في كل عام بمناسة يوم القدس العالمي الذي اطلقه مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية تقام في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، المسيرات العارمة والندوات والاجتماعات والمؤتمرات، بهدف دعم الشعب الفلسطيني المظلوم، وتؤكد خلالها شخصيات سياسية و ثقافية عالمية على اهمية هذا اليوم و دعم الشعب الفلسطيني.
وتنطلق في هذا اليوم مسيرات في كل انحاء العالم لدعم الفلسطينيين ضد الكيان الصهيوني المحتل وسياساته العنصرية ولادانة جرائم هذا الكيان ضد الشعب الفلسطيني، ولكن يوم القدس هذا العام له خصائص تميزه عن السنوات السابقة، وسيشار اليها في هذا المقال.
وللاسباب التالية يمكن القول ان يوم القدس هذا العام مختلف عن الاعوام السابقة:
– تفاقم الانقسامات والخلافات بين الدول الاسلامية والعربية؛ ان العالم الاسلامي يعاني لاسباب مختلفة من الانقسام والانشقاق بحيث اصبحت هذه المشكلات تشكل سبب القلق الرئيسي للدول الاسلامية والعربية وتبعدها عن معالجة القضايا الاساسية والمحورية للعالم الاسلامي والتي هي فلسطين، هذه الخلافات استمرت الى حد اخرجت فيه القضية الفلسطينية من جدول اعمال الدول الاسلامية، ولم تبقى قضية العالم الاسلامي الاولى وتم تقليل اهميتها الى ادنى درجة.
– السعي لتطبيع علاقات الدول العربية مع الكيان الصهيوني؛ بعض الدول العربية التي كانت تعتبر القضية الفلسطينية جزءا من اولوياتها الاساسية والتي كان لديها ايضا حساسية تجاهها، قامت ذات مرة بمعاقبة بلد بسبب السياسية احادية الجانب والسلام مع الكيان الصهيوني، كما قامت بطرده من جامعة الدول العربية، لكنها في الوقت الحالي تعيش حالة من اللامبالاة وتتسابق لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وهي مستعدة لتقديم امتيازات كبيرة لهذا الكيان الغاشم بهدف السلام وتطبيع العلاقات، ولكن هذا الخطر تعمق الى ابعد من ذلك حيث كانت هذه الدول تسعى سابقا بالخفاء لاقامة علاقات مع الكيان الصهيوني اما الآن فهي بصدد تطبيع العلاقات العلنية مع هذا الكيان. حتى ان صحيفة “التايمز” تطرقت الى المباحثات الدبلوماسية بين السعودية والكيان الصهيوني التي تهدف الى تاسيس علاقات اقتصادية رسمية بين الجانبين.
محاولة الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني لم تعد خافية على احد، حيث يعلن مسؤولو الكيان الصهيوني بشكل رسمي ان الدول العربية لم تعد ترى الكيان الصهيوني عدوا لها و تصريحات وزير حرب الكيان الصهيوني السابق في هذا الصدد يستحق الوقوف عندها؛ حيث قال وزير الحرب السابق للكيان الصهيوني “موشيه يعلون”، في الذكرى الخمسين لحرب الايام الستة التي أقيمت مؤخرا في جامعة “تل ابيب”، “لم يعد يوجد بعد الان تحالف عربي ضدنا”
وأضاف، ” لم يعد يوجد اي تحالف عربي، بالتاكيد ليس ضدنا، التطورات التي حدثت في منطقة الشرق الاوسط خلال السنوات الماضية جعلت الصراع العربي الاسرائيلي هامشيا”
وتابع،”نحن والعرب ، نفس العرب الذين نظموا تحالفا ضدنا في حرب الايام الستة، نراهم اليوم شريكاً لنا في وجهة النظر “
-“الايرانو فوبيا” واستبدال عدو وهمي وافتراضي مكان العدو الاصلي؛ السعودية ووسائل الاعلام المرتبطة بالكيان الصهيوني تسعى الى تنميق صورة الاحتلال وعنصرية الكيان الصهيوني، وعبر “الايرانو فوبيا”، يحرفون تركيز العالم الاسلامي عن العدو الرئيسي اي الكيان الصهيوني ويوجهون انظاره الى ايران، وهم يسعون الى غرس حقيقة ان ايران هي الخطر على الدول العربية وليس الكيان الصهيوني، وهذا الخطاب يسمع حتى عن لسان قادة الكيان الصهيوني الذين يدعون ان الدول العربية لم تعد عدوة لهم.
-انتشار الارهاب وخطر ترويج الفكر المتطرف في المنطقة الذي يروج وينشر من قبل دول جميع الدول الاقليمية والدولية؛ احدى القضايا التي يتصارع معها العالم الاسلامي والدول العربية هي تهديد الارهاب و محاربة المجموعات التكفيرية، هذا التهديد اكثر خطرا من الحرب الخارجية حيث دخلت سوريا والعراق في هذا الصراع.
اعداء الجمهورية الاسلامية الايرانية يحاولون جر الفوضى الى داخل ايران، فإذا كان مسؤولو الانظمة العربية يعملون على دعم المجموعات الارهابية بالمال والسلاح بالخفاء لكنهم في هذه الايام يصرحون عن النية بنقل الصراع فعليا الى داخل ايران، وهذا الامر يتطلب وحدة وتضامن الشعب الايراني لمواجهة التحديات الخارجية.
تلك الاجواء التي يقام فيها يوم القدس العالمي هذا العام، السبب الذي يميز هذا العام عن الاعوام السابقة، لذلك ان العالم الاسلامي بما في ذلك الشعب الايراني سيطلقون في ذكرى احياء هذا اليوم صرخة واحدة ضد الاحتلال، وسيحولون هذا اليوم الى رمز لوحدة العالم الاسلامي.
https://t.me/wilayahinfo