الشهيد حمود حمد حلبوص قافلة الشهداء تحث السير بقوة وإقدام وهي تسلك الطريق اللاحب الخطير متجهة نحو العالم الملكوتي، والتي لم تفتأ لحظة عن العطاء لتمهّد الطريق لإعلاء كلمة الله، وحياة شهدائنا الأبرار صفحات خالدات وحياة أبي شهيد الناصري واحدة منها.
ولد في مدينة الناصرية عام1940م، ثم انتقل إلى محافظة بغداد- مدينة الثورة حتى هجرته إلى إيران.
ينتمي أبوشهيد إلى أسرة مؤمنة ملتزمة، عانت الكثير من النظام البعثي الفاسد في سبيل دينها، فقد اعتقل ولده (حسين) لمدة ثمانية أشهر، ثم استشهد نتيجة التعذيب الوحشي الذي مورس ضده من قبل أجهزة النظام القمعية.
أڪمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في ثانوية الزبير،
ونتيجة الوضع المعيشي الصعب الذي كانت تمر به أسرته تطوع في الجيش العراقي فتدرج لرتبة نائب ضابط في لواء18 فرقة4 حتى نهاية خدمته في20/3/1967م.
بدأ نشاطه الإسلامي الحركي ضد النظام البعثي عام1968م، تضمن ذلك النشاط توزيع المنشورات وتوجيه الناس لإسلامهم وتوعيتهم عما يحاك ضدهم من خطط حزب البعث وأفكاره اللقيطة، التي جاء بها الماسوني ميشيل عفلق والتي كانت تهدف لإبعاد الشباب عن دينهم وعقيدتهم. ونتيجة لذلك أصبح عرضة لملاحقة أزلام النظام مما اضطره للهجرة الى إيران فوصل يوم20/9/1980م، وسرعان ما التحق بقوات الشهيد الصدر وشاركها في الكثير من نشاطاتها الجهادية.
عند تشكيل قوات بدر سارع بالانضمام إلى دورتها الثالثة بتاريخ27/7/1983م، وبعد انتهائها اشترك معها في الواجب الأول على أطراف مدينة البصرة.
كان أبوشهيد مليئا بالحيوية والنشاط والاستعداد رغم كبر سنه، كله شوق لخوض المعارك ضد القوات البعثية، وكان من الماهرين في الاتصالات اللاسلكية التي كانت من اختصاصه في الجيش العراقي حيث استطاع من خلالها أن يقدم خدمة كبيرة للمجاهدين، عن طريق عمله في أجهزة التنصت لتضليل القوات البعثية.
عُرف بالمرح، وخفة الظل، وكان لطيفا محبوبا عند إخوته، يجمع بين الشخصية المدنية والعشائرية، كما عُرف بالصبر والتحمل وسعة الصدر، وبحبه للعلماء العاملين وعلى رأسهم الإمام الخميني رضواناللهتعالىعليه.
نال وسام الشهادة الرفيع يوم24/2/1984م، وذلك بعد إصابته بشظايا قذيفة هاون في تلك المنطقة يوم16/2/1984م، ونقل منها إلى إحدى مستشفيات أصفهان واستشهد هناك والتحق بركب النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
ومن وصيته رحمةاللهعليه (أرجوا من إخواني العراقيين المجاهدين في سبيل الله أن ينصروا الإسلام والمسلمين إلى آخر قطرة من دمائهم وعلى الله الأجر).
سلام على الشهيد أبي شهيد يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا