دروب الحياة للفتيات
30 مارس,2017
طرائف الحكم
848 زيارة
باسمه تعالى
في الاجتماع الأسبوعي لجمعية “التحذير من الفساد” كان الاقتراح الذي تقدّمت به إحدى الأخوات، هو دراسة تأثير الفضائيات ووسائل التواصل على سلوكيات وحياة الفتاة اللبنانية بشكل عام والفتاة المتدينة بشكل خاص.فمن الملاحظ أن معظم أوقات الفتيات في سن الثالثة عشر والرابعة عشر يصرف في مشاهدة التلفزيون واستخدام وسائل التواصل لأنها أضحت أسهل وسيلة للحصول على التسلية، كل ما والضغط على بعض أزرارها لننتقل إلى عوالم جديدة.عوالم تتحدّث عن المغامرات و الإثارة والحوادث الكثيرة والخيال والناس.
وعندما يكون المشاهد ذا ثقافة سطحية – كما هو حال الفتاة في هذا العمر- فإنه يصبح كالخزان الفارغ الذي تتم تعبئته بالأشياء دون تمييز بين النافع والضار.
قالت زهراء مفتتحة الاجتماع: نريد أن نتحدّث اليوم عما يمكن أن نفعله للحد من التأثير السلبي الكبير لهذه الوسائل.
سلوى: الأفضل أن ندعو الأخوات لترك استخدامها، والأفضل أن نبدأ من أنفسنا.
رقية: وهل يمكن ذلك؟ إن هذه الوسائل أمر مرغوب جداً.
زهراء: أعتقد أننا بدأنا من النهاية، علينا أن نبدأ أولاً بالحديث عن آثارها، و بعدها نتحدَّث عن الحلول الممكنة.
رقية: هذا صحيح، حتى يكون لقاؤنا مفيداً، ينبغي أن ننظِّم حديثنا، فما هي النقاط الأساسية؟
زهراء: أولاً الآثار والنتائج الهدّامة.
ثانياً: لماذا يمتلك التلفزيون والانترنت هذا السحر الخاص ؟ ما هي أسباب شدّة تأثيرهما بهذا الشكل؟
ثالثاً: ماذا يمكن أن نفعل كجمعية صغيرة لتوعية الفتيات في هذا المجال؟ ولكن قبل أن ندخل في بحث النقاط، أقترح أن نحصل على مجموعة من المعلومات التي تساعدنا على هذا النقاش.
سلوى: وما هي؟
زهراء: أقترح أن نتعرّف من زميلاتنا على علاقتهن بهذا الموضوع.
رقية: تقصدين أن نسأل أنفسنا في هذا الصف عن مدى مشاهدتنا لبرامج التلفزيون، وماذا نشاهد، وما هي أهم البرامج التي نتابعها، ولماذا؟وعن استخدامنا لوسائل التواصل الأخرى؟
زهراء:بالضبط، فهذا يجعلنا نتفهّم أكثر أخواتنا في الخارج، لأننا في النهاية نعيش نفس الظروف.
سلوى: ألا يحتاج هذا الأمر إلى إعداد استمارة تتضمّن مجموعة من الأسئلة وبعدها نوزعها على الجميع؟
زهراء: حسناً، يبدو أننا نفهم بعضنا جيداً. وهذا يجعل الجمعية تستمر و تعطي نتائج مهمة في المستقبل.
رقية: فلنبدأ العمل الآن.
دعاء ومناجاة
من دعاء الرسول الأكرم صلى الله عليه واله
في اليوم الثالث من شهر رمضان المبارك:
أللّهُمَّ ارْزُقْني الذِّهْنَ وَالتَّنْبيهَ وَأبْعِدْني مِنَ السَّفاهَةِ وَالتَّمْويهِ وَاجْعَلْ لي نَصيباً في كُلِّ خَيْرٍ أُنْزِلَ فيهِ بِجُودِكَ يا أجْوَدَ الأجْوَدينَ.
من دعاء مكارم الأخلاق للإمام زين العابدين عليه السلام:
أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحُمَّدٍ وَآلِهِ وَاكْفِني ما يَشْغَلُنِي الاهْتِمامُ بِهِ، وَاسْتَعْمِلنِي بِما تَسْأَلُنِي غَداً عَنْهُ وَاسْتَفْرِغْ أيَّامِي فِيمَا خَلَقْتَنِي لَهُ.
