اعتبر الخبير الاستراتيجي في شؤون المنطقة «هادي محمدي» العصابتين الارهابيتين «داعش» و«القاعدة» قوات مشاة الاستراتيجية الامريكية في منطقة الشرق الاوسط موضحا أن هاتين العصابتين الاجراميتين اللتين يتم تعزيزهما بالدعم السخي الامريكي وبعض الدول العربية تقومان بتنفيذ المخططات التي تدبرها واشنطن في هذه المنطقة الحساسة للغاية. و أفاد القسم الدولي بوکالة ” تسنیم ” الدولیة للأنباء أن الخبیر «محمدي» أکد ذلك لدی مشارکته في المائدة المستدیرة التي استضافتها تحت عنوان «افق تطورات المنطقة» معربا عن اعتقاده بأن أمریکا اضطرت الی اللجوء الی شن حروب نیابیة بسبب فقدانها امکاناتها اللازمة واکتفت بإدارة شؤون هذه الحروب.
واعتبر التیارات التکفیریة والمجموعات الارهابیة مشاة أمریکا في المنطقة ورأی أن الادارة الامریکیة فوضت ادارة شؤون هذه التیارات والمجموعات الی کل من ترکیا وقطر والاردن والسعودیة من أجل توفیر الظروف المناسبة لهذه الدول کونها من اللاعبین الاقلیمیین. وتابع هذا الخبیر قائلا ” ان الامریکان بادروا الی تغییر استراتیجیتهم الدفاعیة والامنیة في المنطقة منذ عام 2012 بعد حربین تحمس لهما کل من الرئیس الامریکي جورج دبلیو بوش ووزیر دفاعه رامسفیلد”. وأشار محمدي الی استراتیجیة واشنطن في افغانستان حیث قامت بتقویة التیارات التکفیریة في هذا البلد بذریعة توفیر الأمن من خلال زرع القبائل والجماعات التابعة لطالبان أو لغیرها ودعم مالي قدمته بعض الدول العربیة کي تصبح هذه الجماعات جنودا للأمریکان موضحا أن هذه الخطة أدت الی حدوث انشقاق في جبهة حلفاء أمریکا الأمر الذي أدی الی احباط المخطط الامریکي بسبب النزاع بین قطر وترکیا من جهة والسعودیة والاردن من جهة اخری حیث یمکن الاشارة الی فشل المخطط الامریکي في سوریا الذي یعتبر دلیلا علی الخلل الاداري لأمریکا. وأشار هذا الخبیر السیاسي الی الاوضاع الجاریة في کل من العراق وسوریا وشدد علی أن أمریکا عکفت علی توفیر الأمن لکیان الاحتلال الصهیوني الذي کان یشعر من الخطر من حزب الله لبنان والجمهوریة الاسلامیة الایرانیة من خلال اشغال الشعبین العراقي والسوري بالمشاکل التي یواجهها هذان الشعبان من المجموعات الارهابیة حیث یمکن اعتبار هذه المشاکل أفضل هدیة تقدمها واشنطن الی الصهاینة المحتلین. وأضاف قائلا ” ان الامریکان الذین یعقدون الآمال علی الارهابیین یتصورون أن تعزیزهم لهؤلاء المجرمین یؤدي الی تغییر المعادلة الامنیة في المنطقة حیث أن اوضاع سوریا والعراق تظهر وجود مخطط أمریکي یهدف الی تقسیم الأخیر”. وأکد أن أمریکا هددت الحکومة العراقیة بعدم تقدیم الدعم اذا لم یبادر الی الغاء دور الحشد الشعبي ولم یفسح المجال أمام الجماعات السیاسیة مشددا علی أن الامریکان یعتمدون في هذه السیاسة نفس المواقف التي اعتمدوها في سوریا من خلال تعزیز جبهة النصرة وداعش التي عاثت فسادا في ادلب وجسر الشغور الا ان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وحلفائها باتت تؤدي دور افشال هذه المخططات من خلال الفکر التعبوي الذي یقوم علی أساس المرجعیة الدینیة في العراق والمقاومة في لبنان.