غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين[1]:
بعد فتح مكة في 20 رمضان من السنة الثامنة للهجرة بلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله زسلم) أنَّ هوازن وثقيفاً قد جمعت بحنين جمعاً كثيراً ورئيسهم مالك بن عوف النضري وهو ابن ثلاثين سنة فخرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكة في السادس من شوال ليتدبر أمر مواجهتهم.
وكان الكثير من جنود المسلمين ما زالوا حديثي العهد بالاسلام فطلبوا من النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)
في اثناء مسيره الى حنين ان يجعل لهم شجرة ذات أنواط مثلما عند الكفار يذبحون عندها ويعكفون عليها.
فوصف الله تعالى حالهم بقوله: ( إجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة)[2]
وحنين وادي بين مكَّة والطائف، كانت فيه الوقعة والمسلمون اثنا عشر ألفاً، منهم الذين حضروا فتح مكة وفيهم ألفان من الطلقاء. وقيل: عددهم ثمانية آلاف برواية مجاهد. وقال عطاء عن ابن عباس: ستة عشر ألفاً[3].
وتسكن هوازن في الجنوب الشرقي لمكةوحنين من اودية تهامة وهو اسم موضع في طريق الطائف إلى جنب ذي المجاز قال الواقدي بينه وبين مكة ثلاث ليال وقيل بضعة عشر ميلاً وكان سوقاً في الجاهلية.
وهوازن قبيلة كبيرة من العرب فيها عدة بطون ينسبون إلى هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن الياس بن مضر[4].
النصر الإلهي ودروس معركة حنين:
لقد لقن الله سبحانه المسلمين درساً في الحرب يتمثل في رجوع الأمر إلى النصر الإلهي أوّلاً وإلى قوانين السنن الحياتية ثانياً حيث كان المسلمون في المعارك السابقه يحالفهم النصر وهم أقل عدة وعدداً، وبهذا غرتهم في هذه المواجهة كثرتهم. من جهة اُخرى فإن هوازن وثقيف خرجت بكل ثقلها حتى النساء والاطفال لغرض زيادة الحمية في مقاتليهم وكانوا قد اختبأوا في منخفضات الوادي وشنوا هجوماً مفاجئاً مما أدى إلى مزار المسلمين إلا من شهد لهم التاريخ وهم الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)والامام علي(عليه السلام) وعدد من بني هاشم وقليل من الأصحاب. وذكر القرآن الكريم وصف دقيق لجوانب هذه المعركة، وهو قوله تعالى[5]:
( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ )[6]
وكانت العناية الالهية متمثلة في نزول الملائكة ومحاربة الكافرين إذ قال المشركون: أتانا رجال بيض على خيلٍ بُلقٍ فوالله ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى[7].
——————————————————————————–
[1] ـ المصادر التي ذكرت وقوع المعركة في العاشر من شوّال، هي: البداية والنهاية: ج 3، ص 524؛ طبقات الكبرى لابن سعد: ج 2، ص 452 المغازي للواقدي: ج 2، ص 892. والتي ذكرتها في أيام اُخرى من شوّال هي: تاريخ ابن خلدون قد ذكر فيه الحادثة في (1) شوّال ج 2، ص 463 وتوضيح المقاصد للبهائي: ص 63 ذكر (3) شوال والكامل لابن الاثير ذكر : ج2، ص 261 في شوّال مطلقاً ولم يحدّد يوماً معيّناً.
[2] ـ سيرة أبي حاتم 1/346 البداية والنهاية 4/372، والآية: 138 من سورة الأعراف.
[3] ـ راجع تفسير القرطبي 8/98، تفسير الفخر الرازي 6/18، سيرة ابن هشام 4/83.
[4] ـ سيرة ابن دحلان 2/96، معجم البلدان :2/359.
[5] ـ مغازي الذهبي: 578.
[6] ـ التوبة : 25 ـ 26.
[7]ـ راجع مغازي الواقدي 3/892، تاريخ الطبري 3/82، سيرة ابن هشام 4/122 ، مغازي الذهبي (تاريخ الاسلام): 574.
المصدر:مؤسسة السبطين العالمية