الرئيسية / بحوث اسلامية / المراجعات بقلم الإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي43

المراجعات بقلم الإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي43

س
المراجعة رقم : 30 صفر سنة 1330
لم ينعقد إجماع ولم يتلاش نزاع
إصفاقهم على مؤازرة الصديق والنصح له في السر والعلانية شئ وصحة
عقد الخلافة له بالاجماع شئ آخر ، وهما غير متلازمين عقلا وشرعا ، فإن لعلي
والأئمة المعصومين من بنيه مذهبا في مؤازرة أهل السلطة الاسلامية معروفا ، وهو
الذي ندين الله به ، وأنا أذكره لك جوابا عما قلت ، وحاصله أن من رأيهم أن الأمة
الاسلامية لا مجد لها إلا بدولة تلم شعثها ، وترأب صدعها ، وتحفظ ثغورها ،
وتراقب أمورها ، وهذه الدولة لا تقوم إلا برعايا توازرها بأنفسها وأموالها ، فإن
أمكن أن تكون الدولة في يد صاحبها الشرعي وهو النائب في حكمه عن رسول الله
( ص ) نيابة صحيحة – فهو المتعين لا غير ، وإن تعذر ذلك ، فاستولى على سلطان
المسلمين غيره ، وجبت على الأمة مؤازرته في كل أمر يتوقف عليه عز الاسلام
ومنعته ، وحماية ثغوره وحفظ بيضته ، ولا يجوز شق عصا المسلمين ، وتفريق
جماعتهم بمقاومته ، بل يجب على الأمة أن تعامله – وإن كان عبدا مجدع الأطراف –
معاملة الخلفاء بالحق ، فتعطيه خراج الأرض ومقاسمتها ، وزكاة الأنعام
وغيرها ، ولها أن تأخذ منه ذلك بالبيع والشراء ، وسائر أسباب الانتقال ،
كالصلات والهبات ونحوها ، بل لا إشكال في براءة ذمة المتقبل منه بدفع القبالة
إليه ، كما لو دفعها إلى إمام الصدق ، والخليفة بالحق ، هذا مذهب علي والأئمة
الطاهرين من بنيه ( 830 ) وقد قال ( 1 ) ( ص ) : ” ستكون بعد إثرة وأمور تنكرونها ،
قالوا : يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منا ذلك ، قال ( ص ) : تؤدون الحق الذي
عليكم ، وتسألون الله الذي لكم ” ( 831 ) وكان أبو ذر الغفاري رضي الله عنه ،
يقول ( 1 ) ” إن خليلي رسول الله ( ص ) أوصاني أن أسمع وأطيع ، وإن كان عبدا
مجدع الأطراف ” ( 832 ) .
وقال سلمة الجعفي ( 2 ) : ” يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألوننا
حقهم ، ويمنعوننا حقنا ، فما تأمرنا ؟ فقال ( ص ) : اسمعوا وأطيعوا ، فإنما عليهم
ما حملوا ، وعليكم ما حملتم ” ( 833 ) وقال ( ص ) في حديث حذيفة بن اليمان ( 3 )
رضي الله عنه : ” يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ، ولا يستنون بسنتي وسيقوم
فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ، قال حذيفة : قلت كيف
أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ قال : تسمع وتطيع للأمير ،
وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ، فاسمع وأطع ” ( 834 )
ومثله وقوله ( ص ) ، في حديث أم سلمة : ” ستكون أمراء
عليكم ، فتعرفون وتنكرون ، فمن عرف برئ ، ومن أنكر سلم ( 4 ) ،
قالوا : أفلا نقاتلهم قالوا : لا ما صلوا ” ا ه‍ . ( 835 ) والصحاح في ذلك
