المراجعات بقلم الإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي18
21 فبراير,2018
بحوث اسلامية, صوتي ومرئي متنوع
911 زيارة
80 – محمد بن فضيل – بن غزوان أبو عبد الرحمن الكوفي ، عده
ابن قتيبة من رجال الشيعة في كتابه – المعارف – ( 378 ) وذكره ابن سعد في
ص 271 من الجزء 6 من طبقاته ، فقال : وكان ثقة صدوقا كثير الحديث
متشيعا ، وبعضهم لا يحتج به . ا ه . ( 379 ) وذكره الذهبي في باب من
عرف بأبيه من أواخر الميزان فقال : صدوق شيعي ( 380 ) ، وذكره في
المحمدين أيضا فقال : صدوق مشهور ، وذكر أن أحمد قال : أنه حسن
الحديث شيعي ، وأن أبا داود قال : كان شيعيا محترقا ، وذكر أنه كان
صاحب حديث ومعرفة ، وأنه قرأ القرآن على حمزة ، وأن له تصانيف ،
وأن ابن معين وثقه ، وأحمد حسنه ، والنسائي قال : لا بأس به (
381 ) . قلت : احتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم ( 382 ) ،
ودونك حديثه في صحيح البخاري ومسلم عن كل من أبيه فضيل ،
والأعمش ، وإسماعيل ابن أبي خالد وغير واحد من تلك الطبقة ، روى
عنه عند البخاري محمد بن نمير ، وإسحاق الحنظلي ، وابن أبي شيبة ،
ومحمد بن سلام ، وقتيبة ، وعمران بن ميسرة ، وعمرو بن علي ، وروى
عنه عند مسلم عبد الله بن عامر ، وأبو كريب ، ومحمد بن طريف ،
وواصل بن عبد الأعلى ، وزهير ، وأبو سعيد الأشج ، ومحمد بن يزيد ،
ومحمد بن المثنى ، وأحمد الوكيعي ، وعبد العزيز بن عمر بن أبان . مات
رحمه الله تعالى بالكوفة سنة خمس ، وقيل أربع وتسعين ومئة .
81 – محمد بن مسلم – بن الطائفي ، كان من المبرزين في أصحاب
الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام ، وقد ذكره شيخ الطائفة أبو
جعفر الطوسي في كتاب رجال الشيعة ، وأورده الحسن بن علي بن داود في
باب الثقات من مختصره ( 383 ) ، وترجمه الذهبي فنقل القول بوثاقته عن
يحيى بن معين وغيره ، وأن القعنبي ، ويحيى بن يحيى ، وقتيبة ، رووا
عنه ، وأن عبد الرحمن بن مهدي ذكر محمد بن مسلم الطائفي فقال :
كتبه صحاح ، وأن معروف بن واصل قال : رأيت سفيان الثوري بين
يدي محمد بن مسلم الطائفي يكتب عنه ( 384 ) . قلت : وإنما ضعفه
من ضعفه لتشيعه لكن تضعيفهم إياه ما ضره وذاك حديثه عن عمرو بن
دينار موجود في الوضوء من صحيح مسلم ( 385 ) ، وقد أخذ عنه – كما
في ترجمته من طبقات ابن سعد ( 1 ) كل من وكيع بن الجراح وأبي نعيم ،
ومعن بن عيسى ، وغيرهم . مات رحمه الله تعالى سنة سبع وسبعين
ومئة ، وفي تلك السنة مات سميه محمد بن مسلم بن جماز بالمدينة ، وهما
اثنان ترجمهما ابن سعد في الجزء 5 من طبقاته .
82 – محمد بن موسى – بن عبد الله الفطري المدني ، أورده الذهبي
في ميزانه ( 386 ) ، فنقل نص أبي حاتم على تشيعه ، وروي عن
الترمذي توثيقه ، ووضع على اسمه رمز مسلم وأصحاب السنن (
387 ) ، إشارة إلى احتجاجهم به ، ودونك حديثه في الأطعمة من
صحيح مسلم يرويه عن عبد الله بن عبد الله ابن أبي طلحة ، وله عن
المقبري وجماعة من طبقته ، وقد روى عنه ابن أبي فديك ، وابن مهدي ،
وقتيبة ، وعدة من طبقتهم .
