20 إلى وَلَدِيْ – شرح وصيّة العلامة الحلي رحمه الله
31 يوليو,2017
طرائف الحكم
833 زيارة
(وعليكَ بتلاوة الكتاب العزيز) فإنّه هدىً من الضلالة، وتبيانٌ من العمى، واستقالةٌ من العثرة، ونورٌ من الظلمة، وضياءٌ من الأحداث، وعصمةٌ من الهلكة، ورشدٌ من الغواية، وبيانٌ من الفتن، وبلاغٌ من الدنيا إلى الآخرة، وفيه كمال الدين، وشفاء ما في الصدور114. وعنه صلى الله عليه واله وسلم: “أفضل العبادة قراءة القرآن”115.
113-التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص 340، ح 216.
114-الكليني، الكافي: ج 2، ص 601.
115-الحرّ العاملي، وسائل الشيعة: ج، ص 168، الباب 1، من أبواب قراءة القرآن، ح 11.
وعنه صلى الله عليه واله وسلم: “القرآن غنى لا غنى دونه ولا فقر بعده”116. وعنه صلى الله عليه واله وسلم: “إنّ هذا القرآن حبل الله، وهو النور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسّك به، ونجاة لمن تبعه، لا يعوجّ فيقوّم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا يخلق عن كثرة الردّ، فاتلوه فإنّ الله يأجركم على تلاوته بكلّ حرف عشر حسنات. أما إنّي لا أقول “ألم” عشر، ولكن أقول: “ألف” عشر و”لام” عشر و”ميم” عشر”117.
(والتفكّر في معانيه) فعنه صلى الله عليه واله وسلم: “وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكم، وباطنه علم، ظاهره أنيق، وباطنه عميق، له نجوم وعلى نجومه نجوم، لا تحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه، (فيه) مصابيح الهدى، ومنار الحكمة، ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة،
116-محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج 89، ص 19، ح 18.
117-البروجردي، جامع أحاديث الشيعة، ج15، ص 8، ح 9.
فليجلُ جالٍ بصره وليبلغ الصفة نظره ينج من عطب، ويتخلّص من نشب، فإنّ التفكّر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور، فعليكم بحسن التخلّص وقلّة التربّص”118.
(وامتثال أوامره ونواهيه) فإنّ من لم يمتثلها كان مستخفّاً به نابذاً له وراء ظهره.
(وتتبّع الأخبار النبويّة والآثار المحمّدية، والبحث عن معانيها واستقصاء النظر فيها) فمنها تعلم أصول الدين وفروعه، وفيها تفصيل جمل القرآن وتفسير معضلاته، وتبيين متشابهه ومبهماته، وبيان الناسخ والمنسوخ.
(وقد وضعت لك كتباً متعدّدة في ذلك كلّه) أي في الفقه، وهو يشمل الكلام والقرآن والحديث، وكتبه في كلّ من ذلك
118-الكليني، الكافي: ج 2، ص 599.
معروفة (هذا ما يرجع إليك) من الوصايا.
(وأمّا ما يرجع إليَّ ويعود نفعه عليَّ) أوّلاً وإن استلزم انتفاعه به أضعاف ذلك (فأن تتعهّدني بالترحّم في بعض الأوقات، وأن تهدي إليَّ ثواب بعض الطاعات) فإذا مات الإنسان انقطع عمله إلّا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له. وقال الصادق عليه السلام لامرأة توفّيت ابنتها: “عليك بالدعاء، فإنّه يدخل عليها كما يدخل البيت الهديّة”119.
2017-07-31