الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / 232 الشهيدجابر مطشر عاگول الرميض – أبوحسن المالكي

232 الشهيدجابر مطشر عاگول الرميض – أبوحسن المالكي

عشيرة الرميض القاطنة في اطراف ناحية الاصلاح – محافظة ذي قار، إحدى عشائر آلبوصالح، من العشائر الأصيلة والمعروفة بموافقها الداعمة للدين والمرجعية، إشتهرت بالكرم، بل قرنت به، خصوصًا في حياة شيخها المرحوم بدر الرميض، الذي عرف بكرمه ومواقفه ضد المحتلين الانجليز، وبحبه وتعلقه بآل البيت عليهم السلام.
في تلك الأجواء، ولد جابر عام 1956م، فنشأ على طيبة اولئك القوم وتعلم منهم العادات الحسنة.
أكمل الدراسة الابتدائية ودخل المتوسطة ثم تركها واتجه للعمل ليشارك والده في تهيئة العيش الكريم لأسرته.
أستدعي للخدمة العسكرية الالزامية واستمر فيها حتى اندلاع الحرب وأجبر كألاف الشباب العراقي على الاشتراك فيها، فلم يكن يؤمن بتلك الحرب لعلمه بأن صداما قد أشعل فتيلها، لهذا ترك جبهة الباطل متحديا مخاطر حقول الالغام والأسلاك الشائكة، فوصل إلى الجمهورية الاسلامية بتاريخ 01/04/1984م، وقد سالت منه دموع الفرح وشعر بالاطمئنان النفسي رغم ترك الوطن والاهل، فأثناء تواجده في الجيش العراقي المتجاوز كان يعاني من تأنيب الضمير والشعور بالإثم.
نقل إلى أحد مخيمات اللاجئين في مدينة الاهواز، وبدأ يبحث عن طريق للأتصال بالمجاهدين فتحقق له ذلك والتحق بمجاهدي بدر ضمن الدورة الحادية‌عشرة بتاريخ 05/12/1984م، وكانت فرحته لاتوصف وهو يدخل المعسكر الذي اسس على التقوى والجهاد في سبيل الله، وكان فخورًا بارتداء زي الجهاد ويحمل السلاح بقامته الممشوقة وسواعده السمراء.
كان يطبق التمارين والفعاليات العسكرية بكل جدية، وكان مطيعًا لمدربي ومدرسي تلك الدورة بقسميها العسكري والعقائدي.
بعد انتهاء الدورة نسّبَ إلى فوج الامام موسى الكاظم عليه السلام، واشترك معه في عمليات عاشوراء التي نفذها المجاهدون في هور الحويزة وسيطروا فيها على النصف الشمالي لبحيرة ام النعاج بتاريخ 23/10/1985، وقد كان واجب فوجه على المحور الغربي للبحيرة، وكانت عمليات نوعية من حيث الدقة في الاستطلاع وسرعة العمل والمباغتة حيث استطاع المجاهدون فيها وبزمن قياسي السيطرة على مناطق أم مسحاة وابوعذبه وبرگة السواعد على الجانب الشرقي ومناطق الولد والمچري وأبوسيان( )على الجانب الغربي.
اشترك في معركة حاج عمران بتاريخ 1/9/1987 وفيها ابلى بلاءًا حسنًا، وكان من الابطال الذين ارتقوا تلك القمم الشامخة في كردستان.
لم تقف ايام جهاده عند ذلك بل سارع إلى الاشتراك في العمليات البطولية التي خاضها المجاهدون على أطراف مدينة البصرة بتاريخ 20/1/187م، وكان من الابطال الذين أذاقوا البعثيين مر الهزيمة.
شارك في العديد من الواجبات الجهادية منها معركة تحرير مدينة حلبچه بتاريخ 11/03/1988م، وكذلك عمليات نفوذية في أماكن مختلفة كان له فيها دور في جولات الاستطلاع نظرًا لخبرته وشجاعته وكتمانه السر.
