الرئيسية / مناسبات / انتفاضة 1991 في العراق أو الانتفاضة الشعبانية اسبابها ونتائجها

انتفاضة 1991 في العراق أو الانتفاضة الشعبانية اسبابها ونتائجها

القسم الاخير :ي جنوب العراق وبعد الانتفاضة بدأ الالاف من المدنيين والجنود الهاربين والثوار بالهرب من بطش السلطة حيث هربوا إلى الاهوار [1] الواقعة في جنوب العراق مثل هور الحويزة وهور الحمار وغيرها وحينها وقعت عمليات انتقام واسعة من قبل قوات الحرس الجمهوري والجيش العراقي ضد الثوار إلى الأهوار وفي هذا الوقت تم تجفيف أهوار العراق [2] من خلال تحويل تدفق نهري دجلة ونهر الفرات بعيدا عن الأهوار مع نقل إجباري للسكان المحليين إلى مناطق أخرى مع اعدام وقتل الالاف من الثوار الهاربين وقد قال كلاوس توبفر (المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة) عن جريمة تجفيف الاهوار انها “كارثة بيئية كبرى ستبقى في ذاكرة الإنسانية كواحدة من أسوأ الكوارث البيئية التي سببها إنسان”

تجفيف الاهوار

أحد الثوار حاملاً سلاحه

خريطة لاهوار العراق تبين المناطق التي تم تجفيها

 

الانتفاضة في شمال العراق وقيام الاقليم

مواطن عراقي كردي ينام فوق الصخور بعد هربه من مدينته باتجاه تركيا

قيام الانتفاضة في شمال العراق كان متزامناً مع قيامها في بقية مناطق العراق وكانت السليمانية سباقة للانتفاضة حنما نهضت في 3/5/1991 وتلتها اربيل التي نهضت في 11/3/1991 ثم بقية مدن العراق الشمالية دخل الجيش العراقي وتم قمع الانتفاضة وتدمير المدن الرئيسية في الشمال بالمدفعية فاضطر مثات الالاف من الرجال والنساء الاطفال والشيوخ إلى ترك مساكنهم والهجرة باتجاه الحدود التركية والإيرانية سيراً على الاقدام أو على الحمير أو بالشاحنات بسبب قيام النظام بتحذير سكان المنطقة ومطالبتهم بترك مناطقهم خلال 24 ساعة من الزمن والا فسوف يكون مصيرهم الموت المحتم هربت هذه الجموع من طيش النظام خصوصاً بعد قمعه للانتفاضة في مناطق الجنوب من العراق تحولت المدن في تلك الفترة إلى مدن للاشباح ولم يبقى فيها الا المباني المهدمة وقد توفي الكثير من هؤلاء الناس خلال طريقهم الشاق اما برصاص طائرات الهليكوبتر العسكرية التي اطلقت الرصاص عمداً عليهم أو فيي حقول الالغام التي زرعت خلال حرب الخليج الاولى بين العراق وإيران وعند وصولهم إلى الحدود التركية والإيرانية بعد طريق جبلي شاق ووعر وبارد قدمت لهم بعض الدول والمنظمات الإنسانية مساعدات من اغذية وخيام وعلاج طبي وعلى اثر الانتفاضة وفي منتصف مايس من عام1991 اصدر مجلس الامن الدولي قراره المرقم (688) بإنشاء منطقة آمنة للكورد في شمال العراق العراق تحت اسم كردستان شمال خط العرض (36)، وطردت منها قوات الجيش العراقي.

الانتفاضة في السليمانية

في يوم 1 / آذار / 1991 انطلقت الانتفاضة من السليمانية حينما تحركت الجماهير الثائرة إلى مراكز الشرطة واستولت عليها. لقد ثارت السليمانية بأكملها، وترك ازلام النظام مقراتهم واوكارهم ليختبئوا في مقر فرع البعث الذي حاصرته الجماهير. وبسبب الانهيارات في الجيش ومغادرة الجنود لمعسكراتهم وتوجههم إلى اهاليهم في المحافظات الجنوبية، لم يبادر أي شخص إلى مساعدة ازلام النظام وفك الحصار عنهم. وتمكنت الجماهير في نهاية الأمر من اقتحام مقر فرع حزب البعث وقتل من فيه دون أن ينجو أحد. وقدر عدد القتلى بنحو 700 شخصاً، وبذلك اكتملت السيطرة على مدينة السليمانية، وقد اعدم منتسبي الامن في المحافظة من قبل قوات البيشمركة حيث يقول أحد جنود البيشمركة (ان البيشمركة ومؤيدوهم قد اعتقلوا ثلاثمائة (300) بعثي، لقد عاقبنا هؤلاء الذين ادوا إلى شهادة اخواننا ونهبوا بيوتهم لقد قتلناهم بدون محاكمة وعندما سيطر البيشمركة فان قسما منهم قد استطاع الهرب ولكننا قبضنا عليهم وقتلناهم رميا بالرصاص والفؤوس، وقد قتلت احدى النساء وهي ام استشهد ابناؤها، واحدا وعشرين (21) من الجنود الهاربين بالفؤوس والاحجار) [3] بدا الجيش العراقي الهجوم على مدينة السليمانية في 31 اذار بقصف بالمدفعية والطائرات العمودية وهوجمت احياء بختياري وريزكاري، وأثناء الهجوم اعاد الموالون للحكومة السيطرة على المدينة.

