الولاية الاخبارية موقع اخباري وثقافي لمن يسلك الطريق الی الله
ولد في بغداد، منطقة الراشدية عام 1958م، وفيها نشأ في أحضان أسرة غذته الرفض والإنكار لكل مظاهر الباطل وأساليب الانحراف التي ظهرت بأبشع صورها في أيام حكم العفالقة للعراق.
أكمل الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في منطقته.
انفتحت طاقاته وقابلياته الثقافية في فترة شبابه الذي اتسم بالوعي والنشاط الديني، سواء في المدرسة أم في منطقة سكنه، مما عرضه للاعتقال والتعذيب في سجون البعث الكافر لمدة ثلاث سنوات، ضريبة التزامه وتمسكه بالإسلام العزيز.
بعد أن أفرج عنه، أراد جلاوزة البعث ان يتخلصوا منه في طاحونة الحرب التي شنها صدام على الجمهورية الإسلامية ظلمًا وعدوانًا ومن خلفه الاستكبار العالمي، حيث سيق إلى الخدمة العسكرية، في 1982م في وقت كان الجيش العراقي يتراجع أمام ضربات قوات الجمهورية الإسلامية التي أخذت بتحرير أراضيها المحتلة.
مضت أربعة أشهر على تواجده في الجيش، تعرف فيها على شخص لديه الخبرة بالطرق المؤدية إلى الجمهورية الإسلامية عن طريق شمال العراق، فقرر الهجرة بعدما ودع أبويه وداعًا لم يحسبوا أنه الوداع الأخير.
في 15/10/ 1982م انطلق صوب الجمهورية الإسلامية وبعد عشرة أيام قضاها مشيًا على الأقدام، صاعدا ونازلا خلال الجبال والوديان، وصل إلى أرض الهجرة رغم المخاطر الكامنة في كمائن الجيش والفرسان.
كم كان سعيدًا عندما سمع بوجود مجاهدين عراقيين، يحملون السلاح، ويقاتلون نظام الظلم والإجرام، ويجاهدون في سبيل الله من أجل إنقاذ أهلهم وأعزتهم من قبضة المجرمين، فاتجه صوب معسكر الشهيد الصدر، ليلتحق بقوات بدر بتاريخ 21/04/1983م ضمن الدورة الثانية.
بعد إكمال الدورة التدريبية، كلف مع أفراد تلك الدورة بواجب جهادي شرق مدينة البصرة، وشارك في الدوريات القتالية ونصب الكمائن والفعاليات الأخرى، وفي إحداها جرح إثر إصابته بشظايا قذيفة هاون وقعت بقربه.
بعد إزدياد المتطوعين من المجاهدين، تشكلت ثلاثة أفواج، وكان أبوأنس في الفوج الثالث منها، وكان الواجب الأول لذلك الفوج على أطراف هورالحويزة، ثم الاندفاع في عمق الأهوار عبر منطقة الطبر الإيرانية، حتى الاستقرار في الجانب العراقي، فكان لأبيأنس دور في جولات الاستطلاع على الرغم من عدم رؤيته الأهوار من قبل.
في 11/03/1985م، اشترك في عمليات تحرير مخفر الترابة الحيوي، واندفع مع فوجه شمالا للسيطرة على منطقة البنيات وممر مالة عويد حتى شط الدوب.
في 23/07/1985م، اشترك في عمليات القدس التي نفذت للسيطرة على النصف الجنوبي لبحيرة أم النعاج، وكان واجب فوجه الاستقرار في منطقة الهرود، تحسبا لأي امدادات قد تصل إلى العدو، ولقطع الطريق أمام المنسحبين منه، وقد نجحوا في تلك المهمة.
في رأس الساعة الثانية بعد منتصف ليلة 23/10/1985م، نفذ المجاهدون عمليات عاشوراء للسيطرة على النصف الشمالي لبحيرة أم النعاج وكان هدف الفوج الثالث نقاط العدو في أقصى الشمال الغربي للبحيرة مرورا بالمچري والولد وأبوسيان( )، وبعد سيطرة المجاهدين على المنطقة، حاول العدو استعادة ما فقد من مواقع، لكن أباأنس وإخوته كانوا لهم بالمرصاد، وكان العدو يهرب من المنطقة في كل مرة، بعد أن يتكبد خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
في ليلة 01/09/1986م، شن المجاهدون عمليات تحرير قمم گردكوه وگردمند في حاج عمران، وكانت ملحمة سطر فيها أبوأنس وإخوته أروع صور البطولة والفداء، مستلهمين ذلك من عاشوراء الحسين وملحمة الطف، وقد فقد في تلك العمليات ثلة من أعز إخوة الجهاد، واحتسبهم شهداء، وعاهدهم على المضي في طريقهم حتى النصر أو الشهادة.
لم تمض إلا أشهر قليلة حتى نفذ المجاهدون عمليات واسعة أخرى شرق البصرة، وبعد مواجهة بطولية، فر العدو من أرض المعركة، وراح يغطي على هزيمته بقصف مدفعي، فأصيب أبوأنس بشظايا قذيفة مدفع استقرت في أعضاء بدنه، فاستشهد على أثرها بتاريخ 20/01/1987م، ليرحل إلى ربه شهيدًا سعيدًا مع الشهداء والصديقين، وحسن أولئك رفيقًا.
تم تشييع جثمانه الطاهر ودفن في مقبرة الشهداء في قم المقدسة( ).
من وصيته رحمهالله:
والدي العزيز، والدتي العزيزة، إخوتي الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما ودعتكم قبل هجرتي الى دولة الحق ودولة الإسلام، كان توديعا بكل شعور الألم على الفراق من جانبي، وقد علمت نفسي عندما ودعني أبيأنه كان يحس بسفري الطويل… وكذلك الوالدة الحنونة عندما ودعتها، وقبلت يديها الكريمتين،علمت إحساسها، وكان ذلك أليما لي، حيث أحسست أنها آخر نظرة لأعز شي لي في هذه الدنيا بعد الله والإسلام، ولكني كنت سعيدا لأني أعلم أنكم موافقون على هجرتي، ولكنكم كنتم تخافون علي من الطريق…
أمي الحبيبة!، كلمتك لم أنسىاها مادمت حيًّا «أتمنى أن تكون في دولة الإسلام، وأسمع أخبارك بأنك سعيد» وها أنذا في أتم السعادة حينما حملت البندقية في جيش المهدي عليهالسلام… وأعلم أنه عندما أنال الشهادة إن شاء الله، ستنالون الفخر من الله ومن المؤمنين المخلصين… تخيلوا لو أني مت في جيش صدام اليزيدي عندما كنت في الجيش، وبين أنا شهيد في جيش حسين العصر…
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا
https://t.me/wilayahinfo