83 – معاوية بن عمار – الدهني البجلي الكوفي ، كان وجها في
أصحابنا ومقدما عندهم ، كبير الشأن ، عظيم المحل ثقة ( 388 ) ، وكان
أبوه عمار أسوة لمن تأسى ومثالا في الثبات ، على مبادئ الحق ، ومثلا
ضربه الله للصابرين على الأذى في سبيله ، قطع بعض الطغاة الغاشمين
عرقوبيه في التشيع كما ذكرناه في أحواله فما نكل ، وما وهن ، ولا
ضعف ، حتى مضى لسبيله صابرا محتسبا ، وابنه معاوية هذا على
شاكلته ، والولد سر أبيه فيه – ومن يشابه أباه فما ظلم – صحب إمامية
الصادق والكاظم عليهما السلام ( 389 ) فكان من حملة علومهما ، وله
كتب في ذلك رويناها بالإسناد إليه ، وروى عنه من أصحابنا ابن أبي
عمير ، وغيره ، واحتج به مسلم والنسائي ( 390 ) ، وحديثه في الحج
من صحيح مسلم عن الزبير ، روى عنه عند مسلم يحيى بن يحيى
وقتيبة ، وله روايات عن أبيه عمار ، وعن جماعة من تلك الطبقة ،
موجودة في مسانيد السنة . مات رحمه الله تعالى سنة خمس وسبعين ومئة .
84 – معروف بن خربوذ ( 1 ) – الكرخي ، أورده الذهبي في ميزانه
فوصفه بأنه صدوق شيعي ، ووضع على اسمه رمز البخاري ، ومسلم ،
وأبي داود إشارة إلى إخراجهم له ، وذكر أنه يروي عن أبي الطفيل ،
قال : هو مقل ، حدث عنه أبو عاصم ، وأبو داود ، وعبيد الله بن
موسى ، وآخرون ، ونقل عن أبي حاتم أنه قال : يكتب حديثه ( 391 ) .
قلت : وذكره ابن خلكان في الوفيات فقال : هو من موالي علي بن موسى
الرضا ، ثم استرسل في الثناء عليه فنقل عنه حكاية قال فيها : وأقبلت على
الله تعالى وتركت جميع ما كنت عليه إلا خدمة مولاي علي بن موسى
الرضا ، عليه السلام . . . الخ ( 392 ) ، وابن قتيبة حين أورد رجال
الشيعة في كتابه المعارف عد معروفا منهم ( 393 ) ، احتج مسلم
بمعروف ، ودونك حديثه في الحج من الصحيح عن أبي الطفيل . توفي
ببغداد سنة مئتين ( 1 ) ، وقبره معروف يزار ، وكان سري السقطي من تلامذته .
85 – منصور بن المعتمر – بن عبد الله بن ربيعة السلمي الكوفي ،
كان من أصحاب الباقر والصادق ، وله عنهما عليهما السلام ، كما نص
عليه صاحب منتهى المقال في أحوال الرجال ، وعدة ابن قتيبة من رجال
الشيعة في معارفه ( 394 ) ، والجوزجاني عده في المحدثين الذين لا تحمد
الناس مذاهبهم في أصول الدين وفروعه ، لتعبدهم فيها بما جاء عن آل
محمد ، وذلك حيث قال ( 2 ) : كان من أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس
مذاهبهم ، هم رؤوس محدثي الكوفة ، مثل أبي إسحاق ، ومنصور ،
وزبيد اليامي ، والأعمش ، وغيرهم من أقرانهم ، احتملهم الناس
لصدق ألسنتهم في الحديث . . . ( 395 ) الخ . قلت : ما الذي نقموه
من هؤلاء الصادقين ؟ أتمسكهم بالثقلين ؟ أم ركوبهم سفينة النجاة ؟ أم
دخولهم مدينة علم النبي من بابها ؟ – باب حطة – أم التجاءهم إلى أمان
أهل الأرض ؟ أم حفظهم رسول الله صلى الله عليه وآله في عترته (
396 ) ؟ أم خشوعهم لله وبكاءهم من خشيته ؟ كما هو المأثور من
سيرتهم ، حتى قال ابن سعد – حيث ترجم منصورا في ص 235 من الجزء
