الرئيسية / تقاريـــر / الثقافة الغربية الملوثة – أبو تراب كرار العاملي

الثقافة الغربية الملوثة – أبو تراب كرار العاملي

من المعلوم، وفق التسلسل الأكاديمي في عصرنا هذا، أن وصول الطالب الى المستوى الجامعي في مسيرة تحصيله العلمي، يعني أنه فتح مرحلة جديدة أكثر تقدماً وأرشد وعياً وأفتح ذهناً، وأنه باتت عليه مسؤوليات بمستوى أعلى ومتابعات ملحة تتطلب مجهودات أَحَثّ من التي كان يخوضها في أشواطه الدراسية السابقة.

لِننقل الكلام الى إحدى بلاد الغرب، فهذه الإحصاءات الكندية الرسمية ، تُظهِر أن نسبة 27% فقط من الشريحة التي يتمحور أعمار شبابها بين 18 و 24 سنة، يذهبون الى الجامعات (1).

وهذا إن دلَّ على شيء، فإنه من المتوقع أن يدل على أن هذه الفئة المتواضعة النسبة، يجب أن تشكل الطبقة الشبابية الأكثر تثقفاً ورغبةً في التقدم العلمي، والذي يستتبعه الرقي الفكري والمستوى التعاملي الحضاري في المجتمع. وإذ ب “س ب س كندا” CBC تفاجئنا بأن عدد شكاوى الإعتداءات الجنسية في جامعة “لافال” Laval قد بلغ ال 15 في التاسع عشر من شهر تشرين الأول (أوكتوبر) الفائت، إثر الحادثة الجنسية التي يظهر أنها وقعت في مساء يوم الجمعة 14 أوكتوبر. الأمر الذي استدعى إنشاء مركز للشرطة مؤقت مقابل مساكن الطلاب بهدف تسهيل عملية إدلاء الطلاب بما لديهم من حيثيات حول القضية المشؤومة.(2)

بالانتقال الى المصدر الذي حصَّل المعلومات التي أوردناها، فإنه يعتبر أن هذه الأحداث المشينة، والتي حصلت في “ألفونس-ماري-بارَنت-ريزدَنس”(3)، قد هزت الإعلام الكندي، ولم ترى تفاعلاً كبيراً من قِبَل المجتمع، ولا ردّاً يُذكَر يُعتَد به يحاكي مستوى الجريمة النكراء، ربما لاعتياد المجتمع على هكذا تصرفات انحطاطية ومسلكيات معيبة.

إضافة إلى ما تقدم، يتابع المصدر، أن هذه المشكلة قد أعادت فتح قضية اعتداء جنسي – من نائب برلماني – سبق أن حدثت في العام 2014، حيث تم الإعتداء على إحدى الفتيات والتي كانت تعمل نادلة في إحدى المطاعم التي كان يتردد عليها الكثير من السياسيين.

لذا، على العالم الغربي أن يعي ويدرك أن لا منفذ الى تنقية ثقافته الملوثة إلا بالعودة إلى إسلامنا الحنيف وشريعتنا السمحاء والإلتزام بتوجيهاته التزكوية التي ترفع بالإنسان من حضيض شهواته التافهة الى فضاء يتسم بالنقاء ويفوح بالحضارة الحقيقية والرقي الواقعي الغير مُبَطَّن بألاعيب استهوائية تجر تابعيها الى هاوية الفساد المهلك.

وعليه، وبعد التأمل بهكذا حقائق، ونجد أن ساحتها إحدى بلاد الغرب، وميدانها الوسط الجامعي الأكاديمي، الذي يُفتَرَض عليه أن يضم لاعبين من ذوي التفكير المتقدم والعقول الواعية، وإذ ببعض التصرفات الرذيلة تتصدر المشهد، وترخي بظلالها لِتُكَبِّل بعض الشرائح الفئوية التي يُتَوَقَع منها أن تشكل الواجهة الحضارية والإنعكاس العلمي الذي يزداد تقدماً، وتفتح باباً مُصَرَّعاً باستفهامات تعاود وضع الأطر المعيارية في تموضعاتها السليمة.
فإن لم يكن التقدم العلمي مُحاطاً بقيود أخلاقية تُصَوِّب مساره فإنه سيكون فارغ المحتوى ومتزلزل الكيان.

فهذا قرآننا العظيم، يقدم التزكية على العلم{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} (سورة الجمعة – الآية 2). والتزكية تفعيل من الزكاة، وهي بمعنى النمو الصالح الذي يلازم الخير
والبركة، تؤدي الى تنمية المرء نماءً صالحاً – قبل التحصيل العلمي – وذلك بتعويدهم الأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة، فتكتمل بذلك إنسانيتهم ويستقيم حالهم في دنياهم وآخرتهم، ويتمتعون بالسعادة في حياتهم وبعد مماتهم. لذا أهمية تقديم التزكية – في مقام التربية – على التحصيل العلمي والاكتساب المعرفي.
فأين الثقافة الغربية المُلَوَّثَة والمُلَوِّثَة من ثقافتنا الإسلامية المُطَهَّرَة و المُطَهِّرَة ؟
“ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون” .

شاهد أيضاً

“ثلاثة يُدخلهم الله الجنّة بغير حساب: إمامٌ عادل، وتاجرٌ صدوق، وشيخٌ أفنى عمره في طاعة الله”

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على سيّدنا محمّد صلى الله عليه ...