداد وغيرهما.
وثانيهما: أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني، المتوفى (489)، جدّ عبد الكريم السمعاني.
وفضائل الصحابة هذا لابي المظفر السمعاني جدّ أبي سعد السمعاني.
قال ابن شهر آشوب: إسناد فضائل السمعاني، عن شهر آشوب بن أبي نصر بن أبي الجيش السروي جدّي، عن أبي المظفر عبد الملك؟ السمعاني. مناقب آل أبي طالب 1: 26.
وكان الكتاب عند السيد هاشم البحراني، ونسبه إلى أبي المظفر السمعاني، ونقل عنه في أكثر كتبه، كغاية المرام، وكشف المهم، والبرهان. وعبّر عنه: بالرسالة القوامية في مناقب الصحابة.
ونسبه في العبقات 6: 321 إلى عبد الكريم بن محمد السمعاني.
الصفحة 36
في كتابه فضائل الصحابة بالاسناد عن البراء بن عازب(1) ، بلفظ أحمد بن حنبل المذكور ص 272(2) .
20 ـ حجّة الاسلام أبو حامد الغزالي، المتوفّى 505:
قال في تأليفه سرّ العالمين: 9: أجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته (صلى الله عليه وسلم) في يوم غدير خمّ باتفاق الجميع وهو يقول: «مَن كنت مولاه فعلي مولاه»، فقال عمر: بخ بخ لك يا أبا الحسن، لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة(3) .
21 ـ أبو الفتح الاشعري الشهرستاني، المتوفّى 548:
قال في الملل والنحل المطبوع في هامش الفصل لابن حزم 1:
____________
(1) فضائل الصحابة:
وعنه في غاية المرام 1: 351، وكشف المهم: 128.
وفي غاية المرام أيضاً 1: 351 وكشف المهم: 129 عن فضائل الصحابة للسمعاني:
عن البراء بن عازب: أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) نزل بغدير خم، وأمر فكسح بين شجرتين، وصيح بين الناس فاجتمعوا، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: «ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: بلى. قال: «ألستُ أولى بالمؤمنين من آبائهم؟» قالوا: بلى. فدعا عليّاً فأخذ بعضده ثمّ قال: «هذا وليّكم من بعدي، اللّهمّ والِ مَن والاه، وعادِ من عاداه».
فقام عمر إلى علي فقال: ليهنك يا ابن أبي طالب، أصبحت ـ أو قال: أمسيت ـ مولى كلّ مؤمن.
(2) مرّ ذكره برقم (2) من أرقام حديث التهنئة.
(3) سرّ العالمين: 21.
الصفحة 37
220: ومثل ما جرى في كمال الاسلام وانتظام الحال حين نزل قوله تعالى: (يا أيّها الرسولُ بَلِّغ ما أُنزلَ إليك مِنْ رَبِّك وَ إنْ لَمْ تَفعلْ فَما بلَّغْتَ رسالته)(1) ، فلمّا وصل: إلى غدير خمّ أمر بالدرجات(2) فَقُمِـ[ـمْـ]ـنَ ونادوا: الصلاة جامعة، ثمّ قال (عليه السلام)وهو على الرحال: «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا هل بلّغتُ؟» ثلاثاً.
فادعت الامامية أن هذا نصّ صريحٌ، فإنّا ننظر مَن كان النبي مولى له وبأيّ معنى فيطّرد ذلك في حق علي، وقد فهمت الصحابة من التولية ما فهمناه(3) ، حتى قال عمر حين استقبل علياً: طوبى لك يا علي، أصبحت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة(4) .
22 ـ أخطب الخطباء الخوارزمي الحنفي، المتوفّى 568:
أخرج في مناقبه: 94 عن أبي الحسن عليّ بن أحمد العاصمي
____________
(1) المائدة: 67.
(2) كذا في النسخ، والصحيح: بالدوحات «المؤلّف (قدس سره)».
(3) سنوقفك على حق القول في المفاد، وأنّ الصحابة ما فهمت إلاّ ما ترتأيه الامامية «المؤلّف (قدس سره)».
فذكر المؤلّف (قدس سره) في كتابه الغدير بحثاً وافياً عن مفاد حديث الغدير، يقع في الجزء الاول، من صفحة 340 إلى صفحة 399، فراجع.
(4) الملل والنحل 1: 145.
شاهد أيضاً
في رحاب عيد الغير الاغر – شعراء الغدير في القرن التاسع
الحافظ البرسي الحلي هو الشمس؟ أم نور الضريح يلوح؟ * هو المسك؟ أم طيب الوصي ...