6 من طبقاته – : أنه عمش من البكاء خشية من الله تعالى ( قال ) وكانت له
خرقة ينشف بها الدموع من عينيه ( قال ) : وزعموا أنه صام ستين
وقامها . . . الخ . فهل يكون مثل هذا ثقيلا على الناس مذموما ، كلا
ولكن منينا بقوم لا ينصفون ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، روى ابن سعد
في ترجمة منصور عن حماد بن زيد قال : رأيت منصورا بمكة ( قال ) :
وأظنه من هذه الخشبية ، وما أظنه كان يكذب . . . الخ . قلت : ألا
هلم فانظر إلى الاستخفاف والتحامل ، والامتهان والعداوة المتجلية من
خلال هذه الكلمة بكل المظاهر ، وما أشد دهشتي عند وقوفي على قوله :
وما أظنه يكذب ، وي ، وي كأن الكذب من لوازم أولياء آل محمد ،
وكأن منصورا جرى في الصدق على خلاف الأصل ، وكأن النواصب لم
يجدوا لشيعة آل محمدا اسما يطلقونه عليهم غير ألقاب الضعة ،
كالخشبية ، والترابية ، والرافضة ، ونحو ذلك ، وكأنهم لم يسمعوا قوله
تعالى : ( ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ) (
397 ) . وقد ذكر ابن قتيبة الخشبية في كتابه المعارف فقال : هم من
الرافضة كان إبراهيم الأشتر لقي عبيد الله ابن زياد ، وأكثر أصحاب
إبراهيم معهم الخشب فسموا الخشبية . ا ه . ( 398 ) . قلت : إنما
نبزوهم بهذا توهينا لهم ، واستهتارا بقوتهم وعتادهم لكن هؤلاء الخشبية
قتلوا بخشبهم سلف النواصب ، ابن مرجانة ، واستأصلوا شأفة أولئك
المردة ، قتلة آل محمد ( وقطع دابر الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين (
399 ) فلا بأس بهذا اللقب الشريف ، ولا بلقب الترابية نسبة إلى أبي
تراب ، بل لنا بهما الشرف والفخر . شط بنا القلم ، فلنرجع إلى ما كنا
فيه فنقول : اتفقت الكلمة على الاحتجاج بمنصور ولذا احتج به أصحاب
الصحاح الستة وغيرهم مع العلم بتشيعه ( 400 ) ، ودونك حديثه في
صحيحي البخاري ، ومسلم عن كل من أبي وائل ، وأبي الضحى ،
وإبراهيم النخعي ، وغيرهم من طبقتهم ، روى عنه عندهما كل من
شعبة ، والثوري ، وابن عيينة ، وحماد بن زيد ، وغيرهم من أعلام تلك
الطبقة ، قال ابن سعد : وتوفي منصور في آخر سنة اثنتين وثلاثين ومئة (
قال ) : وكان ثقة مأمونا كثير الحديث رفيعا عاليا – رحمه الله تعالى – .
86 – المنهال بن عمرو – الكوفي التابعي من مشاهير شيعة الكوفة ،
ولذا ضعفه الجوزجاني وقال : سئ المذهب ، وكذا تكلم فيه ابن حزم
وغمزه يحيى بن سعيد ، وقال أحمد بن حنبل : أبو بشر أحب إلي من
المنهال وأوثق ، ومع العلم بكونه شيعيا ، وتظاهره بذلك ، ولا سيما في
أيام المختار ، لم يرتابوا في صحة حديثه ، فأخذ عنه شعبة ، والمسعودي
والحجاج بن أرطاة ، وخلق من طبقتهم ، وقد وثقه ابن معين ، وأحمد
العجلي ، وغيرهما ، وذكره الذهبي في الميزان ( 401 ) فنقل من أقوالهم
فيه ما نقلناه ، ووضع على اسمه رمز البخاري ( 402 ) ومسلم ، إشارة
إلى إخراجهما عنه ، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن سعيد بن
جبير ، وقد روى عنه في التفسير من صحيح البخاري زيد بن أبي أنيسة
وروى عنه منصور بن المعتمر في الأنبياء .
87 – موسى بن قيس – الحضرمي ، يكنى أبا محمد ، عده العقيلي
من الغلاة في الرفض ، وسأله سفيان عن أبي بكر وعلي فقال : علي أحب
إلي ، وكان موسى يروي عن سلمة بن كهيل ، عن عياض بن عياض ،
عن مالك بن جعونة ، قال : سمعت أم سلمة تقول : ” علي على الحق ،
فمن تبعه فهو على الحق ، ومن تركه ترك الحق عهدا معهودا ، ( 403 ) “
رواه أبو نعيم الفضل بن دكين ، عن موسى بن قيس ، وروى موسى في
فضل أهل البيت صحاحا ساءت العقيلي فقال فيه ما قال ، أما ابن معين
فقد وثق موسى ، واحتج به أبو داود ، وسعيد بن منصور ، في سننهما ،
وترجمه الذهبي في الميزان ( 404 ) ، فأورد كلما نقلناه عنهم في أحواله ،
ودونك حديثه في السنن ( 405 ) عن سلمة بن كهيل ، وحجر بن
عنبسة ، وقد روى عنه الفضل بن دكين وعبيد الله بن موسى ، وغيرهما
من الأثبات . مات رحمه الله تعالى أيام المنصور .
ن
88 – نفيع بن الحارث – أبو داود النخعي الكوفي الهمداني
السبيعي ، قال العقيلي : كان يغلو في الرفض وقال البخاري : يتكلمون
فيه – لتشيعه – ( 406 ) قلت : أخذ عنه سفيان ، وهمام ، وشريك ،
وطائفة من أعلام تلك الطبقة ، واحتج به الترمذي في صحيحه (
407 ) ، وأخرج له أصحاب المسانيد ، ودونك حديثه عند الترمذي
وغيره ، عن أنس بن مالك ، وابن عباس ، وعمران بن حصين ، وزيد
بن أرقم ، وقد ترجمه الذهبي فذكر من شؤونه ما ذكرناه .
89 – نوح بن قيس – بن رباح الحداني ، ويقال الطاحي البصري ،
ذكره الذهبي في ميزانه فقال : صالح الحديث وقال : وثقه أحمد وابن
معين ( قال ) وقال أبو داود : كان يتشيع ، وقال النسائي : ليس به بأس
( 408 ) ووضع الذهبي على اسمه رمز مسلم وأصحاب السنن ( 409 ) ،
إشارة إلى أنه من رجال صحاحهم ، وله حديث في الأشربة من صحيح
مسلم ، يرويه عن ابن عون ، وله في اللباس من صحيح مسلم أيضا
حديث يرويه عن أخيه خالد بن قيس ، روى عنه عند مسلم نصر بن
علي ، وروى عنه عند غير مسلم أبو الأشعث ، وخلق من طبقته ، ولنوح
رواية عن أيوب وعمرو بن مالك ، وطائفة .
90 – هارون بن سعد – العجلي الكوفي ، ذكره الذهبي فوضع على
اسمه رمز مسلم ، إشارة إلى أنه من رجاله ، ثم وصفه فقال : صدوق في
نفسه ، ولكنه رافضي بغيض ، روى عباس عن ابن معين قال : هارون
بن سعد من الغالية في التشيع ، له عن عبد الرحمن بن أبي سعيد
الخدري ، وعنه محمد بن أبي حفص العطار ، والمسعودي ، والحسن بن
حي ، قال أبو حاتم : لا بأس به . ( 410 ) ا ؟ . قلت : أذكر حديثا –
في صفة النار من صحيح مسلم ( 411 ) – يرويه الحسن بن صالح ، عن
هارون بن سعد العجلي ، عن سلمان .
91 – هاشم بن البريد – بن زيد أبو علي الكوفي ، ذكره الذهبي
ووضع على اسمه رمز أبي داود والنسائي ( 412 ) إشارة إلى أنه من رجال
صحيحيهما ، ونقل توثيقه عن ابن معين وغيره ، مع شهادته عليه بأنه
يترفض ، قال : وقال أحمد : لا بأس به ( 413 ) . قلت : يروي هاشم
عن زيد بن علي ، ومسلم البطين ، ويروي عنه الخريبي ، وابنه علي بن
هاشم – الذي ذكرناه في بابه – وجماعة من الأعلام وهاشم هذا من بيت
تشيع ، يعلم ذلك مما أوردناه في أحوال علي بن هاشم من هذا الكتاب .
92 – هبيرة بن بريم – الحميري ، صاحب علي عليه السلام ، نظير
الحارث في ولائه واختصاصه ، ذكره الذهبي في ميزانه فوضع على اسمه
رمز أصحاب السنن ( 414 ) . إشارة إلى أنه من رجال أسانيدهم ، ثم
نقل عن أحمد القول : بأنه لا بأس بحديثه ، هو أحب إلينا من الحارث ،
قال الذهبي وقال ابن خراش : ضعيف كان يجهز على قتلى صفين ، وقال
الجوزجاني ، كان مختاريا يجهز على القتلى يوم الخازر . ا ه . ( 415 ) .
قلت : وعده الشهرستاني في الملل والنحل من رجال الشيعة ( 416 ) وهذا من
المسلمات ، وحديثه عن علي ثابت في السنن ، يرويه عنه أبو إسحاق ،
وأبو فاختة .
93 – هشام بن زياد – أبو المقدام البصري ، عده الشهرستاني في
الملل والنحل من رجال الشيعة ( 417 ) وذكره الذهبي باسمه في حرف
الهاء ، وبكنيته في الكنى من ميزانه ( 418 ) ، ووضع على عنوانه في الكنى
ت ق رمزا إلى من اعتمد عليه من أصحاب السنن ، ودونك حديثه في
صحيح الترمذي وغيره ( 419 ) ، عن الحسن والقرضي ، يروي عنه
شيبان بن فروخ ، والقواريري ، وآخرون .
94 – هشام بن عمار – بن نصير بن ميسرة أبو الوليد ، ويقال
الظفري الدمشقي ، شيخ البخاري في صحيحه ، عده ابن قتيبة من
رجال الشيعة ( 420 ) ، حيث ذكر ثلة منهم في باب الفرق من معارفه ،
وذكره الذهبي في الميزان فوصفه بالإمام ، خطيب دمشق ومقريها ،
ومحدثها وعالمها ، صدوق مكثر ، له ما ينكر . . . ( 421 ) الخ .
قلت : روى عنه البخاري بلا واسطة في باب من أنظر معسرا من كتاب
البيوع من صحيحه ( 422 ) ، وفي مواضع أخر يعرفها المتتبعون ، وأظن
أن منها كتاب المغازي ، وكتاب الأشربة ، وباب فضائل أصحاب النبي
صلى الله عليه وآله وسلم ، يروي هشام عن يحيى بن حمزة ، وصدقة بن
خالد ، و عبد الحميد بن أبي العشرين ، وغيرهم قال في الميزان : وحدث
عنه خلق كثير رحلوا إليه في القراءة والحديث ” ، وحدث عنه الوليد بن
مسلم ، وهو من شيوخه ، وقد روى هو بالإجازة عن أبي لهيعة ، قال
عبدان : ما كان في الدنيا مثله ، وقال آخر : كان هشام فصيحا بليغا
مفوها كثير العلم . . قلت : وكان يرى أن ألفاظ القرآن مخلوقة لله تعالى
كغيره من الشيعة ، فبلغ أحمد عنه شئ من ذلك فقال – كما في ترجمة
هشام من الميزان – : ( 423 ) أعرفه طياشا ، قاتله الله ، ووقف أحمد
على كتاب لهشام قال في خطبته : الحمد لله الذي تجلى لخلقه بخلقه ، فقام
أحمد وقعد ، وأبرق وأرعد ، وأمر من صلوا خلف هشام بإعادة
صلاتهم ، مع أن في كلمة هشام من تنزيه الله تعالى عن الرؤية وتقديسه
عن الكيف والأين وتعظيم آياته في خلقه ، ما لا يخفى على أولي الألباب ،
فكلمته هذه على حد قول القائل – وفي كل شئ له آية – بل هي أعظم
وأبلغ بمراتب ، لكن العلماء الأقران يتكلم بعضهم في بعض بحسب
اجتهادهم . ولد هشام سنة ثلاث وخمسين ومئة ، ومات في آخر المحرم
سنة خمس وأربعين ومئتين ، رحمه الله تعالى .
95 – هشيم بن بشير – بن القاسم بن دينار السلمي الواسطي أبو
معاوية ، أصله من بلخ ، كان جده القاسم نزل واسط للتجارة ، عده
ابن قتيبة في معارفه من رجال الشيعة ( 424 ) ، وهو شيخ الإمام أحمد بن
حنبل وسائر أهل طبقته ، ذكره الذهبي في الميزان رامزا إلى احتجاج
أصحاب الصحاح الستة به ، ووصفه بالحافظ ، وقال : إنه أحد الأعلام
سمع الزهري ، وحصين بن عبد الرحمن ، وروى عنه يحيى القطان ،
وأحمد ، ويعقوب الدروقي ، وخلق كثير . ا ه . ( 425 ) . قلت :
ودونك حديثه في كل من صحيحي البخاري ومسلم ( 426 ) عن حميد
الطويل ، وإسماعيل ابن أبي خالد ، وأبي إسحاق الشيباني ، وغير
واحد ، روى عنه عندهما عمر والناقد ، وعمرو بن زرارة ، وسعيد بن
سليمان ، وروى عنه عند البخاري عمرو بن عوف ، وسعد بن النضر ،
ومحمد بن نبهان ، وعلي بن المديني ، وقتيبة ، وروى عنه عند مسلم أحمد
بن حنبل ، وشريح ، ويعقوب الدورقي ، و عبد الله بن مطيع ، ويحيى
بن يحيى ، وسعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وإسماعيل بن سالم ،
ومحمد بن الصباح ، وداود بن رشيد ، وأحمد ابن منيع ، ويحيى بن
أيوب ، وزهير بن حرب ، وعثمان بن أبي شيبة ، وعلي بن حجر ، ويزيد
بن هارون . مات رحمه الله تعالى ، ببغداد سنة ثلاث وثمانين ومئة ، وله
تسع وسبعون عاما .
و
96 – وكيع بن الجراح – بن مليح بن عدي يكنى بابنه سفيان
الرواسي الكوفي ، من قيس غيلان ، عده ابن قتيبة في معارفه من رجال
الشيعة ( 427 ) ، ونص ابن المديني في تهذيبه : على أن في وكيع تشيعا ،
وكان مروان بن معاوية لا يرتاب في أن وكيعا رافضي ، دخل عليه يحيى
بن معين مرة فوجد عنده لوحا فيه فلان كذا ، وفلان كذا ، ومن جملة ما
كان فيه ، وكيع رافضي ، فقال له ابن معين : وكيع خير منك ، قال :
مني ؟ فقال له : نعم . قال ابن معين فبلغ ذلك وكيعا فقال : إن يحيى
صاحبنا ، وسئل أحمد بن حنبل إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن ابن مهدي
بقول من نأخذ ؟ فرجح قول عبد الرحمن لأمو ذكرها ، ومن جملتها : ان
عبد الرحمن كان يسلم منه السلف – دون وكيع بن الجراح ( 428 ) –
قلت : ويؤيد ذلك ما أورده الذهبي في آخر ترجمة الحسن بن صالح ، من
أن وكيعا كان يقول : إن الحسن بن صالح عندي إمام ، فقيل له : إنه لا
يترحم على عثمان ، فقال : أتترحم أنت على الحجاج ( 429 ) ؟ حيث
جعل عثمان كالحجاج ، وقد ذكره الذهبي في ميزانه ، فنقل من شؤونه ما
قد سمعت ، احتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم ( 430 ) ودونك
حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من الأعمش ، والثوري ،
وشعبة وإسماعيل ابن أبي خالد ، وعلي بن المبارك ، روى عنه عندهما
إسحاق الحنظلي ، ومحمد بن نمير ، وروى عنه عند البخاري عبد الله
الحميدي ، ومحمد بن سلام ، ويحيى بن جعفر بن أعين ، ويحيى بن
موسى ، ومحمد بن مقاتل ، وروى عنه عند مسلم زهير ، وابن أبي
شيبة ، وأبو كريب ، وأبو سعيد الأشج ، ونصر بن علي ، وسعيد بن
أزهر ، وابن أبي عمر ، وعلي بن خشرم . وعثمان بن أبي شيبة ، وقتيبة
بن سعيد . مات رحمه الله تعالى بفيد قافلا من الحج في المحرم سنة سبع
وتسعين ومئة ، وله من العمر ثمان وستون سنة .
ي
97 – يحيى بن الجزار – العرني الكوفي صاحب أمير المؤمنين عليه السلام
ذكره الذهبي في الميزان رامزا إلى احتجاج مسلم وأصحاب السنن به ،
وقد وثقه وقال : صدوق ، ونقل عن الحكم بن عتيبة أنه قال : كان يحيى
بن الجزار يغلو في التشيع ( 431 ) ، وذكره ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته
( 1 ) فقال : كان يحيى بن الجزار يتشيع ، وكان يغلو يعني في القول ،
قالوا : وكان ثقة ، وله أحاديث . ا ه . قلت : رأيت له في الصلاة في
صحيح مسلم ( 432 ) حديثا يرويه عن علي ، وله في الإيمان من صحيح
مسلم أيضا حديثا يرويه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، روى عنه الحكم
بن عتيبة ، والحسن العرني عند مسلم ، وغيره .
98 – يحيى بن سعيد – القطان ، يكنى أبا سعيد مولى بني تميم
البصري محدث زمانه ، عده ابن قتيبة في معارفه ( 433 ) من رجال
الشيعة ، واحتج به أصحاب الصحاح الستة ( 434 ) وغيرهم ، فحديثه
عن هشام بن عروة ، وحميد الطويل ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ،
وغيرهم ثابت في كل من صحيحي البخاري ومسلم ، وروى عنه عندهما
محمد بن المثنى ، وبندار ، وروى عنه عند البخاري مسدد ، وعلي بن المديني ،
بيان بن عمرو ، وروى عنه عند مسلم محمد بن حاتم ، ومحمد بن خلاد
الباهلي ، وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري ، ومحمد المقدمي ،
و عبد الله بن هاشم ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، و عبد الله بن سعيد ، وأحمد
بن حنبل ، ، ويعقوب الدورقي ، و عبد الله القواريري ، وأحمد بن عبدة ،
وعمرو بن علي ، و عبد الرحمن بن بشر . مات رحمه الله تعالى سنة ثمان
وتسعين ومئة ، عن ثمان وسبعين سنة .
99 – يزيد بن أبي زياد – الكوفي أبو عبد الله مولى بني هاشم ، ذكره
الذهبي في ميزانه ( 435 ) فوضع عليه رمز مسلم وأصحاب السنن
الأربعة ( 426 ) إشارة إلى روايتهم عنه ، ونقل عن ابن فضيل قال :
كان يزيد بن أبي زياد من أئمة الشيعة الكبار ، واعترف الذهبي بأنه أحد
علماء الكوفة المشاهير ، ومع ذلك فقد تحاملوا عليه . وأعدوا ما استطاعوا
من القدح ، بسبب أنه حدث بسنده إلى أبي برزة ، أو أبي بردة ، قال :
كنا مع النبي صلى الله عليه وآله ، فسمع صوت غناء فإذا عمرو بن
العاص ومعاوية يتغنيان ، فقال صلى الله عليه وآله : ” اللهم
اركسهما في الفتنة ركسا ، ودعهما إلى النار دعا ” ودونك حديثه في الأطعمة
من صحيح مسلم عن عبد الرحمن بن بي ليلى ، رواه عنه سفيان بن
عيينة . مات رحمه الله تعالى سنة ست وثلاثون ومئة ، وله تسعون سنة
تقريبا .
100 – أبو عبد الله الجدلي – ذكره الذهبي في الكنى ، ووضع على
عنوانه د ت إشارة إلى أنه من رجال أبي داود والترمذي في صحيحيهما ، ثم
وصفه ، بأنه شيعي بغيض ، ونقل عن الجوزجاني القول : بأنه كان
صاحب راية المختار ، ، ونقل عن أحمد توثيقه ( 437 ) ، وعده
الشهرستاني من رجال الشيعة في كتاب الملل والنحل ( 438 ) ، وذكره ابن
قتيبة في غالية الرافضة من معارفه ( 439 ) ودونك حديث في صحيحي
الترمذي وأبي داود وسائر مسانيد السنة ( 440 ) وذكره ابن سعد في طبقاته ( 1 )
فقال : كان شديد التشيع ، ويزعمون أنه كان على شرطة المختار ،
فوجهه إلى عبد الله بن الزبير في ثمان مئة ليوقع بهم ، ويمنع محمد بن
الحنفية مما أراد به ابن الزبير . ا ه . حيث كان ابن الزبير حصر ابن
الحنفية وبني هاشم ، وأحاطهم بالحطب ليحرقهم ، إذ كانوا قد امتنعوا
عن بيعته ، لكن أبا عبد الله الجدلي أنقذهم من هذا الخطر ، فجزاه الله
عن أهل نبيه خيرا . وهذا آخر من أردنا ذكرهم في هذه العجالة ، وهم
مئة بطل من رجال الشيعة ، كانوا حجج السنة ، وعيبة علوم الأمة ، بهم
حفظت الآثار النبوية ، وعليهم مدار الصحاح والسنن والمسانيد ،
ذكرناهم بأسمائهم ، وجئنا بنصوص أهل السنة على تشيعهم .
