في شمال الوطن الغالي وفي تلك الربوع الغناء لكردستان العراق كانت ولادته عام 1959م، في مدينة كركوك، ثم انتقلت أسرته للسكن في مدينة اربيل، نشأ على الصلاح والايمان وكان لأسرته الفضل في تربيته تربية اسلامية مستوحاة من كتاب الله وسيرة النبي صلى الله عليه وآله الاطهار صلوات عليهم أجمعين.
أكمل الدراسة الابتدائية والمتوسطة ثم انتقل الى الصف الرابع العام، وكان يعمل نجارًا الى جانب دراسته.
اعتقل عدة أيام بتهمة مساعدته الثوار في الشمال، ثم أفرج عنه، لكن مضايقات السلطات البعثية له استمرت.
لذلك قرر الهجرة الى الجمهورية الاسلامية، فودع أهله وقطع منطقة ذات تضاريس وعرة، صاعدًا جبلا وهابطًا واديا، حتى وصل الى مدينة أرومية الايرانية عام1980م.
شارك مع الكثير من الفصائل الجهادية العاملة ضد النظام البعثي، ونفذ العديد من العمليات الجهادية، وبعد تشكيل قوات بدر، التحق بدورتها الثالثة بتاريخ 23/10/1983 وكان مع الثلة من أبناء تلك الدورة من أمثال الشهداء أبيزكي المنصوري وأبيالخير اللامي( ) وأبينازك البصري( ).
كان تواقًا لإنهاء الدورة والالتحاق بالمجاهدين في ساحات المواجهة وكان مجدّا في تطبيق التمارين وحريصا في تعليم الدروس العسكرية والعقائدية لتلك الدورة.
اشترك بواجبات جهادية مع أفراد دورته على مشارف مدينة البصرة ثم على قاطع مدينة القرنة ثم في هور الحويزة.
سيطر المجاهدون على مناطق واسعة في هور الحويزة وكان أبوايمان مع الفوج الثاني الذي استقر في النقطة الثالثة( )، فبتاريخ 11/03/1985م، شارك في عمليات تحرير مخفر التراية والاستقرار في منقطة النهروان، وعلى رغم الظروف الصعبة في بيئة الأهوار الا انه قاومها بصموده وصبره وتحمله، فتكيف معها كأنه قد ولد وعاش وكبر فيها.
شارك مع فوجه في عمليات القدس وعاشوراء على الجانب الشرقي لبحيرة أم النعاج في عام 1985م، وكان مخابرًا في إحدى سرايا الفوج الثاني الذي سيطر على مناطق أم تاوة والخصرة السودة وأم مسحاة وشط أبوعذبة ومناطق وممرات مائية أخرى على الجانب الشرقي لبحيرة أم النعاج، وغنم العديد من الأسلحة والأعتدة والزوارق، وكان لأبيإيمان دور فاعل في جميع تلك العمليات.
انتهى واجب الفوج الثاني في هور الحويزة فانسحب تاركًا الجانب الشرقي لبحيرة ام النعاج الى فوج انصار الحسين المتشكل في أغلبيته من أبناء عشائر العمارة والبصرة، ثم دخلت القوات المنسحبة دورة لإعادة تنظيمها والتدريب في منقطة جبلية، تمهيدًا للقيام بعمليات جهادية في مناطق كردستان العراق.
شارك أبوايمان في العديد من الواجبات الجهادية في مناطق بنجوين وسيدصادق ومناطق أخرى من كردستان، فاختير لوحدة الاستخبارات لاستطلاع الأهداف والطرق في منطقة كردستان، وذلك لمعرفة وخبرته في تلك المنطقة، فقد أصبح عنصرًا فعالًا أنيطت به أصعب وأخطر المهمام الاستطلاعية التي أداها وأنجزها على أحسن صورة.
امتاز بهدوئه وبخلقه الرفيع وبنصيحة لإخوته في الجهاد عند الضرورة، وكم كان يوصيهم بترك كل أشكال الخلاف والتفرقة، وكان ذلك جليًّا في وصيته، حيث يحث اخوانه المجاهدين على الاستمرار في الجهاد حتى النصر أو الشهادة، وكان السبّاق لترجمة القول الى عمل، حتى جاء اليوم الموعود. في ليلة 01/09/1986م، شن المجاهدون عمليات بطولية على جبال حاج عمران، فسيطروا على مرتفعات گردمند وكردكوه، وفر العدو تاركًا المنطقة، بعد أن أذاق أبناء القرى المظلومين الويل بسبب رفضهم التعاون مع جيش صدام وأجهزته الاستخبارية، وبتهمة التعاون مع الأحزاب المعارضة، كانوا يتعرضون للقصف تارة وللمداهمة والاعتقال أخرى، فبذلك أعطى تواجد المجاهدين في تلك المناطق القوة والمعنوية في الصمود والبقاء في قراههم.
في تلك العمليات وأثناء الصولة( )، تأثر أبوإيمان بأنفجار شديد وقع قريبا منه، فسقط شهيدًا على جبال حاج عمران، من تلك الجبال التي غذته المحبة والشموخ، عرجت روحه الى أعلى عليين، لمرافقة النبيين والصدقين والشهداء والصالحين، وحسن اولئك رفيقا.
من وصيته رحمهالله: السلام عليكم أيها الأخوة المجاهدون ورحمة الله وبركاته:
أرجوا منكم ان توحدوا صفوفكم، وتكونوا كالأسرة الواحدة المتحابة فيما بينهم، حتى يجعل الله القدير النصر على أيديكم، وقفوا بوجه القاعدين والمتخلفين لأنهم يريدون ان يبعدوكم عن الطريق.
إخوتي وأعزتي تمسكوا بحبل الله، واسلكوا درب الأئمة، فأقرأوا سيرتهم، فإنها نور يضيئ لكم طريق ذات الشوكة، وأذكروا شهداءكم لأنكم مسؤولون عن دمائهم.
أسأل الله ان يوفقكم ويرعاكم في مواصلة الجهاد حتى تدمير جيوش الطواغيت، واسألكم الدعاء دائمًا لأني محتاج اليه.
اسأل الله أن يتقبلني قربانًا في سبيله، وان يرضى عني وعنكم انه غفور رحيم.
كما ورد في وصية أخرى له: أوصيكم اخوتي بتقوى الله والاعتصام بحبله وتوحيد الكلمة ولا يغلب عليكم ما في الدنيا لأنه متاع قليل وللآخرة خير.
جاهدوا في سبيل الله وفي سبيل المستضعفين، قاتلوا أئمة الكفر، قاتلوا صداما الكافر المتسلط على رقاب الشعب العراقي المظلوم.
لاتنسوا دماء الشهداء بالأخص الشهيد الصدر الذي فدى نفسه في سبيل الله والشعب العراقي. ثوروا بوجه الطغاة وقاتلوهم حتى يكتب الله على أيديكم النصر، أويرزقكم الشهادة، وأخيرًا ارجوا منكم ان تدفنوني في مدينة مشهد المقدسة( ).