Mass Burial Of More Srebrenica Massacre Victims

الانتفاضة في طوز خورماتو

اما في طوزخورماتو فقد بدات فيها الانتفاضة بين العاشر والثاني عشر من اذار وقد تعاون المنتفضون مع البيشمركة، وقد فرت القوات الحكومية من دون مقاومة، مع ذلك فقد تم قتل العديد من البعثيين وفراد الشرطة في الهجوم على مقر الحزب، واستمرت سيطرة المنتفضين على المدينة ثلاثة ايام، حيث تقربت إليها القوات الحكومية من ثلاث اتجاهات وبدا الهجوم عليها من على بعد كيلومتر واحد، وقد القت الطائرات العمودية على المقاومين قنابل النابالم والفسفورية وكانت القوات الحكومية تستخدم منطقة تكريت لإطلاق الصورايخ على المنطقة, حيث قُتلَ حوالي 306 كردي من البشمركة والمواطنين بعد سيطرة دامت 11 يوماً لطوز خورماتوو من قبل قوات البشمركة، وكان السر في دفاع البيشمركة عن المنطقة هو أهميتها من الناحية التعبوية، لوقوعها على طريق بغداد كركوك.

الانتفاضة تصل إلى الاقضية والنواحي واربيل وكركوك

مخيمات لسكان العراق الهاربين باتجاه الحدود التركية

ثم إمتد لهيب الانتفاضة إلى الاقضية والنواحي، حيث تمكنت الجماهير من السيطرة على المعسكرات بعد استسلام الجنود في كل من رانية ودوكان وسيد صادق وحلبجه. ورغم عفوية الانتفاضة في انطلاقتها، الا انها لم تكن قاسية وانتقامية في تعاملها مع الجنود. فقد سمح للجنود بترك المعسكرات والرجوع إلى اهاليهم مع تقديم كل المساعدات لهم من غذاء وملبس. وهذا لا يعني عدم حدوث بعض التجاوزات بحق ازلام النظام وافراد الامن. ثم إمتدت الانتفاضة إلى اربيل حيث استطاعت جماهير اربيل من السيطرة على المحافظة وطرد افراد الجيش والشرطة وقوات البعث, اما في كركوك، فقد كانت معركة فاصلة بين القوات الحكومية والبيشمركة، وادى اندحار البيشمركة إلى انتهاء الانتفاضة،

 

filemanagerفبعد أن استولت القوات الحكومية على المدينة أعطي على حسن المجيد وزير الداخلية انذاك والذي كان مديرا للامن في الشمال مسؤولية المدينة، وقد قامت القوات الحكومية باعتقال أكثر من (509) اشخاص ممن شاركو في الانتفاضة وافرج عنهم فيما بعد، وقد استمر اعتقالهم مددا مختلفة بدون أن توجه لهم اتهامات، وحينما اطلق سراحهم اخبرتهم الحكومة انهم غير مسموح لهم بالرجوع إلى كركوك، ما اضطرهم إلى السكن في مخيمات للاجئين في تركيا وإيران

الانتفاضة في دهوك

يقول توما توماس : في دهوك لعب “الجحوش” دورا في انطلاق الانتفاضة، إذ تمكنوا من ضرب مقرات حزب البعث ودوائر الامن بعد انسحاب الجيش من المحافظة. وتمكنت مفرزة من انصارنا (منظمتي نينوى ودهوك) من الدخول إلى زاخو يوم 12 /3/ 1991. وتشكلت المفرزة من الرفاق صبحي خضر (أبو سربست) وصباح كنجي وازاد مختار (سردار) وساهر ميخا (عماد) وسعيد دوغاتي وأبو افكار ورمضان حسن (دلكه ش) وعلي هيركي ويوسف شعبان (كيفي). ولم يتوقف الرفاق في زاخو، بل توجهوا إلى دهوك ليلتقوا برفاقنا القادمين من إيران ويتخذوا من مقر شعبة دهوك لحزب البعث مقرا لهم. وارسل الرفاق مفرزة صغيرة إلى القوش التي عقدوا فيها ندوة ثم توجهوا إلى الشيخان يوم 15 /3/ 1991. وبقيت المفرزة في عين سفني حتى يوم 28 /3/ 1991 إذ تركت موقعها اثر رجوع قطعات الجيش العراقي إلى المنطقة.