من دعاء أمير المؤمنين عليه السلام في الانقطاع لله:
أَللَّهُمَّ إِنّكَ آنَسُ الآنِسينَ لأَوْليائِكَ، وأَحضَرَهُمْ بالكِفَايَةِ لِلمُتَوَكِّلينَ عَلَيْكَ، تُشاهِدُهُمْ في سَرائِرِهِمْ،وتَطَّلِعُ عليهِمْ في ضَمائِرِهِمْ وتَعْلَمُ مَبْلَغَ بَصائِرِهِمْ،فأسرارُهُمْ لَكَ مَكْشُوفَةٌ، وقلوبُهُمْ إِليْكَ مَلْهوفَة.وَإِن أَوْحَشَتْهُمُ الغُرْبَةُ، آنَسَهُمْ ذِكْرُكَ. وإِنْ صُلَّتْ عَلَيْهِمُ المصائِبُ لَجَأوا إِلى الاسْتِجارَةِ بكَ، عِلْماً بأنَّ أَزِمَّةَ الأُمورِ بِيَدِكَ. وَمصادِرَها عن قَضائِكَ.أَللَّهُمَّ فإنْ فَهِهْتُ عَنْ مَسْأّلتي، أَو عُميتُ عنْ طِلْبَتي، فَدُلَّنِي عَلى مَصالِحي، وَخُذْ بِقَلْبي إِلى مَراشِدي، فَلَيْسَ ذلِكَ بِنُكْرٍ مِن هِدايَتِكَ، ولا بِبِدعٍ مِنْ كفاياتِكَ.
* فَهِهْتُ: أي عييت، عجزت عن الكلام
أحاديث نورانية
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله:
* “بادر بأربع قبل أربع: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك،وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك”
* “من اشتغل بغير المهم ضيّع الأهم”
* “إن عمرك مهر سعادتك إن انفذته في طاعة ربك”
* “إن الله تعال يباهي بالشّاب العابد الملائكة، يقول: انظروا إلى عبدي! ترك شهوته لأجلي”
* “إن الله يحب الشاب الذي يفني شبابه في طاعته”
* “سبعة أسباب يكتب للعبد ثوابها بعد وفاته: رجل غرس نخلاً، أو حفر بئراً، أو أجرى نهراً، أو بنى مسجداً، أو كتب مصحفاً، أو ورّث علماً، أو خلّف ولداً صالحاً يستغفر له بعد وفاته“
لن أنسى
* أن من الأسلحة الفتاكة التي يستخدمها العدو لإضلالنا عن طريق السعادة هو الغزو الثقافي. وأن التلفزيون ووسائل التواصل هي من أهم الوسائل التي يستخدمها لذلك.
* أن نقطة الضعف التي يتصيدنا بها العدو هي “الفراغ” الذي نملؤه بالإدمان على هذه الوسائل فنراهم يستعملون المؤثرات الصوتية والصور والألوان ويلجأون للتكرار حتى يجدوا ميولاً داخل أنفسنا لا تلبث أن تتحول إلى سلوك يحقق للعدو ما يصبو إليه من ابتعادنا عن قيمنا وعاداتنا فنصبح سطحيين في تفكيرنا واهتمامتنا ونتشبه بأعدائنا.
* إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى بعض أوليائه: “قل للمؤمنين لا تلبسوا ملابس أعدائي ولا تأكلوا كأعدائي ولا تمشوا كأعدائي فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي”.
* أن الوقت نعمة الله علينا، فيجب أن أستغل وقتي بأمور مهمة:
– تهذيب النفس.
– طلب العلم والمطالعة.
– ممارسة الرياضة.
– زيارة الأقارب وصلة الرحم التي تزيد في العمر والرزق.
– المشاركة في الحياة الاجتماعية. (أندية، ندوات، حضور للمسجد..).