اختير مع مجموعة مجاهدة لاستطلاع أهداف لأجهزة النظام القمعية في أماكن متفرقة في العراق، واتفقوا على ان يكون موعد العودة في زمان ومكان معين. كان واجبه في محافظة ذي قار، لكنه لم يستطع ان يأتي بنفس الموعد، فاضطر إلى الاختفاء في منطقته التي اجتاحها فيضان كبير بعد حين، فأخذ يبحث جادًّا في ترك العراق والخروج إلى دولة الكويت، فتهيأت له الفرصة واجتاز الحدود ليلًا بمعية أحد الأدلاء، قاطعا الصحراء مشيًا، حتى وصل إلى منطقة المطلاع( ) ثم إلى مدينة الجهراء — اول مدينة تقع شمال دولة الكويت ، وعمل في أحد الشركات هناك، ثم اتصل تلفونيًّا ليخبر اخوته في وحدة الاستخبارات بأنه موجود في الكويت ففرح راجي عبد الحسين( ) واخوته بسماع صوت أخيهم المجاهد أبوحسن المالكي واطمأنوا على سلامته بعد أن كانوا قلقين على مصيره المجهول.
في أحد الايام كان ابوحسن متجهًا للعمل، فألقى عليه القبض من قبل المباحث الكويتية، وأودع السجن لاجتيازه الحدود بصورة غير قانونية، وكادت المباحث الكويتية أن تسلمه للسلطات العراقية، الا انه أصر على أنه إيراني واعطاهم عنوان زوجته في مدينة شيراز، وبعد اتصالات بين السلطات الكويتية والسفارة الايرانية، منح ورقة دخول إلى ايران باعتباره مواطنا ايرانيا.
اتصل بوحدته وعاد مرة آخرى إلى ميادين الجهاد مع اخوته الذين سطروا بصبرهم وتحملهم واخلاصهم أروع صور الجهاد والتضحية.
عرف أبوحسن بأخلاقه العالية وشجاعته الفائقة وكرم نفسه، وعنه يقول المجاهد حسن عبد الغنامي( )«كان شهمًا شجاعًا مقدامًا لايعرف التعب والاستكانة. أما المجاهد حاتم المحمداوي( ) فيقول «كان أبوحسن المالكي عالي الهمة مؤمنًا شجاعًا، لاتأخذه في الله لومة لائم. أما زوجته العلوية أم حسين( ) فتقول «كان مؤمنًا خلوقًا لم أر كإيمانه واخلاقه، وكان سخيًّا يعطى المحتاجين من الجيران، وكان تاليًا للقرآن، وكانت جارتنا تجلس في فناء بيتها كي تسمع صوته وهو يرتل آيات من القرآن الكريم، وكان حريصًا على تربية أبنائنا تربية اسلامية، رغم الفترة القليلة التي عاشها معهم.
في شهر آب من عام 1991 ارتكب صدام حماقة جديدة بهجومه على الكويت، بعد إشارة من أسياده الامريكان باعترافه بعد أن شنت أمريكا الهجوم الجوي على العراق، إذ قال بالحرف الواحد دون خجل أو حياء « لقد غدر الغادرون…» فهل هناك أوضح من ذلك الدليل.
في تلك الظروف القاهرة والوضع المأساوي، نهض ابناء العراق من شماله إلى جنوبه في انتفاضة الخامس عشر من شعبان عام 1991م، فتحرك أبوحسن من مدينة شيراز متجهًا إلى إلى تلك الارض الطيبة التي تسلط عليها زنادقة البعث، فدخل نصرة لأبناء شعبه المظلومين مع مجموعة من المجاهدين فسيطروا على كل مدينة العمارة ونواحيها، لكن أمريكا سمحت للجيش الصدامي بضرب الثوار، فبدأت المواجهة بينه وبين الشعب العراقي.
كان أبوحسن مع الشيخ حسن الجزائري في ناحية المشرح عند هجوم الجيش الصدامي عليهم، فأشتبكوا معه في قتال مباشر وضربوا أروع الأمثلة في المقاومة والصمود، فبعد ان قتلوا مجموعة من الصداميين، أصيب أبوحسن باطلاقة في رأسه الشريف، فخر صريعًا وسالت دماؤه على أرض وطنه في13/03/1991، وعرجت روحه من هناك إلى ربها لترافق أرواح النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا.
سلام عليك أبا حسن يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا، وسلام على أهلك في العراق وعلى زوجتك وأبنائك الذين سيفخرون بك وستكون قدوة المظلومين والثائرين.

232

232-1
1. الشهيد جابر مطشر الرميض — أبوحسن المالكي
2. الشهيد راجي عبد الحسين — أبومنتظر الناصري
3. الشهيد جاسم العبائي — أبومحمد النجفي

 

 

https://t.me/wilayahinfo

0

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...