قدم رئيس جامعة الأديان والمذاهب سماحة السيّد أبو الحسن نوّاب مقالا لمؤتمر الحوار الثقافي العربي الإيراني تحت عنوان” دور العقلانية والاعتدال في فهم التعاليم الدينية وتبيينها”.
قدم رئيس جامعة الأديان والمذاهب سماحة السيّد أبو الحسن نوّاب مقالا لمؤتمر الحوار الثقافي العربي الإيراني تحت عنوان” دور العقلانية والاعتدال في فهم التعاليم الدينية وتبيينها”، وفيما يلي خلاصة البحث:
رغم اتّسام تعاليم الأديان بحدّ ذاتها بالصفاء والحيويّة وصدورها من منبع الوحي الإلهي، إلاّ أ نّها تحتمل التفاسير المختلفة، ممّا يهيّئ أرضيّة ظهور وانتشار الكثير من القراءات المختلفة لها.
والقراءة الإيمانيّة والقراءة العرفيّة والقراءة الأُصوليّة هي القراءات الثلاث الرائجة في فهم الدين في العصر الحاضر، والتي تستند كلّ منها على إدراكها الخاصّ للدين، وتصل إلى نتائج متفاوتة عن القراءة الأُخرى.
وفي غضون ذلك، فإنّ ما يميّز الفكر الشيعي هو ارتباطه بالعقلانيّة والاعتدال في فهمه للدين.
والقرآن الكريم باعتباره أهمّ مصادر الفكر الشيعي يعطي لمفهومَي (العقل) و(العدل) مكان الصدارة، ويؤكّد مراراً على ضرورة الالتزام بالاعتدال والعقلانيّة.
ومن هنا نرى المذهب الشيعي من خلال استلهامه للكتاب الإلهي وسيرة المعصومين عليهم السلام وسنّتهم يستند على العقلانيّة والاعتدال، متّخذاً منهما معياراً لتقييم مدى صحّة أو سقم تفسير التعاليم الدينيّة وبيانها.
وعلى هذا الأساس ومن منظار الفكر الشيعي، فإنّ التأكيد الصرف على الإيمان (القراءة الإيمانيّة) أو الإغراق في معرفيّة العلم (القراءة العرفيّة) أو الجمود على قشور النصوص الدينيّة وظاهرها (القراءة الأُصوليّة) وإن كانت تمثّل التيّارات الغالبة في ميدان التديّن في عالمنا المعاصر، إلاّ أ نّها بسبب ما يعتريها من الإفراط أو التفريط في مراعاتها للعقلانيّة والاعتدال عاجزة عن تقديم الفهم والتفسير المناسب للتعاليم الدينيّة، ولا تمتلك القدرة على تقديم القراءة الصحيحة لمحتوى الدين وجوهره.