مع الولي
أُلفتُ انتباهكم إلى أن مرحلة الشباب تمثل مرحلة القدرة والطاقة، ولكن أين ينبغي توظيف هذه الطاقة؟ يجب توظيفها بشكل أساسي ـ حسب اعتقادي ـ في كسب العلم، والنقاء الروحي والتقوى، وتنمية القدرة البدنية ـ أي ممارسة الرياضة ـ وهذه هي الموارد الثلاثة الرئيسة التي لو سألتموني عن خلاصة ما أطلبه من الشباب، لقلت: اكتساب العلم، وتهذيب النفس، وممارسة الرياضة. وأعتقد أن على الشباب الاهتمام بهذه الأمور الثلاث…
نحن يجب علينا العمل في هذا المضمار، والوصول إلى طريق يقودنا نحو التقدّم العلمي السريع، والسبيل الوحيد الذي يؤدّي إلى هذه الغاية هو بذل الجهود الشاقّة من قبل طلبة العلم والبحث والدراسة.
الإنسان يجب أن يبحث عن تلك الخطوط العريضة والأساسية في الشخصية التي يتخذها قدوة له، من أجل اتباعها والسير على خطاها.
لاحظوا أن الزهراء د كانت في السادسة أو في السابعة من عمرها حينما وقع حصار شعب أبي طالب، وقد مرّت في الشعب على المسلمين فترة عصيبة من تاريخ صدر الإسلام.
ألا يمكن لمثل هذه الفتاة أن تكون قدوة للفتيات، ليصبح لديهن شعور مبكر بالمسؤولية إزاء القضايا المحيطة بهن، ويتفاعلن معها بنشاط، كان وجه فاطمة ينشرح بوجه أبيها، وتنشط قواها وهي تزيل بمنديل العطوفة والحنان غبار الهم والحزن عن وجه أبيها الذي تجاوز حينذاك الخمسين من عمره
الشريف، ودخل في سن الشيخوخة تقريباً، قبل أن تزيله بيدها. ألا يمكن لهذه الفتاة أن تكون قدوة للشابات؟ هذه قضية ذات أهمية بالغة طبعاً.
يتجسّد المثال الآخر في حياتها الزوجية، أُنظروا إلى حياة هذه الزوجة، التي كانت في بيت زوج كان يشارك في المعارك باستمرار، إضافة إلى أن حياتها المعاشية لم تكن على ما يرام من الرفاهية أو الغنى، ولا تتعدّى ما سمعناه عنها في قوله تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا﴾ بمعنى أنها كانت تعيش حياة فقر وعوز على الرغم من كونها ابنة الرسول وزعيم الأمّة، وذلك يعني أنها كانت تحمل كامل الشعور بالمسؤولية.
لاحظوا كم تستلزم وضعية هذه المرأة من صلابة، حتى تفيض بها على هذا الزوج، ليكون متفرّغاً من هموم وهواجس الأهل والعيال ومصاعب الحياة، ولتبعث فيه السكينة والطمأنينة، وتربّي الأولاد بتلك التربية العالية التي ربتهم عليها. فإذا قال قائل إن الحسن والحسين إمامان ومجبولان على العصمة، فزينب لم تكن إماماً، لكن فاطمة الزهراء ربّتها تربية صالحة خلال تلك السنوات القصيرة.. إذ لم تلبث فاطمة طويلاً من بعد وفاة الرسول! وبعد وفاة الرسول قصدت المسجد ذات يوم، وألقت فيه خطبة عصماء…وخلاصة القول إن هذه المرأة خليقة بأن تتخذها الشابات قدوة لهن.
الإمام الخامنئي (دام ظله)
المستقبل المجهول
لم يكن أحد من أعضاء الجمعية يتصوّر بأن الموضوع الذي سيطرح هذا الأسبوع للنقاش يتعلّق بالمستقبل، لأنهن اعتدن على معالجة المشاكل الحالية، وما أكثرها، لكن الأخت سارة صاحبة الفكرة تدخّلت لتبيّن للجميع أن غياب الهدف الواضح في الحياة يكون سبباً أساسياً في حالات الضياع التي تعاني منها الفتيات في مجتمعنا. لقد أجرت سارة استطلاعاً سريعاً شمل 10 أخوات حول هدفهن في الحياة فوجدت أن النسبة الكبرى منهن تعيش حالة اللامبالاة من المستقبل وهن ينتظرن الغد الآتي دون إحساس بالمسؤولية، والنسبة الباقية خلطن بين الهدف والمهنة في المستقبل. فبعد أن طرحت على اللواتي اخترن مهنة الطب بعد التخرّج السؤال التالي: “ما هو هدفك من دراسة الطب؟” ارتبك البعض ولم يعرفن الجواب.
زادت هذه المقدمة الموضوع صعوبة على الأخوات في الجمعية، لأنهن كنّ يتوقّعن أن يتّجه البحث نحو التخصص في المستقبل. فما هو المقصود إذاً؟
سارة: اعترف، لكن في البداية إن هذا البحث فيه شيء من الصعوبة. ولكنني أدركت
أهميته بعد تفكيري الدائم في أسباب المشاكل التي تعرّضنا لها سابقاً، عندما لا تشعر الفتاة بأنها مسؤولة عن مستقبلها، وأن هذا المستقبل سيحدِّد لها مصيرها، لن تبالي بما يجري حولها.
رقية: هذا يعني أن ارتكاب الأخطاء والتسرّع في المواقف والقرارات يعود إلى اللامبالاة.
سارة: بالضبط.. إذا عرف الإنسان ما هو مطلوب منه، وآمن بذلك فإنه سيتحرّك نحوه، ولا يقع في الأمور التي تؤخِّره عنه.
شيء لا يصدق. هل كبرت الأخوات إلى هذا المستوى من الوعي؟ بحيث يتحدثن كأنهن خضن تجارب الحياة. إن هذا الكلام الذي يصدر من سارة وباقي أعضاء الجمعية، يدل على وعي عميق، يصعب أن نجده في هذه الأيام في أخوات بمثل أعمارهن. أم أن هذا مجرد كلمات على ورق كتبها كاتب خبير.
رقية: (ويبدو أنها قرأت ما يجول في فكر القارئ): صحيح أن هذا البحث صعب بعض الشيء، ولكن يجب أن نعوِّد أنفسنا على التعرّف على الأمور الصعبة، وأقترح أولاً أن نبحث عن هدف الإنسان في الحياة كما يريد الله تعالى.
زهراء: أجل، فإن الله هو الذي خلقنا، وهو أعلم بما يصلحنا. ولم يخلقنا عبثاً. يجب أن نعرف ماذا يريد منا.
مايا: أنا أوافق على الدخول في هذا البحث العميق. ولكن هل يمكننا أن نتعرّف على الجواب الصحيح بمفردنا؟
سارة: ولم لا، ألسنا نمتلك عقولاً تفكر؟!
مايا: أقصد، أننا معشر الفتيات لم نعوّد أنفسنا على التفكير في مثل هذه الأمور. وربما نصاب بالتعب.
زهراء: لا _ إنشاء الله_ لن نتعب لأننا في جمعية تعمل لتخدم المجتمع وننقذه، ولن نكون لوحدنا.
سارة: فلنبدأ، إذاً. إن أول نقطة نطرحها تتعلّق بالإمكانات والمواهب التي زوّدنا الله تعالى بها. وإذا عرفنا ما هي إمكاناتنا قد نصل إلى معرفة المطلوب منا، لأن الله تعالى يكلفنا على قدر ما عندنا.
ثانياً: ما هي الموانع التي تجعل من هذه الإمكانات ضعيفة؟
ثالثاً: إذا تفوّق الإنسان على هذه الموانع إلى أين يصل؟
رابعاً: هل وصل أشخاص قبلنا إلى الهدف؟
خامساً: من هن النساء اللواتي وصلن إلى الهدف، وكيف؟
رقية: أعتقد أنه ينبغي إضافة نقطة تتعلق بتعريف الفتيات على هذه المسألة المهمة جداً.
أسئلة:
هل صحيح أن نفكِّر لوحدنا دون الاستعانة بالآخرين؟
دعاء المناجاة
من دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام فِي مَكَارِمِ الأَخْلاَقِ وَ مَرْضِيِّ الأَفْعَالِ
…. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ مَتِّعْنِي بِالاِقْتِصَادِ، وَ اجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ السَّدَادِ، وَ مِنْ أَدِلَّةِ الرَّشَادِ، وَ مِنْ صَالِحِ الْعِبَادِ… وَ وَفِّقْنِي إِذَا اشْتَكَلَتْ عَلَيَّ الْأُمُورُ لأَهْدَاهَا، وَ إِذَا تَشَابَهَتِ الأَعْمَالُ لأَزْكَاهَا، وَ إِذَا تَنَاقَضَتِ الْمِلَلُ لأَرْضَاهَا.
من دعاء السيّدة فاطمة عليها السلام:
“اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي، “.
أحاديث نورانية
يُفتح للعبد يوم القيامة على كل يوم من أيام عمره أربعة وعشرون خزانة.
عدد ساعات الليل والنهار، فخزانة يجدها مملوءة نوراً وسروراً.
فيناله عند مشاهدتها من الفرح والسرور مالو وزّع على أهل النار لأدهشتهم عن الإحساس بألم النار، وهي الساعة التي أطاع فيها ربه، ثم يفتح له خزانة أخرى فيراها مظلمة فتنة مفزعة فيناله عند مشاهدتها من الفزع والجزع مالو قسّم على أهل الجنّة لنغّص عليهم نعيمها، وهي الساعة التي عصا فيها ربّه ثم يفتح له خزانة أخرى فيراها فارغة ليس فيها ما يسرّه ولا ما يسؤوه وهي الساعة التي نام فيها، او استشغل فيها بشيء من مباحات الدنيا، فيناله من الغبن والأسف على فواتها حيث كان متمكِّناً من أن يملأها حسنات ما لا يوصف، ومن هذا قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ﴾
لن أنسى
* أن سن التكليف يعني أن الإنسان أصبح مستعداً لتحمّل المسؤوليات كافة التي أمرت بها الشريعة، وأنّ عدم القيام بهذه المسؤوليات هو نتيجة تآمر العدو علينا وتوجيهنا نحو اللهو واللعب. فإذا أردنا أن لا نكون فريسة لمؤامرات العدو وننجح في إفشال مخططاته علينا:
_ السعي للتمهيد لصاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، والتمهيد يكون بتهيئة الأرضية لهذا المجتمع العادل وذلك يكون بالعمل على نشر السلام بالحد الأدنى بين المؤمنين فيكون تعاطينا مع بعضنا على أساس ما أمرت به الشريعة.
_ الإيمان بما عندنا من قدرات واستعدادات حبانا الله بها.
_ عدم الاستجابة لمخطّطات العدو والانجرار وراء ما يروّج له من سلع وأفكار.
_ الاتكال على الله تعالى دوماً وطلب العون والتوفيق منه عز وجل.
_ أن عدوّي لا يهمه سوى مصالحه ومآربه الشخصية.
_ أن أنظّم حياتي وفق الشريعة الإسلامية.
_أن أحدّد مشروعي على الأساس الذي يصب في مواجهة هذا العدو، يقول إمامنا الخميني قدس سره: “إننا نفخر بحضور السيدات والنساء – صغاراً وكباراً – في الميادين الثقافية والعسكرية والاقتصادية يجاهدن جنباً إلى جنب الرجال أو أفضل من أجل إعلاء كلمة الإسلام وأهداف القرآن الكريم”.
_أن أتذكر بأن العدو يعمل على تيئيسنا من طاقاتنا واستعداداتنا وقدرتنا على الإبداع والإنتاج.
مع الولي
إنني أعتقد بأنكم أيّها الشباب تتحمّلون مسؤولية كبرى، والمسؤولية التي بوسعكم النهوض بها ـ يا أعزائي ـ هي أن كل شاب يهفو إلى أن يتمتع وطنه الذي يحيا فيه، والديار التي نما فيها بالعزة والرفعة والاقتدار وتزينهما بالمحاسن ومعالم الجمال، ويصبو إلى أن يحيا في مجتمع متحضّر، وتتوفّر له مقومات التقدّم العلمي والعملي. وهذا كل ما يتمنّاه أي شاب، وأمامه من أجل ذلك طريقان: أحدهما واقعي، والآخر زائف كاذب. ولابد هنا من سلوك الطريق الواقعي، وتقبّل مشقّاته وتسديد ضريبته.
