الرئيسية / تقاريـــر / من هو قاتل السفير الروسي في أنقرة؟ + صور

من هو قاتل السفير الروسي في أنقرة؟ + صور

ليس مولود ميرت ألطنطاش مجرد شرطي تركي «خارج الخدمة». فقاتلُ السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف أمس الاول يختصرُ ربما تركيا في زمن رجب طيب أردوغان، والسياسة التي غذّتها حول سوريا، في نطاق صراعٍ أوسع في المنطقة. وإذا كانت العاصمة التركية قد رمت بثقلها لتصويب بوصلة الاتهام نحو جماعة فتح الله غولن، كعادة اتهاماتها التي لا تطال سوى هذه الجماعة والأكراد، فهو دليل إضافي على أن التطرف الإسلامي مستثنى من أجندة «العدالة والتنمية» حتى إشعار آخر، بل حتى وصول «متطرف» إلى سلك الشرطة قد يثير تساؤلات حول الميول التي تتحكم بالتعيينات الأمنية في الزمن «الأردوغاني».

وفي الوقت الذي كان فيه الرئيس التركي يُدشّن نفقاً تحت البوسفور أمس، كانت موسكو تستضيف لقاءً ثلاثياً تركياً ـ ايرانياً ـ روسياً لصوغ إعلان يُؤكد استمرار التعاون لحل الأزمة السورية. لكن مزيداً من التفاصيل بدأت ترشح حول هوية القاتل الذي دخل بسلاحه معرضاً روسياً للصور في العاصمة التركية، محاولاً الانتقام لحلب التي كانت حتى أمس قريب بيضة قبان الغلبة لمحور او آخر، أحدهم تديره بلاده لوجستياً، في الحرب السورية.

في هذه الاثناء، وصل فريق من المحققين الروس يضم 18 محققاً وديبلوماسيين روس الى انقرة أمس للمشاركة في كشف ملابسات اغتيال السفير كارلوف، فيما اوقفت السلطات التركية ستة اشخاص على ذمة التحقيق، بينهم افراد عائلة القاتل وقريبين له، وشريكه في السكن.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن «مجموعة المحققين ستعمل في تركيا في إطار التحقيق في اغتيال سفير روسيا اندريه كارلوف، طبقا للاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي خلال مكالمتهما الهاتفية»، فيما أمر بوتين اجهزة الاستخبارات بتعزيز الاجراءات الأمنية في روسيا والخارج.

وحطَّ جثمان السفير الروسي في موسكو، إثر حفل تأبيني شاركت فيه ارملة الديبلوماسي ونجله في أنقرة.

من هو مولود ميرت ألطنطاش؟

أفادت وسائل اعلام تركية ان الشرطي القاتل استخدم بطاقة الشرطة التي يحملها للدخول الى المعرض بسلاحه.

وذكرت صحيفة «صباح» الموالية للحكومة أن ألطنطاش تسبب بإطلاق انذار جهاز رصد المعادن الأمني عند دخوله المعرض في أنقرة وهو يحمل مسدسه. لكن بعدما أظهر بطاقة الشرطة الخاصة به، سمح له بالمرور.

من جهتها، ذكرت صحيفة «حرييت» أن ألطنطاش الذي كان يعمل لدى وحدة مكافحة الشغب في شرطة أنقرة منذ سنتين ونصف السنة، نزل في أحد الفنادق القريبة من اجل التحضير للهجوم، لافتة إلى أنه كان في مأذونية وارتدى بزة وربطة عنق وحلق ذقنه في الفندق قبل التوجه الى مكان المعرض. ثم قامت الشرطة بقتله بعد تبادل اطلاق نار استمر اكثر من 15 دقيقة.

ويتحدر الشرطي الذي أطلق 11 رصاصة من مسدسه باتجاه السفير الروسي، أصابت 9 منها الأخير ما ادى إلى مقتله على الفور، من بلدة سوكي في محافظة آيدين غرب تركيا وارتاد كلية شرطة.

وذكرت وكالة الانباء «دوغان» أن ستة مقرّبين من مطلق النار وضعوا قيد الحجز الاحتياطي في آيدين، المدينة التي يتحدر منها.