اسباب فشل الانتفاضة في الجنوب

ان عدم استمرار الانتفاضة الشعبانية وعدم نجاحها يمكن ان يكون له عدة أسباب فالانتفاضة الشعبانية كانت عشوائية شعبيه بغياب القائد الذي يقود المجموعات على الرغم من وجود قيادات لمجموعات صغيرة في مناطقها وأسباب أخرى مهمة وهي اضفاء صبغة طائفية على الانتفاضة نتيجة دهاء النظام البعثي بتسريب صور لـ مراجع دين شيعة وهو ما دعا القوى الخارجية بالتفكير بوجود اجندات خارجية وراء الانتفاضة وهو ما سهل عملية الانقضاض عليها والشيء المهم والاهم هو غياب وسائل الاتصال وانعدام الاعلام الحر والمستقل الناقل للأحداث الانتفاضة حيث لم يكد يكون هناك اي نوع من التغطية أو الدعم الاعلامي العربي باستثناء بعض الأخبار في الاعلام الغربي وبعض القنوات الفضائية كقناة البي بي سي التي انتجت لاحقا وثائقيا عن المجازر التي ارتكبها النظام. يضاف إلى هذه الأسباب انبساط أرض الجنوب كونها ارض سهلية مما سهل للطائرات النظام قصف المدن والمناطق على عكس المناطق الشمالية ذات التضاريس الوعرة.

السلطة تنتهك حقوق الإنسان

عراقي يحمل السلاح ضد النظام

مارس النظام الحاكم انذاك الذي كان برئاسة صدام حسين عدة انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان خلال تصديه للانتفاضة الشعبانية وقد شملت هذه الانتهاكات كل مواد الاعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 217أ (د – 3) في 10/ 2/ 1948 والذي وقع عليه العراق واتفاقيات جنيف لعام 1949 في حماية الجرحى والمرضى المنكوبين وقرار الجمعية العامة الصادر في 9/ 9/ 1946 الداعي إلى تحريم ابادة الجنس البشري ومن هذه الانتهاكات

  • قتل الناس على الظن والشبهة.. فبتواجد معارض واحد للسلطة في مكان ما يقدم النظام على قتل كل اهل المنطقة
  • التمثيل بجثث القتلى بعد اعدامهم
  • قتل الناس وهم جرحى بحجة عدم اتساع المستشفيات لذلك
  • قتل الناس أمام أهلهم وترك جثثهم معلقة أمام بيوتهم
  • رمي المعارضين للنظام من علو شاهق بواسطة الطائرات المروحية ليصل إلى الأرض ويموت
  • قتل المعارضين بربط أيديهم وأرجلهم ووضع ثقل ورميهم في النهر
  • قتل الأطفال والنساء في البيوت التي يشتبه انها اشتركت في الانتفاضة
  • احداث مقابر جماعية في عدة مناطق من العراق
  • بناء عدة سجون تحت الأرض، عزل فيها السجناء عن العالم وحجب عنهم الضوء لعدة سنين وهو منافي لوثيقة الامم المتحدة في جنيف عام 1955 والتي أقرها المجلس الاقتصادي والاجتماعي بقراريه 663 ج (د – 24) في 31 تموز 1957 و2076 (د – 62) في 13 آيار 1977.
  • منع النظام التظاهر أو الاعتصام واعتباره جريمة تستحق القتل مما يخالف اتفاقية جنيف 1948

نتائج الانتفاضة

ثائر عراقي يرمي جدارية لصدام حسين بنعله

  • بلغ عدد الذين قام النظام بقتلهم في جنوب العراق خلال 14 يوم من عمر الانتفاضة 300 الف إنسان اي بمعدل أكثر من 20 ألف قتيل يوميا وهذا ما ذكرته أيضا الوثائق التي عثر عليها في مكتب علي حسن المجيد، وآلاف القتلى العراقيين في شمال العراق.
  • التمهيد لفرض حظر الطيران شمال وجنوب العراق من قبل مجلس الامن الدولي لحماية شعب العراق من نظام صدام حسين.
  • اعلان قيام إقليم كردستان العراق في الشمال

شاهد أيضاً

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان

قال المولى جل وعلا في الآية (١٨٥)من سورة البقرة ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان ...