الإمام الحسين عليه السلام
الحديث عن الإمام الحسين عليه السلام يأخذ حرارته من الحديث عن ثورته وشهادته، التي كان فيها دروس، يستلهمها المسلمون المخلصون، يقول القائد دام ظله عن ثورة الحسين المعطاءة المباركة:
“… إذن ثورة الإمام الحسين عليه السلام كانت تأدية لواجب وهو عبارة عن وجوب الثورة على كل مسلم حال رؤية تفشي الفساد في جذور المجتمع الإسلامي بحيث يخاف من تغيير كلي في أحكام الإسلام، وكانت الظروف مؤاتية، وعلم بأن لهذه الثورة نتيجة، وليس شرطاً البقاء حياً وعدم القتل وعدم التعرّض للتعذيب والأذى والمعاناة. فالحسين عليه السلام قد ثار وأدّى هذا الواجب عملياً ليكون درساً للجميع، وقد تتوفر الظروف المناسبة لأي أحد للقيام بهذا العمل على مر التاريخ.
طبعاً الظروف لم تكن مؤاتية في عصر سائر الأئمة عليهم السلام من بعد الإمام الحسين عليه السلام، وهذا الأمر له تفسير وهو وجود أعمال مهمّة أخرى وجب القيام بها فلم تتوفر هذه الظروف بعد ذلك في المجتمع الإسلامي إلى أواخر عصر الأئمة عليهم السلام وبداية عصر الغيبة، لكن قد تتوفر مثل هذه الظروف في الدول الإسلامية على مر التاريخ، وقد تكون الأرضية في بعض أقطار العالم الإسلامي الآن مهيئة لقيام المسلمين بذلك أيضاً، فإن قاموا بذلك فقد صانوا الإسلام وضمنوا بقاءه…
إن الإمام الحسين عليه السلام قد علّم التاريخ الإسلامي درساً عملياً عظيماً، وضمن بقاء الإسلام في عصره وسائر الأعصار. فأينما وجد مثل هذا الفساد، كان الإمام الحسين عليه السلام حيّاً حاضراً هناك يعلّمنا بأسلوبه وفعله ما يجب علينا عمله. لهذا يجب أن يبقى اسم الحسينعليه السلام حياً وتبقى ذكرى كربلاء حيّة…
ومع الأسف إن درس عاشوراء ليس معروفاً في سائر الدول الإسلامية كما ينبغي…
والحقيقة فإن ما هو أمام أعيننا من واقعة عاشوراء التي لا نظير ولا مثيل لها بين جميع الحوادث والفواجع البشرية، وكما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام والإمام الحسن عليه السلام على ما ورد في الروايات:
“لا يوم كيومك يا أبا عبد اللَّه”8.
هذا اليوم هو يوم عاشوراء وهذه أيام بكاء ونعي. إن كربلاء كلها عزاء ومصائب، وحوادث عاشوراء كلها بكاء وألم…”.