ورجّح رئيس بلدية أنقرة مليح غوكتشيك المعروف بصراحته، على حسابه على تويتر ان يكون المهاجم مرتبطا بجماعة غولن والذي حملته السلطات التركية مسؤولية محاولة الانقلاب في تموز الماضي.

وكررت الصحافة الموالية للحكومة تصريحاته، مشيرة الى ان انقرة تعتبر جماعة غولن وراء الهجوم.

وكتبت صحيفة ستار «هجوم على الصداقة تشنّه منظمة فتح الله غولن الارهابية الغادرة»، مضيفة «رصاصة من منظمة فتح الله غولن الإرهابية».

من جهتها، قالت صحيفة «حرييت» إن السلطات تحقق بروابط محتملة بين القاتل وحركة غولن، مضيفة أنها «تركز بشكل خاص على الصداقات التي اقامها ألطنطاش في كلية الشرطة».

وقالت تقارير إن عمله في الشرطة قد علّق لأسابيع عدة حتى منتصف تشرين الثاني للاشتباه في علاقاته مع «المتآمرين» في محاولة الانقلاب، فيما نشرت وسائل إعلام موالية للحكومة ما تقول إنها وثيقة تكشف عن أنه أخذ اجازة لمدة ثلاثة أيام بعد محاولة الانقلاب مباشرة.

وكشفت وسائل إعلام تركية أخرى كشفت أن الشرطي الذي اغتال كارلوف تولى مهمة حراسة مقر السفارة الروسية في أنقرة أثناء تظاهرات أمامها الأسبوع الماضي منددة بتدخلها في حلب.

وذكرت قناة «ان تي في» التركية، نقلا عن مصادر أمنية، أن القاتل كان ضمن مجموعة التعزيزات الأمنية التي أرسلتها الشرطة لحراسة السفارة الروسية في العاصمة التركية الأسبوع الماضي.

إلى ذلك، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة تجمع ألطنطاش وهو مرتدي الزي الشرطي، مع الرئيس التركي الحالي.

وذكرت صحيفة «حرييت» أن ألطنطاش نزل في أحد الفنادق القريبة من أجل التحضير للهجوم بعد طلب إجازة مرضية، مضيفة أنه «ارتدى بزة وربطة عنق وحلق ذقنه في الفندق قبل التوجه إلى مركز المعرض».

وأكد مسؤول أمني تركي كبير لـ «رويترز» أن الشرطي البالغ من العمر 22 عاما اتصل ليقول إنه مريض يوم الهجوم واعداً بأن يحضر معه تقريراً طبياً.

وكان المصور التركي برهان أوزبليسي من وكالة «اسوشيتيد برس» الذي صور صدفة عملية الاغتيال قد كتب «فجأة انطلقت أعيرة نارية في تتابع سريع، وخيم الذعر على الجمهور، وسقط جسم السفير على الأرض. لقد كنت على بعد أمتار قليلة منه، لكنني لم أر دماء تنزف منه، ربما لأن الرصاصات استقرت في ظهره. للوهلة الأولى اعتقدت انه شيشاني. لكنه تكلم عن حلب باللغة العربية».

وأمس أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه متوافق مع نظيره الروسي حول أهمية عدم تأثير الهجوم الذي استهدف السفير الروسي على التعاون الثنائي الذي شهد زخماً لا سيما في الملف السوري.

بدوره، أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم» أن العلاقات التركية ـ الروسية ستستمر في التطور، وستواصل تركيا جهودها لزيادة أصدقائها وتقليل أعدائها بقيادة رئيسنا».

موسكو: لا رحمة للإرهابيين

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، إنه لا رحمة «للإرهابيين» في سوريا بعد قتل كارلوف، معتبراً أن الاغتيال «جعل الحوار بين أنقرة وموسكو أكثر إلحاحا».

من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف إن اغتيال كارلوف يهدف لعرقلة عملية تطبيع العلاقات بين أنقرة وموسكو، والجهود الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أب،

«الأناضول»، «روسيا اليوم»)

0

 

0 %d9%82%d8%a7%d8%aa%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%81%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...