الطريق الواقعي يتمثّل في أن يعزم الشاب على غرس بذرته في أرضه، مسخِّراً من أجلها طاقاته وثروته الثقافية وإرادته، معتزّاً بشخصيته واستقلاله، رافضاً تجرّع كأس الصَّغار وتقليد الطروحات الدخيلة فعلينا أن نغرس بذرتنا ونبقى مواظبين عليها حتى ايناعها، وندع تقليد هذا وذاك، ولا نندفع للحديث بلسان الأجانب ولغتهم والاستعارة من تجاربهم المستهلكة، وذلك لا يعني رفض الانتفاع من المنجزات العلمية للآخرين، فإنني على تمام الاعتقاد بضرورة الانتفاع من التجارب العلمية البشرية، وعدم إغلاق النوافذ أبداً، بل لننتقِ الصالح من إبداعات الآخرين.
أما ما هو الطريق الكاذب للعلاج؟ فهو أن يقنع الشعب بالتغيير الظاهري، مُعْرضاً عن القيام بتحرك
عميق، فقد تصادفون أمّياً جاهلاً خاوياً من الإرادة والتجربة عاجزاً عن العمل، لكنه يتشبه بلباسه وظاهره بأحد الفنانين أو بشاب غربي، هذا هو الطريق الكاذب للعلاج. فهل أصبحت بهذا العمل متمدّناً ومتطوراً؟!
ستواجهون في السنوات المقبلة وفي جميع مراحل أعماركم التي ـ أسأل الله ان يطيلها ـ قضايا كثيرة. وكل إنسان حي وفاعل يواجه قضايا كثيرة…. إلاّ أن ما نستطيع توصيتكم به هو:
أوّلاً: إن الشاب يجب أن يشعر بالمسؤولية، ويعتبر نفسه شخصاً مسؤولاً، وعليه أن يشق طريقه في الحياة، ولا يكون كريشة في مهب ريح الأحداث.
ثانياً: أن يتحرك في حياته بهدي الإيمان، لأن للإيمان دوراً كبيراً في تقدّمه في الميادين كافّة، وفي كل ما يعترض سبيله من عقبات.
ثالثاً: أن يكون على وعي وبصيرة من أمره.
إذا توفّرت هذه الخصال الثلاث لدى الشباب…أعتقد أنه يصبح قادراً على ضمان صحّة موقفه، رغم كل التطوّرات التي تحصل في العالم، من تقدّم في حقل الاتصالات، وظهور حضارات جديدة في العالم، وزوال قوى كبرى من خارطة العالم، وبروز قوى جديدة؛ وسواء كانت إيران تعيش تحديات اقتصادية وسياسية شتّى مع الآخرين، أم لم تكن. حاولوا إذن غرس هذه الخصال الثلاث في نفوسكم.
ومن الطبيعي أن المساعي لا تأتي كلّها بمستوى واحد، ولا تعطي ثمارها على قدر واحد. ولكن لابد أن ينال كلّ من يسعى حظّاً من النجاح.
الشعور بالمسؤولية الذي أتحدّث عنه هو ما يكون في مقابل حالة التسيّب التي تطبع حياة بعض الشباب، وتجعله في موقف اللامبالاة إزاء قضايا الحياة، وهذا التسيّب هو أكبر بلاء يحل بروح الشباب. والشعور بالمسؤولية معناه التخلّي عن حالة التسيّب هذه.
أمّا الإيمان فيعني أن يدخل المرء إلى معترك الحياة وقلبه مفعم بالإيمان، عليكم تقوية وازع الإيمان في قلوبكم، إن قلوبكم بحمد الله طاهرة ونقية، ويشعر المرء بالإيمان يشعّ منها. ولكن في الوقت ذاته يجب عليكم السعي لترسيخ هذا الوازع الإيماني لكي لا يتزعزع عند الهزاهز. والإيمان يمكن تقويته عن طريق قراءة كل ما هو جيّد وعبر الاستعانة بالأكابر والأساتذة الصالحين.
أوجدوا في نفوسكم البصيرة والقدرة على التحليل لتكوين صورة شاملة في أذهانكم عن الوقائع الاجتماعية. إن لقدرة التحليل أهمية فائقة، وكل ما تعرّضنا له نحن المسلمون من نكبات جاء بسبب ضعف قدرتنا على التحليل، وهكذا هو سبب الضربات التي لحقت بنا في صدر الإسلام والمراحل اللاحقة، ولهذه الظاهرة تفسيرات وتصوّرات كثيرة، لا تدعوا العدو يستغلّ انعدام البصيرة والوعي لدينا ويظهر لنا الحقائق بالمقلوب.
الامام الخامنئي (دام ظله)
2017-03-30