ابصار العين في انصار الحسين عليه وعليهم السلام
15 ديسمبر,2017
شخصيات أسلامية
1,103 زيارة
وروى أبو مخنف عن أيوب بن مشرح الخيواني كان يقول : جال الحر على فرسه
فرميته بسهم فحشأته فرسه فلما لبث إذ أرعد الفرس واضطرب وكبا ، فوثب عنه
الحر كأنه ليث والسيف في يده وهو يقول :
إن تعقروا بي فأنا ابن الحر * أشجع من ذي لبد هزبر
قال : فما رأيت أحد قط يفري فريه ( 2 ) .
قال أبو مخنف : ولما قتل حبيب أخذ الحر يقاتل راجلا وهو يقول :
آليت لا أقتل حتى أقتلا * ولن أصحاب اليوم إلا مقبلا
أضربهم بالسيف ضربا مفصلا * لا ناكلا عنهم ولا مهللا
ويضرب فيهم ويقول :
إني أنا الحر ومأوى الضيف * أضرب في أعراضكم بالسيف
عن خير من حل بأرض الخيف ( 3 )
ثم أخذ يقاتل هو وزهير قتالا شديدا ، فكان إذا شد أحدهما واستلحم شد الآخر
حتى يخلصه ، ففعلا ذلك ساعة . ثم شدت جماعة على الحر فقتلوه ( 4 ) .
فلما صرع وقف عليه الحسين ( عليه السلام ) وقال له : ” أنت كما سمتك أمك الحر حر في
الدنيا وسعيد في الآخرة ” .
وفيه يقول عبيد الله بن عمرو الكندي البدي :
سعيد بن عبد الله لا تنسينه * ولا الحر إذ آسى زهيرا على قسر
( ضبط الغريب )
مما وقع هذه الترجمة :
( رسموا ) : ساروا الرسيم وهو نوع من السير معروف .
( البيضة ) : قال أبو محمد الأعرابي الأسود : البيضة بكسر الباء ما بين واقصة إلى
العذيب ( 1 ) .
( العرواء ) : بالعين المهملة المضمومة والراء المهملة المفتوحة قوة الحمى
ورعدتها ، وفي رواية الأفكل : وهو بفتح الهمزة كأحمد الرعدة .
( قلب ترسه ) : هو علامة لعدم الحرب ، وذلك لأن المقبل إلى القوم وهو متترس
شاهر سيفه ، محارب لهم فإذا قلب الترس وأغمد السيف : فهو غير محارب أم
مستأمن أو رسول .
( الهبل ) : كجبل . ( والعبر ) : كصبر وتضم العين هما بمعنى الثكل ، ويمضى على
بعض الألسنة العير بالياء المثناة تحت وهو غلط .
( كظمه ) : كظم الوادي بفتح الكاف وسكون الظاء المعجمة مضيقه ، فإذا أخذه
الإنسان فقد منع الداخل فيه والخارج ، فهو كنايد عن المنع ، كما يقال أخذ بزمامه .
( ثغرة النحر ) : نقرته بين الترقوتين وهي بضم الثاء المثلثة .
( اللبان ) : كسحاب الصدر من الفرس .
( حشأته ) : أصبت أحشائه .
( يفرى فريه ) : يفعل فعله في الضرب والمجالدة .
انصار الحسين 2017-12-15