الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / 216 الشهيد چلوب عزوب شبيك – أبو برير الواسطي

216 الشهيد چلوب عزوب شبيك – أبو برير الواسطي

ترك المستشفى متحملًا آلام الجرح الذي لم يندمل بعد، عندما سمع بإخوانه المجاهدين عازمين على خوض معركة جديدة، حمل روحه على كفيه، بحثا عن الشهادة التي طالما كان ينتظرها بكل شوق وحب، لأنها الكمال في منظور المجاهدين، الذين باعوا أنفسهم لله سبحانه، وأعاروه جماجمهم، هكذا كان أبوبرير كجميع المجاهدين العراقيين الذين عاشوا بنفس الروحية وكانوا يرومون نفس الهدف.
ولد في أرياف العزيزية التابعة إلى محافظة واسط عام 1961م وكبر وترعرع في أحضان أسرة متدينة مجبولة على كرم الضيافة.
أتم مرحلة الدراسة الابتدائية ثم توجه للعمل في الزراعة والفلاحة، في تلك الأراضي الممتدة على ضفاف نهر دجلة المعروفة بخصوبة أرضها وطيب محاصيلها الزراعية، وتواضع أهلها وصفاء فطرتهم.
في بداية عام 1980م سيق إلى الخدمة العسكرية الإلزامية، وما هي الا أشهر حتى أشعل الطاغية صدام الحرب على الجمهورية الإسلامية ظلمًا وعدوانًا، بتخطيط مسبق من قبل الاستكبار العالمي، فزج به مع الآلاف من أبناء الرافدين قسرًا وإجبارًا، ووجد نفسه في قاطع الشوش.
قامت قوات الجمهورية الإسلامية بهجوم شامل وواسع من أجل تحرير منطقة الشوش، فوقع أسيرًا بتاريخ 27/02/1982م.
كانت فطرته السليمة سببًا رئيسيًّا في اندفاعه نحو المُثل والأخلاق الحميدة، وبناء الذات وسمو الروح وحب الجهاد في سبيل الله تعالى، دفاعًا عن المظلومين من أبناء الرافدين، فكان كثيرًا ما يلح على المسؤولين في معسكرات الأسر، ويصر عليهم عسى أن يجد متنفسًا عما يجيش في داخله من شعور وحماس جهادي، فظل مستمرًا على إصراره حتى اتيحت له الفرصة للالتحاق في صفوف قوات بدر بتاريخ 22/12/1987م، ضمن الدورة السابعة من دورات المتطوعين من معسكرات الأسر.
بعد إتمام الدورة التدريبية في معسكر الحر الرياحي، انضم إلى فوج جعفر الطيار عليه‌السلام، واشترك مع أفراد هذا الفوج في عمليات تحرير حلبچة بتاريخ 11/03/1988م فأبلى بلاءًا حسنًا حتى أثخن بالجراح ونقل على أثرها إلى المستشفى للعلاج.
بينما كان يعيش آلام الجراحات، وصلته أخبار عن استعداد إخوانه لخوض معركة جديدة من معارك الجهاد، فقرر ترك العلاج والإلتحاق بإخوانه رغم الجراح، شوقًا للتضحية والفداء من أجل المبادئ والقيم.
بتاريخ 15/04/1988م، اشترك في عمليات فك الحصار عن قمة بمو( ) المشرفة على مدينة حلبچة التي حاول العدو السيطرة عليها، فشن عدة هجمات بكافة قواته الخاصة بما فيها قوات الحرس الجمهوري، ولكنها باءت بالفشل، رغم محاصرته للقمة ثلاثة أيام، بفضل عزيمة المجاهدين الراسخة التي أبطلت أحلام العدو في استرجاع تلك القمة الحيوية من حيث الأهمية العسكرية.
وبينما كان أبوبرير يواصل مقاومته جنبًا الى جنب أخوته، سقطت قذيفة معادية بالقرب منه فاستقرت شظاياها في أماكن مختلفة من أعضاء جسده، سقط على أثرها شهيدًا بتاريخ 15/4/1988م ليرحل إلى ربه مخضبًا بدمه الزاكي.
شيع جثمانه الطاهر تشييعًا مهيبًا ووري الثرى في مقبرة جنة الشهداء( ) في مدينة مشهد المقدسة.
من وصيته رحمه‌الله:
أخي وهاب، إذا سمعت باستشهادي في سبيل الإسلام فبارك لوالدتي ووالدي.
أوصيكم بصلة الرحم والإحسان إلى الجار ومعونة الفقراء والمحتاجين.
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا

 

https://t.me/wilayahinfo

0

 

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...