الرئيسية / أخبار وتقارير / غزل سعودي إيراني من خلال وزير الخارجية العراقي

غزل سعودي إيراني من خلال وزير الخارجية العراقي

كشف وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، السبت 14 يناير/كانون الثاني، أنه نقل رسائل بين طهران والرياض في مسعى متواصل لتخفيف حدة التوتر في العلاقات بين البلدين.

المعروف أن الخلافات السعودية الإيرانية قائمة منذ مدة طويلة، غذتها الكثير من الأحداث، أبرزها الأزمة السورية، كذلك تدهورت العلاقات بين البلدين بعد وفاة مئات الحجاج الإيرانيين في تدافع أثناء الحج العام الماضي، وبعدما قطعت الرياض العلاقات الدبلوماسية عقب اقتحام سفارتها بطهران في يناير/ كانون الثاني، أيضا العام الماضي، بسبب إعدام رجل دين شيعي سعودي. ولم تصل العلاقات الإيرانية السعودية في تاريخها إلى هذا المستوى من التوتر الذي بلغته بعد تلك الحوادث، بحيث جاء هذا مغايرا للكثير من التوقعات التي رأت في وصول الرئيس المعتدل حسن روحاني إلى سدة الرئاسة في إيران، مدخلاً لتحسن قريب في هذه العلاقات، خاصة وأن هذه التوقعات تعززت بالانفراج الذي حدث بين طهران والدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بعد توقيع اتفاق جنيف النووي في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 اليوم التقارب يجريه وزير الخارجية العراقي، لكن اللافت في الموضوع أن هذه المبادرة جاءت من وزير خارجية بلد لا يمتلك علاقات جيدة مع أحد الخصوم، فالاتهامات العراقية للسعودية متكررة بشأن دور الأخيرة في دعم الإرهاب والجماعات المسلحة في العراق.

وعن ذلك يقول المحلل السياسي غياث الكاتب لبرنامج “الحقيقة” الذي يبث على أثير راديو “سبوتنيك”: أعتقد أن حركة السيد الجعفري شخصية، ولم يكلف بها من أحد، باعتبار أن العراق أيضا خصم للسعودية، فالعراق دائما ما يتهم السعودية بدعم الإرهاب في العراق. وقد يكون تحرك وزير الخارجية العراقي قد يراد منه مكاسب شخصية أو هو تطوع باعتبار الجانب الإيراني بلد صديق ويساعد العراق في محاربة الإرهاب ويريد بذلك تقريب وجهات النظر.

أما الدكتور عدنان السراج رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية له رأي آخر في الموضوع، حيث يقول لبرنامج “الحقيقة”: أنا أتصور أن السياسية العراقية الحالية، والتي تقوم على بناء أحسن العلاقات مع دول الجوار، تحتاج بنفس الوقت أن يكون هناك تنسيق وتفاهمات بين الدول المتخاصمة، والتي يكون العراق ساحة لخصوماتها، خصوصا السعودية وإيران، لما يتمتع به الطرفان من نفوذ داخل الشريحة السياسية وداخل المجتمع العراقي، لذلك أعتقد أن هذه المحاولة لمصلحة العراق أولا ولمصلحة المنطقة ثانيا ولمصلحة السعودية وإيران ثالثا،

وبنفس الوقت للاتفاق على أن يكون هناك سلم إقليمي تقوم به دول المنطقة من أجل محاربة “داعش”، والوقوف أمام المد الإرهابي الذي لم يكتف العراق بدحره عسكريا، وإنما يريد تنسيقا أمنيا كاملا بين دول المنطقة، حتى يبعد  عن المنطقة مخاطر الإرهاب، وللجعفري علاقات جيدة جدا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأتصور أن لديه مقبولية داخل المملكة العربية السعودية، وبالتالي الفرصة سانحة للسيد الجعفري بالقيام بهذا الدور، أما تكليفه من قبل طرف ما المتخاصمين، فأنا لا اعتقد بذلك، وإنما هي مبادرة عراقية، وهذا ما جاء في خطاب العبادي الأخير في يريد العراق أن يلعب دورا في مسألة الأمن الإقليمي ولا يريد أن ينحاز إلى طرف على حساب طرف آخر”.

أما بشأن مقبولية هذه المبادرة من الأطراف وخصوصا الجانب السعودي، فيقول السراج عن ذلك “العراق ليس لديه خلافات مع السعودية، وإنما السعودية هي من يفتعل الخلافات، رغم محاولة العراق التقارب من السياسة السعودية، ولكن السعودية اليوم بدأت تدرك أن العداء للعراق لن يدوم طويلا، بموجب التغيرات الجيوسياسية في المنطقة نتيجة للتغيرات التركية واندحار “داعش” في العراق والتدخل الروسي ومساعدته للعراق وسوريا، وهذا يعطي بعدا على أن المنطقة مقبلة على تغيرات لابد معها السعودية من أن تنسجم مع هذه المتغيرات،

وإلا أنها سوف تكون بمعزل عن العالم ومتهمة بقضايا تتعلق بـ منابع الإرهاب الفكرية والمالية وغيرها. وأتصور أن السعودية بدأت تعطي إشارات إيجابية ولكن ليست بالمستوى المطلوب”. ويبقى السؤال الأهم في ذلك، والذي مفاده، هل من الممكن نجاح هذه المبادرة في التقريب بين الخصمين، وما هو الدافع على مثل ذلك التقارب، وبهذا الصدد يجيب السراج” السعودية اليوم تريد طوق نجاة لتورطها في العراق وسوريا واليمن، وهي اليوم في اليمن في وضع جدا محرج، ولم يؤيدها العالم الإسلامي والعربي، لذا هي بحاجة إلى جو عام يخفف التوتر من خلال انتهاج سياسة جديدة مع دول المنطقة وخصوصا مع إيران، إذا ما علمنا أن الملف السوري انتقل من خانة السعودية إلى خانة أخرى”.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...