الرئيسية / من / طرائف الحكم / الشعائر الحسينية إحياؤها وأبعادها 03

الشعائر الحسينية إحياؤها وأبعادها 03

الشعائر الحسينيّة:

وفي هذا السياق يقع الحديث عن الشعائر الحسينيّة, التي لها دور مزدوج بالغ الأهميّة:

فهي أوّلاً: وسائل للتعبير عن انشداد الجمهور إلى عاشوراء وارتباطهم العاطفيّ بهذا الحدث المهمّ, والذي يعتبر من أهمّ أحداث التاريخ الإسلاميّ.

 

ولها ثانياً: دور فاعل في إذكاء جذوة الثورة والتحريك لذكرى هذا اليوم الحسّاس في تاريخ المسلمين.

 

وبذلك فإنّ للشعائر الحسينيّة دور “التعبير” عن عواطف الجمهور, ودور “التفعيل” للحالة الثوريّة والحركيّة لهذا اليوم

الخطير في تاريخ الإسلام. ولا نعرف يوماً آخر في تاريخ الإسلام يستقطب عواطف الجمهور بقوّة ويفعّل في نفوسهم الحالة الحركيّة والعاطفيّة كهذا اليوم. ولا شكّ أنّ لهذه الشعائر قيمة كبيرة في كلّ ذلك[1].

 

كما أنّ لها أدواراً عديدة تتصل بها هي أعمق من ذلك وأكبر نشير منها إلى:

الدور العميق في حفظ الرسالة الإسلاميّة, وبقاء الدّين الحقّ, الدّين المحمّديّ الأصيل, وإحيائه من جديد.

كذلك لها الدور الأساس في تثبيت أهداف نهضة الإمام الحسين عليه السلام في نفوس الموالين والمحبّين والمسلمين, كما في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي تعدّ إقامة الشعائر الحسينيّة من أوضح مظاهر إحيائه.

 

كما أنّ لها الدور الكبير في تثبيت مودّة أهل البيت عليهم السلام المفروضة على الأمّة في قوله تعالى: ﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى[2], بما تحقّقه من إبراز للمحبّة, كما لها دور أساس في التبرّي من أعدائهم, فإنّ التألّم لمصابهم عليهم السلام

والحزن لحزنهم هو نوع من التولّي لهم والتبرّي من أعدائهم, بما يكشفه من تضامن معهم والوقوف في صفّهم, فإنّ علامة المودّة هي الفرح لمن تودّه, والحزن لحزنه, وعلامة البغضاء والعداوة هي الفرح لحزن المبغوض والحزن لفرح المبغوض.

 

وكذلك في إقامة هذه الشعائر إحياء لأمر الأئمّة عليهم السلام, حيث ورد عنهم القول: “رحم الله من أحيا أمرنا[3].[4]

 

[1] الشعائر الحسينيّة، إعداد السيّد محمود الغريفي، نقلاً عن مقالة للشيخ محمّد مهدي الآصفي بعنوان: الشعائر الحسينيّة ودورها الفاعل في تاريخ الأمّة، ص 103- 104.

[2] سورة الشورى، الآية: 23.

[3]  بحار الأنوار، ج 51، ص 2.

[4] أنظر: الشعائر الحسينيّة بين الأصالة والتجديد، ص38.

 

شبكة المعارف الإسلامية

 

https://t.me/wilayahinfo

 

[email protected]

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...