التوحيد والتقوى أساسان لقيام المساجد
قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾36.
32- بحار الأنوار، ج81، ص23.
33- وسائل الشيعة، ج3، ص518.
34- مستدرك الوسائل، ج3، ص371.
35- بحار الأنوار، ج74، ص85.
36- التوبة، 107-108.
نزلت هاتان الآيتان في رهط من المنافقين أقدموا على بناء مسجد في المدينة عرف فيما بعد بمسجد ضرار بتحريك من أبي عامر النصرانيّ لتحقيق أهداف مشؤومة، تحت واجهة هذا الاسم المقدّس. لكنّ الله سبحانه وتعالى أمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بعدم القيام في هذا المسجد الذي يراد منه تفريق المسلمين ونشر الكفر والإلحاد، وطلب منه القيام في المسجد الذي يؤسّس على التقوى والهدف الإلهيّ، ومهما يكن من أمر، فإنّنا نستنتج من هذا أنّ المسجد يجب أن يؤسّس على التقوى والطهارة باعتباره مركزاً لتبلور العبودية والدعاء والخضوع للّه تعالى ومحيطاً للطهارة والقداسة، وأيّ بناءٍ يقام تحت اسم المسجد لتحقيق أغراض دنيئة، يجب السعي لهدمه، كما أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهدم مسجد ضرار وإحراقه.
مفاهيم رئيسة
1- لقد عَظَّم الإسلامُ المسجد وأعلى مكانتَه، ورسَّخَ في النفوس قدسيتَه، فأضافه اللهُ تعالى إليه إضافة تشريفٍ وتكريم فقال تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾.
2- إنّ دور المسجد لا يقتصر على الجانب العباديّ فقط، بل هو مدرسة متكاملة وله دوره البارز في تثقيف الأمـّة وبث الوعي فيها وتنمية الجانب العلميّ والثقافيّ.
3- كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يقود الأمة ويحرّك الجيوش الإسلامية من المسجد، وفيه يتلقّى الوحي الإلهيّ والتنزيل القرآنيّ، وفيه يبثّ الأحكام الإلهية والتعاليم الدينية.
4- من فوائد الذهاب إلى المسجد والجلوس فيه: ما روي عن الإمام عليّ عليه السلام: “من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى الثمان: أخاً مستفاداً في الله، أو آية محكمة، أو رحمة منتظرة أو كلمة ترّده عن ردى، أو يسمع كلمة تدلّه على هدى، أو يترك ذنباً خشية أو حياءً”.
5- تشكو المساجد من جيرانها الذين يهجرونها فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: “شكت المساجد إلى الله تعالى الذين لا يشهدونها من جيرانها، فأوحى الله عزّ وجلّ اليها: وعزّتي وجلالي لا قبلت لهم صلاة واحدة“.
6- ينبغي على المؤمن أن يلتزم بآداب المساجد والتي منها: عمارتها ونظافتها، إضاءتها، مراعاة آداب الدخول إليها، الوضوء، اللباس الحسن، التحية والدخول بالرجل اليمنى، الابتعاد عن حديث الدنيا، عدم رفع الصوت، عدم النوم في المسجد.
الولاية الاخبارية