أثار الباحث السوري في الحضارة الإنسانية والنشوء البشري، أسد زيتون، ضجة كبيرة على موقع “فيسبوك”، وذلك بعد أن قام بنشر دراسة لغوية وتاريخية مُعمّقة حول تفسير ومعاني بعض السور والآيات من كتاب القرآن
وقال الباحث في منشور له على صفحته: لم يُفاجئني ولم يصعقني أمراً في حياتي أكثر من جهل العرب والمسلمين بتاريخهم وتراثهم، وإذا كانت الأمم جميعها قدّ مرّت بظروف مشابهة لتلك التي داست بحوافر خيلها وبعيرها جباه القوم وعيونهم، إلاّ أنّ ما توفّر للعرب والمسلمين بثبوت النصّ القرآني لم يتوفّر لغيرهم عبر الأزمنة التي نعرفها وقرأناً عنها حتّى الآن.
ورغم أن مناقشة تفاسير الكتب المقدسة خارج الاجتماعات الرسمية اللاهوتية قد تلامس درجة معينة من الحساسية والخطورة، نظراً لما فيها من حساسيات تتعلق بالمعتقدات المذهبية على اختلاف مشاربها عند البشر، إلا أن هذا الأمر لم يمنع الباحث زيتون من طرح أفكاره للنقاش والأخذ والرد بهدف الوصول إلى حقيقة بعيدة عن التفسير الخاطئ لكتاب مثل القرآن.
وقال الباحث: يقول القرآن بوجود قومٍ حملهم نوح بسفينته وليسوا من ذريّتهِ، وبوجود أممٍ أخرى في الأرض لم يأتِ عليهم الطوفان (قيلَ يا نوح اهبط بسلامٍ منّا وبركاتٍ عليك وعلى أممٍ ممّن معك وأممٍ سنُمتّعهم ثمّ يمسّهم منّا عذابٌ عظيم) هود48، وهذا ما أقرّه العلم، ولكنّهم يُصرّون على أنّ البشرية كلّها قد جاءت من ذريّة نوح بعد الطوفان الذي لم يبقِ إلاّ على نوح وبقيةٌ من أهلهِ… ويقولُ القرآن، أن إبراهيم الخليل من شيعة نوح لا من ذريّته (سلامٌ على نوحٍ في العالمين * إنّا كذلك نُجزي المحسنين * إنّهُ من عبادنا المؤمنين * ثمّ أغرقنا الآخرين * وإنّ من شيعته لإبراهيم) الصافّات79-83، ويصرّ الباحثون بالعنعنة والإسناد أن إبراهيم من ذريّة سام بن نوح…
معنى “حور العين”…تكشفها اللغة الآرامية السريانية
وبيّن زيتون أنه ومع ذلك فإن الباحثون “العباقرة” معتصمون بحبل الروايات الكاذبة، بدل الاعتصام بحبل الله، ولا يخجلون من تفضيل روايته عن هلاك قوم عاد بالصيحة لا بريح صرصر كما يقول القرآن.
وفي دليل له على استمرار الفهم اللغوي المعنوي الخاطئ لكتاب القرآن. أشار الباحث إلى أن حقائق العلم الحديث وسلطان حججه أثبتت بما لا يقبل الشكّ صواب ما يقوله القرآن منذ أكثر من أربعة عشر قرناً.
وساق مثالاً عن ذلك عندما نوه بحيرة علماء الغرب من دقّة وصف السومريين أنفسهم لكواكب المجموعة الشمسيّة قبل آلاف السنين من الميلاد، مؤكداً أنها ليست بأشدّ ممّا وجدوه من صدق الحقائق العلميّة في القرآن، ومشيراً إلى أن صدمة العلماء — الذين درسوا الألواح السومرية — التي وجدوا فيها ما اكتشفوه حديثاُ بأجهزتهم الدقيقة، ووجدوا ما لم يكتشفوه حتّى الآن، وأذهلهم التطابق بين أمهات تلك الألواح وبين النصوص القرآنيّة. وإنّ بعض التفاصيل المدفونة في باطن الأرض منذ آلاف السنين قبل الميلاد، لا وجود لها في أيّ مصدرٍ آخر خلا نصوص القرآن ودون أيّ رابط معروفٍ بينهما خلال تلك الآلاف من السنين.