شدة شوق أطفال نينوى وجنوب مركزها، للمدارس المغلقة منذ أكثر من عامين ونصف بسبب عنف “داعش”، جعلت هرولتهم بثياب المنزل الملونة التي أضافت لحياتهم المحررة، رونقا جميلا حتى إنهم رفضوا أخذ عطلة بدأت في العراق مطلع الشهر الجاري.
ورصدت مراسلة “سبوتنيك”، عودة الطلاب لمدارس المناطق المحررة في الساحل الأيسر لمدينة الموصل، مركز نينوى شمال العراق، وفي جنوها بالقيارة بعد قضاء القوات العراقية على وجود تنظيم “داعش” الذي نشر الرعب والدمار إبان سطوته منذ منتصف عام 2014.
© SPUTNIK. NAZEK MOHAMMAD
بالصور .. أقدم مدارس نينوى تستعيد حياتها بزوال “داعش”
واستقبلت مدرسة “الحود” الابتدائية، التابعة لناحية القيارة، والتي يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1957 وهي من أقدم مدارس نينوى، طلابها وبأعداد كبيرة جعلت من مقاعد الدراسة مزدحمة بأكثر من طالبين في مقعد واحد.
وحصل الطلاب على كتب القراءة والرياضيات وباقي مواد المنهج الدراسي، حملوها بأيديهم الصغيرة وبحقائبهم التي خبئوها لعامين بانتظار زوال “داعش” من مناطقهم وأزقتهم التي كانوا يمرحون فيها تجنبا ً لاختطافهم وتجنيدهم من قبل الدواعش تحت ذريعة نشر الإسلام والجهاد في الوقت الذي يلهوا القادة باغتصاب السبايا ونهب الأملاك الخاصة بالنازحين والمهجرين قسرا ً.
© SPUTNIK. NAZEK MOHAMMAD
بالصور .. أقدم مدارس نينوى تستعيد حياتها بزوال “داعش”
ويظهر الفرح على وجوه الأطفال وهم يعانقون العلم العراقي في ساحة المدرسة حيث يرفعوه كل يوم خميس على وقع نشيد..”موطني..موطني” الذي عجز تنظيم “داعش” عن استبداله بأناشيده المليئة بالكراهية والتحشيد للقتل.
الأطفال، يواظبون الدوام في المدرسة، دون أن يذهبوا إلى العطلة النصف الثاني، والمعروفة بالعطلة الربيعية بعد شوط من الامتحانات شهدتها مدارس العراق منذ يناير/كانون الثاني الماضي وحتى مطلع الشهر الجاري.
وعزف الأطفال في وقت سيطرة “داعش” على نينوى، ومركزها، عن الذهاب إلى المدارس بسبب استبدال المنهج من قبل التنظيم وجعله “غسالة متوحشة” للأدمغة تجعل من البريء ماكنة قتل وعنف وتطرف نتيجة كتب خاصة به ومنها مواد العمليات الحسابية التي تعد الأسلحة والعبوات والواجب ذبحهم وغيرها..
© SPUTNIK. NAZEK MOHAMMAD
قدم مدارس نينوى تستعيد حياتها بزوال “داعش”