والاحتجاج بهم ، نزولا في ذلك على حكمكم ، وأظن المعترضين
سيعترفون بخطئهم فيما زعموه من أن أهل السنة لا يحتجون برجال
الشيعة ، وسيعلمون أن المدار عندهم على الصدق والأمانة بدون فرق بين
السني والشيعي ، و ؟ ر رد حديث الشيعة مطلقا لذهبت جملة الآثار النبوية –
كما اعترف به الذهبي في ترجمة أبان بن تغلب من ميزانه ( 441 ) – وهذه
مفسدة بينة ، وأنتم – نصر الله بكم الحق – تعلمون أن في سلف الشيعة
ممن يحتج أهل السنة بهم غير الذي ذكرناهم ، وأنهم أضعاف أضعاف
تلك المئة عددا وأعلا منهم سندا ، وأكثر حديثا ، وأغزر علما ، وأسبق
زمنا ، وأرسخ في التشيع قدما ، ألا وهم رجال الشيعة من الصحابة
رضي الله عنهم أجمعين ، وقد أوقفناكم على أسمائهم الكريمة في آخر
فصولنا المهمة ( 442 ) ، وفي التابعين ممن يحتج بهم من إثبات الشيعة ،
كل ثقة حافظ ضابط متقن حجة كالذين استشهدوا في سبيل الله نصرة
لأمير المؤمنين أيام الجمل الأصغر ( 443 ) ، والجمل الأكبر ( 444 ) ،
وصفين ( 445 ) . والنهروان ( 446 ) ، وفي الحجاز واليمن حيث غار
عليهما بسر بن أرطاة ( 447 ) ، وفي فتنة الحضرمي المرسل إلى البصرة من
قبل معاوية ( 448 ) ، وكالذين استشهدوا يوم الطف مع سيد شباب أهل
الجنة ( 449 ) ، والذين استشهدوا مع حفيده الشهيد زيد ( 450 ) وغيره
من أباة الضيم ، الثائرين لله من آل محمد ، وكالذين قتلوا صبرا (
451 ) ، ونفوا عن عقر ديارهم ( 452 ) ظلما ، والذين أخلدوا إلى التقية
خوفا وضعفا ، كالأحنف بن قيس ، والأصبغ بن نباتة ، ويحيى بن
يعمر ، أول من نقط الحروف ( 453 ) ، والخليل بن أحمد مؤسس علم
اللغة والعروض ( 454 ) ، ومعاذ بن مسلم الهراء واضع علم الصرف (
455 ) وأمثالهم ، ممن يستغرق تفصيلهم المجلدات الضخمة ، ودع عنك
من تحامل عليهم النواصب بالقدح والجرح فضعفوهم ولم يحتجوا بهم (
456 ) ، وهناك مئات من أثبات الحفظة وأعلم الهدى من شيعة آل
محمد ، أغفل أهل السنة ذكرهم ، لكن علماء الشيعة أفردوا لذكرهم
فهارس ومعاجم تشتمل على أحوالهم ( 457 ) ، ومنها تعرف أياديهم
البيضاء ، في خدمة الشريعة الحنيفة السمحاء ، ومن وقف على شؤونهم
يعلم أنهم مثال الصدق والأمانة ، والورع والزهد والعبادة والاخلاص في
النصح لله تعالى ، ولرسوله صلى الله عليه وآله ، ولكتابه عز
وجل ، ولأئمة المسلمين ولعامتهم ، نفعنا الله ببركاتهم وبركاتكم إنه
أرحم الراحمين .
2018-02-21