الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / 151 الشهيد ماجد والي مطر الزيدي – أبو عباس الزيدي

151 الشهيد ماجد والي مطر الزيدي – أبو عباس الزيدي

ساروا بأرواحهم قبل أبدانهم، وتجمعوا من كل حدب وصوب، مع اختلاف مدنهم وتنوع قومياتهم وحتى مذاهبهم، هدفهم نصرة الحق ورفع الظلم عن أبناء الشعب العراقي المظلوم، تاركين كل ما يملكون وراء ظهورهم، متوجهين إلى الله عز وجل، مسلّمين إليه أمورهم، هاتفين بأعلى أصواتهم: «إنا إلى ربنا منقلبون وبالبعث الصليبي وأعوانه كافرون»، هكذا كان المجاهدون من أمثال ماجد الزيدي.
ولد عام 1959م في محافظة ذي قار، قضاء الشطرة، محلة الشعلة، في أحضان أسرة متدينة ومحافظة على تعاليم ومبادئ الإسلام الحنيف، وبديهيا تنعكس آثار تربية الأسرة على أبنائها، وكان ماجد من أبرزهم التزاما وسلوكا وأخلاقا.
تخرج في معهد الزراعة في بغداد بتقدير جيد بتاريخ 09/07/1980م.
عرف بهدوئه وحسن سجاياه في منطقته وبين زملائه في الدراسة، وبرزت عنده حالة الوعي الديني والسياسي في مرحلة المتوسطة والإعدادية، فكان يقوم بنشاطات معادية للنظام كتوزيع المنشورات المحرضة على نظام البعث وتوعية الشباب إسلاميًّا وسياسيًّا…
انطلاقًا من حقد العفالقة على الشريحة المثقفة والواعية وبدلًا من ان يوظف الخريجون في دوائر الدولة بعد حصولهم على الشهادة الجامعية، يساقون إلى الخدمة الإلزامية التي ليس لها فترة محددة في ظل حكومة البعث الكافر، مما دفع بماجد إلى التفكير الجدي بالهجرة وترك الجيش الذي أصبح أداة طيعة بيد المجرم صدام يعمل به ما يشاء.
بتاريخ 13/05/1982م ترك معسكر المعتدين والتجأ الى الجمهورية الإسلامية بعد إجتياز الأسلاك الشائكة وحقول الألغام.
لم تنطفئ جذوة الحماس الثوري لديه قبال ما يجري من مآسي وظلامات على شعبنا من جراء ممارسات جلاوزة صدام التي لاتحصى ولا تعد، فكان ذلك دافعًا له ومحفزًا للالتحاق بصفوف قوات بدر بتاريخ 30/10/1983م ضمن الدورة الرابعة في معسكر الشهيد الصدر — دورة الشهيد أبي‌رحيم دلّو— التي تميزت بطول مدتها وكثافة تدريباتها.
وبعد إنهاء الدورة التدريبية انضم إلى فوج الشهيد الصدر — وهو الفوج الأول من أفواج المجاهدين — وقام بتنفيذ عدة عمليات جهادية — قتالية ونفوذية — منها عمليات شرق البصرة وعمليات تحرير مخفر الترابة وعمليات القدس وعاشوراء التي شملت تحرير بحيرة أم النعاج بشطريها الجنوبي والشمالي في هور الحويزة.
وقد ضرب أروع الأمثلة في الإخلاص والتضحية من أجل المبادئ والقيم في كل الواجبات التي نفذها وكان يحرص كل الحرص على إنجاز واجباته على أحسن وجه خصوصًا عندما عمل في وحدة الاستطلاع التابعة لقوات بدر قبل استشهاده.
تقدم مع إخوانه في وحدة الاستطلاع نحو قمة گردكوه في حاج عمران لتطهير الطريق من الألغام والأسلاك الشائكة التي نصبها العفالقة على الطريق لتحصين أنفسهم من ضربات المجاهدين الموجعة، وعندما بدأت ساعة الصفر وحمي الوطيس، نادى المجاهد الحاج حمزة قاسم الدراجي( ) بأعلى صوته «أبوعباس وينك» فأجابه أبو عباس «عد عيناك، جاهز» وتقدم بكل بسالة وشجاعة نحو العدو يمطرهم بسلاحه، فألقى أحد أفراد العدو قنبلة يدوية عليه، مزقت جسده الطاهر فختم حياته بوسام الشهادة بتاريخ 30/08/1986م بعد ان أبلى بلاءًا حسنًا متحديًّا أزلام الطاغوت بتضحيته وإقدامه نحو الموت بعز وكرامة.
شيع جثمانه الطاهر تشييعًا مهيبًا ودفن في مقبرة الشهداء في قم المقدسة( ).
من كلماته الواعية:
… الإسلام اليوم يواجه هجمة شرسة من قبل قوى الشرق والغرب والقوى الصليبية الحاقدة، فالواجب الإسلامي يحتم علينا مواجهة تلك التحديات المصيرية.
… هدفي من التحاقي بصفوف المجاهدين هو المشاركة الفعلية في مواقع الجهاد لإنقاذ شعبنا العراقي المسلم.
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا

151151-1

1. الشهيد أبوعباس الزيدي 2. الشهيد أبوفدك البصري — فالح محسر الحمداني

 

https://t.me/wilayahinfo

0

شاهد أيضاً

    إقرأ المزيد .. الإمام الخامنئي: الشعوب المسلمة تتوقع من حكوماتها قطع العلاقات مع ...