أيها الموالون لا تيأسوا
إذن البكاء الذي دعا إليه أهل البيت عليهم السلام ليس ضعفاً، إنما هو قوّ وجهاد، وإظهار للمظلومية بأسلوب الحزن والبكاء. فهم لا يدعون إلى اليأس والانهزام النفسي، بل إلى الأمل والطمأنينة إلى مستقبل زاهر يحكمه الإسلام الأصيل، إسلام محمد وعلي وأهل بيته عليهم السلام.
يقول القائد دام ظله مشيراً إلى دور أهل البيت عليهم السلام في تقوية قلوب شيعتهم وتأميلها بالمستقبل:
“ومع كل ذلك، يتجنّب الإمام الباقر عليه السلام أي مواجهة حادة ومجابهة مباشرة مع الجهاز الحاكم…
ولكن هذا الأسلوب لم يكن يمنع الإمام عليه السلام من توضيح “حركة الإمامة” لأتباعه الخلّص. وإذكاء أمل الشيعة الكبير، وهو إقامة النظام السياسي بمعناه الصحيح العلوي في قلوب هؤلاء، بل يعمد أحياناً إلى إثارة عواطفهم بالقدر المطلوب على هذا الطريق، والتلويح بمستقبل مشرق هو أحد السبل التي مارسها الإمام الباقر عليه السلام مع أتباعه. وهو يشير أيضاً إلى تقويم الإمام عليه السلام للمرحلة التي يعيشها من الحركة.