متواترة ، ولا سيما من طريق العترة الطاهرة ، ولذلك صبروا وفي العين قذى ، وفي
الحلق شجى ، عملا بهذه الأوامر المقدسة وغيرها مما عهده النبي ( ص ) إليهم
بالخصوص ، حيث أمرهم بالصبر على الأذى ، والغض على القذى ، احتياطا
على الأمة ، واحتفاظا بالشوكة ، فكانوا يتحرون للقائمين بأمور المسلمين وجوه
النص ، وهم – من استئثارهم بحقهم – على أمر من العلقم ، ويتوخون لهم مناهج
الرشد ، وهم – من تبوئهم عرشهم – على آلم للقلب من حز الشفار ، تنفيذا
للعهد ، ووفاء بالوعد ، وقياما بالواجب شرعا وعقلا من تقديم الأهم – في مقام
التعارض – على المهم ، ولذا محض أمير المؤمنين كلا من الخلفاء الثلاثة نصحه ،
واجتهد لهم في المشورة ( 836 ) . ومن تتبع سيرته في أيامهم ، علم أنه بعد أن يئس
من حقه في الخلافة عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، بلا فصل ، شق بنفسه
طريق الموادعة ، وآثر مسالمة القائمين بالأمر ، فكان يرى عرشه – المعهود به إليه –
في قبضتهم ، فلم يحاربهم عليه ، ولم يدافعهم عنه احتفاظا بالأمة واحتياطا على
الملة ، وضنا بالدين ، وإيثارا للآجلة على العاجلة ، وقد مني بما لم يمن به غيره ،
حيث مثل على جناحيه خطبان فادحان ، الخلافة بنصوصها وعهودها إلى جانب ،
تستصرخه وتستفزه إليها بصوت يدمي الفؤاد ، وأنين يفتت الأكباد ( 837 ) ،
والفتن الطاغية إلى جانب آخر ، تنذره بانتفاض الجزيرة ، وانقلاب العرب ،
واجتياح الاسلام ، وتهدده بالمنافقين من أهل المدينة ، وقد مردوا على النفاق ،
وبمن حولهم من الأعراب ، وهم منافقون بنص الكتاب ، بل هم أشد كفرا
ونفاقا ، وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله وقد قويت بفقده
صلى الله عليه وآله وسلم ، شوكتهم ، إذ صار المسلمون بعده كالغنم المطيرة في
الليلة الشاتية ، بين ذئاب عادية ، ووحوش ضارية ، ومسيلمة الكذاب ،
وطليحة بن خويلد الأفاك ، وسجاح بنت الحرث الدجالة ، وأصحابهم قائمون –
في محق الاسلام وسحق المسلمين – على ساق ، والرومان والأكاسرة وغيرهما ،
كانوا بالمرصاد ، إلى كثير من هذه العناصر الجياشة بكل حنق من محمد وآله
وأصحابه ، وبكل حقد وحسيكة لكلمة الاسلام تريد أن تنقض أساسها ،
وتستأصل شأفتها ، وأنها لنشيطة في ذلك مسرعة متعجلة ، ترى أن الأمر قد
استتب لها ، وأن الفرصة – بذهاب النبي ( ص ) ، إلى الرفيق الأعلى – قد حانت ،
فأرادت أن تسخر الفرصة ، وتنتهز تلك الفوضى قبل أن يعود الاسلام إلى قوة
وانتظام ، فوقف أمير المؤمنين بين هذين الخطرين ، فكان من الطبيعي له أن يقدم
حقه قربانا لحياة الاسلام ، وإيثارا للصالح العام ، فانقطاع ذلك النزاع ،
وارتفاع الخلاف بينه وبين أبي بكر ، لم يكن إلا فرقا على بيضة الدين ، وإشفاقا على
حوزة المسلمين ، فصبر هو وأهل بيته كافة ، وسائر أوليائه من المهاجرين
والأنصار ، وفي العين قذى ، وفي الحلق شجى ، وكلامه مدة حياته بعد
رسول الله ( ص ) صريح بذلك ، والأخبار في هذا متواترة عن أئمة العترة الطاهرة
( 838 ) .
لكن سيد الأنصار سعد بن عبادة ، لم يسالم الخليفتين أبدا ، ولم تجمعه معهما
جماعة في عيد أو جمعة ، وكان لا يفيض بإفاضتهم ، ولا يرى أثر الشئ من أوامرهم
ونواهيهم ( 839 ) ، حتى قتل غيلة بحوران على عهد الخليفة الثاني ، فقالوا : قتله
الجن ، وله كلام يوم السقيفة ، وبعده لا حاجة بنا إلى ذكره ( 1 ) ( 840 ) .
أما أصحابه كحباب بن المنذر ( 2 ) ، وغيره من الأنصار ، فإنما خضعوا
عنوة ، واستسلموا للقوة ( 841 ) فهل يكون العمل بمقتضيات الخوف من السيف
أو التحريق بالنار ( 1 ) ( 842 ) إيمانا بعقد البيعة ؟ ومصداقا للاجماع المراد من قوله
( ص ) : لا تجتمع أمتي على الخطأ . أفتونا ولكن الأجر ، والسلام .
ش
المراجعة 83 رقم : 2 ربيع الأول سنة 1330
هل يمكن الجمع بين ثبوت النص وحمل الصحابة على الصحة ؟
إن أولي البصائر النافذة ، والروية الثاقبة ، ينزهون الصحابة عن مخالفة
النبي صلى الله عليه وآله ، في شئ من ظواهر أوامره ونواهيه ، ولا يجوزون
عليهم غير التعبد بذلك ، فلا يمكن أن يسمعوا النص على الإمام ، ثم يعدلوا عنه
أولا وثانيا وثالثا ، وكيف يمكن حملهم على الصحة في عدو لهم عنه مع سماعهم
النص عليه ؟ ما أراك بقادر على أن تجمع بينهما ، والسلام .
س
المراجعة 84 رقم : 5 ربيع الأول سنة 1330
1 – الجمع بين ثبوت النص وحملهم على الصحة
2 – الوجه في قعود الإمام عن حقه
1 – أفادتنا سيرة كثير من الصحابة أنهم إنما كانوا يتعبدون بالنصوص إذا
كانت متمحضة للدين ، مختصة بالشؤون الأخروية ، كنصه صلى الله عليه وآله
وسلم ، على صوم شهر رمضان دون غيره ، واستقبال القبلة في الصلاة دون
غيرها ، ونصه على عدد الفرائض في اليوم والليلة ، وعدد ركعات كل منها
وكيفياتها ، ونصه على أن الطواف حول البيت أسبوع ، ونحو ذلك من النصوص
المتمحضة للنفع الأخروي .
أما ما كان منها متعلقا بالسياسة كالولايات والإمارات ، وتدبير قواعد
الدولة ، وتقرير شؤون المملكة ، وتسريب الجيش ، فإنهم لم يكونوا يرون التعبد
به والالتزام في جميع الأحوال بالعمل على مقتضاه ، بل جعلوا لأفكارهم مسرحا
للبحث ، ومجالا للنظر والاجتهاد ، فكانوا إذا رأوا في خلافه ، رفعا لكيانهم ، أو
نفعا في سلطانهم ، ولعلهم كانوا يحرزون رضا النبي بذلك ، وكان قد غلب على
ظنهم أن العرب لا تخضع لعلي ولا تتعبد بالنص عليه ، إذ وترها في سبيل الله ،
وسفك دماءها بسيفه في إعلاء كلمة الله ، وكشف القناع منابذا لها في نصرة الحق ،
حتى ظهر أمر الله على رغم كل عاة كفور ، فهم لا يطيعونه إلا عنوة ، ولا يخضعون
للنص عليه إلا بالقوة ، وقد عصبوا به كل دم أراقه الاسلام أيام النبي صلى الله عليه
وآله وسلم ، جريا على عادتهم في أمثال ذلك ، إذ لم يكن بعد النبي في عشيرته صلى
الله عليه وآله وسلم ، أحد يستحق أن تعصب به تلك الدماء عند العرب غيره ،
لأنهم إنما كانوا يعصبونها في أمثل العشيرة ، وأفضل القبيلة ، وقد كان هو أمثل
الهاشميين ، وأفضلهم بعد رسول الله ، لا يدافع ولا ينازع في ذلك ، ولذا تربص
العرب به الدوائر ، وقلبوا له الأمور ، وأضمروا له ولذريته كل حسيكة ، ووثبوا
عليهم كل وثبة ، وكان ما كان مما طار في الأجواء ، وطبق رزؤه الأرض والسماء .
وأيضا فإن قريشا خاصة والعرب عامة كانت تنقم من علي شدة وطأته على
أعداء الله ، ونكال وقعته فيمن يتعدى حدود الله ، أو يهتك حرماته عز وجل ،
وكانت ترهب من أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ، وتخشى عدله في الرعية ،
ومساواته بين الناس في كل قضية ، ولم يكن لأحد فيه مطمع ، ولا عنده لأحد
هوادة ، فالقوي العزيز عنده ضعيف ذليل حتى يأخذ منه الحق ، والضعيف
الذليل عنده قوي عزيز حتى يأخذ له بحقه ، فمتى تخضع الأعراب طوعا لمثله
* ( وهم أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على
رسوله ) * ( 843 ) * ( ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم ) *
( 844 ) وفيها بطانة لا يألونهم خبالا .
وأيضا فإن قريشا وسائر العرب ، كانوا يحسدونه على ما آتاه الله من فضله ،
حيث بلغ في علمه وعمله رتبة – عند الله ورسله وأولي الألباب – قاصر عنها
الأقران ، وتراجع عنها الأكفاء ، ونال من الله ورسوله بسوابقه وخصائصه ،
منزلة ، تشرئب إليها أعناق الأماني ، وشأوا تنقطع دونه هوادي المطامع ، وبذلك
دبت عقارب الجسد له في قلوب المنافقين ، واجتمعت على نقض عهده كلمة
الفاسقين والناكثين والقاسطين والمارقين ، فاتخذوا النص ظهريا ، وكان لديهم
نسيا منسيا .
فكان ما كان مما لست أذكره * فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر
وأيضا ، فإن قريشا وسائر العرب ، كانوا قد تشوقوا إلى تداول الخلافة في
قبائلهم ، واشرأبت إلى ذلك أطماعهم ، فأمضوا نياتهم على نكث العهد ،
ووجهوا عزائمهم إلى نقض العقد ، فتصافقوا على تناسي النص ، وتبايعوا على
أن لا يذكر بالمرة ، وأجمعوا على صرف الخلافة من أول أيامها عن وليها المنصوص
عليه من نبيها ، فجعلوها بالانتخاب والاختيار ، ليكون لكل حي من أحيائهم
أمل في الوصول إليها ولو بعد حين ، ولو تعبدوا بالنص ، فقدموا عليا بعد
رسول الله صلى الله عليه وآله ، لما خرجت الخلافة من عترته الطاهرة ،
حيث قرنها يوم الغدير وغيره بمحكم الكتاب ، وجعلها قدوة لأولي الألباب ، إلى
يوم الحساب ، وما كانت العرب لتصبر على حصر الخلافة في بيت مخصوص ، ولا
سيما بعد أن طمحت إليها الأبصار من جميع قبائلها ، وحامت عليها النفوس من كل
أحيائها .
لقد هزلت حتى بدا من هزالها * كلاها وحتى استامها كل مفلس
وأيضا ، فإن من ألم بتاريخ قريش والعرب في صدر الاسلام يعلم أنهم لم
يخضعوا للنبوة الهاشمية ، إلا بعد أن تهشموا ، ولم يبق فيهم من قوة فكيف يرضون
باجتماع النبوة والخلافة في بني هاشم ، وقد قال عمر بن الخطاب لابن عباس في
كلام دار بينهما : ” إن قريشا كرهت أن تجتمع فيكم النبوة والخلافة ، فتجحفون
على الناس ( 1 ) ” ( 845 )
2 – والسلف الصالح لم يتسن له أن يقهرهم يومئذ على التعبد بالنص فرقا
من انقلابهم إذا قاومهم ، وخشية من سوء عواقب الاختلاف في تلك الحال ، وقد
ظهر النفاق بموت رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقويت بفقده شوكة
المنافقين ، وعتت نفوس الكافرين ، وتضعضعت أركان الدين ، وانخلعت
قلوب المسلمين ، وأصبحوا بعده كالغنم المطيرة ، في الليلة الشاتية ، بين ذئاب
عادية ، ووحوش ضارية ، وارتدت طوائف من العرب ، وهمت بالردة أخرى ،
كما فصلناه في المراجعة 82 ، فأشفق علي في تلك الظروف أن يظهر إرادة القيام بأمر
الناس مخافة البائقة ، وفساد العاجلة ، والقلوب على ما وصفنا ، والمنافقون على ما
ذكرنا ، يعضون عليهم الأنامل من الغيظ ، وأهل الردة على ما بينا ، والأمم
الكافرة على ما قدمنا ، والأنصار قد خالفوا المهاجرين ، وانحازوا عنهم يقولون :
منا أمير ومنكم أمير . و ( 846 ) . و . فدعاه النظر للدين إلى الكف عن طلب
الخلافة ، والتجافي عن الأمور ، علما منه أن طلبها والحال هذه ، يستوجب الخطر
بالأمة ، والتغرير في الدين ، فاختار الكف إيثارا للاسلام ، وتقديما للصالح
العام ، وتفضيلا للآجلة على العاجلة .
غير أنه قعد في بيته – ولم يبايع حتى أخرجوه كرها – ( 847 ) احتفاظا بحقه ،
واحتجاجا على من عدل عنه ، ولو أسرع إلى البيعة ما تمت له حجة ولا سطع له
برهان ، لكنه جمع فيما فعل بين حفظ الدين ، والاحتفاظ بحقه من إمرة المؤمنين ،
فدل هذا على أصالة رأيه ، ورجاحة حلمه ، وسعة صدره ، وإيثاره المصلحة
العامة ، ومتى سخت نفس امرئ عن هذا الخطب الجليل ، والأمر الجزيل ،
ينزل من الله تعالى بغاية منازل الدين ، وإنما كانت غايته مما فعل أربح الحالين له ،
وأعود المقصودين عليه ، بالقرب من الله عز وجل .
أما الخلفاء الثلاثة وأولياؤهم ، فقد تأولوا النص عليه بالخلافة للأسباب
التي قدمناها ، ولا عجب منهم في ذلك بعد الذي نبهناك إليه من تأولهم واجتهادهم
في كل ما كان من نصوصه صلى الله عليه وآله ، متعلقا بالسياسات
والتأميرات ، وتدبير قواعد الدولة ، وتقرير شؤون المملكة ، ولعلهم لم يعتبروها
كأمور دينية ، فهان عليهم مخالفته فيها ، وحين تم لهم الأمر ، أخذوا بالحزم في
تناسي تلك النصوص ، وأعلنوا الشدة على من يذكرها أو يشير إليها ، ولما توفقوا في
حفظ النظام ، ونشر دين الاسلام ، وفتح الممالك ، والاستيلاء على الثروة
والقوة ، ولم يتدنسوا بشهوة ، علا أمرهم ، وعظم قدرهم ، وحسنت بهم
الظنون ، وأحبتهم القلوب ، ونسج الناس في تناسي النص على منوالهم ، وجاء
بعدهم بنو أمية ولا هم لهم إلا اجتياح أهل البيت واستئصال شأفتهم ، ومع ذلك
كله ، فقد وصل إلينا من النصوص الصريحة ، في السنن الصحيحة ، ما فيه
الكفاية ، والحمد لله ، والسلام عليكم .

شاهد أيضاً

السيد حسن نصر الله يشيد بالاحتفال اليمني بذكرى المولد النبوي ويدين التفجير في باكستان

اشاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالإحياء اليمني الكبير والعظيم والجميل لذكرى ...