إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كلّ ما جزع
ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن علي (عليه السلام)،
فإنّه فيه مأجور.
الإمام الصادق (عليه السلام)
مجالسُ تصنع الشهداء
إن مجالس العزاء ورثاء سيّد المظلومين (عليه السلام)، وبيان ظلامة مَن فدى في سبيل الله وطلباً لمرضاته روحَهُ وأرواح أصحابه وأولاده، هي التي تصنع شباباً يتوجهون إلى جبهات القتال طلباً للشهادة وافتخاراً بها، ويتحسّرون على الشهادة إن لم يصيبوها، وهي التي تصنعُ أمّهات يفقدن أولادهنّ ثمّ يقُلن: لا زال عندي الولد والولدان. إنّ مجالس سيد الشهداء ومجالس الدعاء هي التي تصنع أمثال هؤلاء.
لو فهم بعض الناس حقاً وأفهموا الآخرين ما القضية، ولماذا اكتسب هذا البكاء كل هذا الأجر عند الله لما قالوا عنّا بكائين؛ بل لقالوا “ملحميّين”.
الإمام الخميني قدس سره
تشخيص التكليف
ثَمَّةَ دروس جدّاً في قضيّة ثورة عاشوراء؛ وأحد هذه الدروس هو: إنّ الحسين بن عليّ (عليهما السلام) قد شخّص في فصل حسّاس جدّاً من تاريخ الإسلام، الوظيفة الأساس من بين الوظائف المتنوّعة والتي لها مراتب متفاوتة في الأهمّيّة، وقام بإنجازها. ولم يخطئ أو يشتبه في معرفة ما كان العالم الإسلاميّ في ذلك اليوم بحاجة إليه. في حين كان تشخيص الوظيفة الرئيسة دائماً يمثّل إحدى نقاط الخلل والضعف في حياة المسلمين في المراحل الزمنيّة المختلفة.
الإمام الخامنئي دام ظله
علّمنا الإمام الحسين (عليه السلام)
الإمام الحسين (عليه السلام) علّمنا الموقف الخالد، المدرسة الكاملة في الإيمان، في الجهاد، في السياسة، في الحياة، في الاجتماع، في الموقف،» ألا إنّ الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلّة وهيهات منّا الذلّة . «لماذا يا أبا عبد الله؟ يقول: يأبى الله لنا ذلك، ورسوله والمؤمنون، ونفوس أبية، وأنوف حميّة. من ماذا؟ من أن نؤثِر طاعة اللئام على مصارع الكرام. شهداؤنا من علمائنا وقادتنا ومجاهدينا، جرحانا من رجالنا ونسائنا، دليل على أننا لن نؤثِر طاعة اللئام على مصارع الكرام، لن نتنازل عن كرامتنا في لحظة من اللحظات، وهذا هو موقفنا الذي سيبقى.
سماحة السيد حسن نصر الله حفظه الله
أعظم الأيام مصيبة
عن عبد الله بن الفضيل الهاشمي قال: قلت لأبي عبد الله(عليه السلام) : يا ابن رسول الله كيف صار يوم عاشوراء يوم مصيبة وغمّ وحزن وبكاء، دون اليوم الذي قُبض فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، واليوم الذي ماتت فيه فاطمة (عليها السلام)، واليوم الذي قُتل فيه أمير المؤمنين (عليه السلام)، واليوم الذي قُتل فيه الحسن (عليه السلام) بالسّمّ؟
فقال: إنّ يوم قَتل الحسين (عليه السلام) أعظم مصيبة من جميع سائر الأيام، وذلك أن أصحاب الكساء الذين كانوا أكرم الخلق على الله كانوا خمسة، فلما مضى عنهم النبي (صلى الله عليه وآله)، بقي أمير المؤمنين وفاطمة (عليهما السلام) والحسن والحسين (عليهما السلام)، فكان فيهم للناس عزاء وسلوة.
فلما مضت فاطمة (عليها السلام)، كان في أمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهما السلام) للناس عزاء وسلوة.
فلما مضى منهم أمير المؤمنين (عليه السلام)، كان للناس في الحسن والحسين (عليهما السلام) عزاء وسلوة، فلما مضى الحسن (عليه السلام) كان للناس في الحسين عزاء وسلوة.
فلما قُتل الحسين صلى الله عليه، لم يكن بقي من أصحاب الكساء أحد للناس فيه بعده عزاء وسلوة، فكان ذهابه كذهاب جميعهم، كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم، فلذلك صار يومه أعظم الأيام مصيبة.
أميري حسين ونعم الأمير
عاشق الإمام الحسين(عليه السلام)
يقول حجة الإسلام فرقاني: يوم وفاة السيد مصطفى الخميني نجل الإمام (قدس سره) حرص السيد أحمد أن يجري وبتنسيق مع بعض الإخوة لقاء مع الإمام (قدس سره) ومن خلال الحديث الدائر في حضرته يمكن التلميح إلى تلك الحادثة المحزنة، ولكن خلال اللقاء الذي تمّ لم يتمالك السيد أحمد نفسه فانفجر باكياً ولم يستطع السيطرة على عواطفه، فالتفت الإمام (قدس سره) إليه قائلاً : “ما بك يا أحمد؟ هل مات مصطفى؟ إن أهل السموات يموتون وكذلك أهل الأرض ولا يبقى منهم أحد وكلُّهم يفنون، ..”.. ثم اتجه إلى الآخرين وقال لهم: “أيها السادة اذهبوا إلى إنجاز ما ينتظركم من أعمال”.
ثم انتقل الإمام (قدس سره) إلى صحن الدار لتقبل التعازي … وبعدها توجّه إلى المسجد لصلاة الجماعة كالمعتاد، فتعجبت من ذلك. وفي المسجد عقدت الدهشة ألسنة الحاضرين حتى قال الجميع : “إن الخميني لا يبكي أبداً “. ولكن هذه الصورة تبدلت تماماً حين عقد مجلس عزاء حسيني إثر الانتهاء من أداء الفريضة حيث بكى بكاءً شديداً عندما ذكرت مصائب أهل البيت (عليهم السلام).
وصية شهيد
إن الشهادة هي الموت الواعي على طريق الهدف المقدس والسعي نحو هذا الهدف هو الجهاد وهو واحد من مبادئ الإسلام.
وطريقنا كما تعلمون طريق طويل شاق يحتاج إلى كثير من التضحيات وشجرة الإسلام لا ترويها إلا دماء الشهداء. حاولوا دائماً أن تتذكّروا ذلك اليوم الحار الذي وقف الإمام الحسين (عليه السلام) فيه وحيداً وتذكروا أمّ المصائب زينب (عليه السلام) وهي تودّع أخاها، تذكّروها وهي تقدم له جواد الموت، تذكروا دائماً ذلك الموقف العظيم، تذكروا كل مصائب عاشوراء، وما حلّ بالأبطال الأبرار والأيتام الأطهار.
إن لكل زمان حسيناً ولكل زمان يزيد، أوصيكم إخواني أن لا تخذلوا حسين عصركم ولا تستوحشوا طريق الهدى لقلة سالكيه.