الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / الشهيد علي محسن عبد الحسن الدشتي – 138 أبو يوسف المخابر

الشهيد علي محسن عبد الحسن الدشتي – 138 أبو يوسف المخابر

من مواليد بغداد عام 1965م. تربى في أحضان أسرة فقيرة لهذا ترك الدراسة قبل ان يكمل الابتدائية واتجه للعمل في إحدى معامل الخياطة في بغداد لتهيئة العيش الكريم لأسرته.
اعتقل مرة في إجراءات إرهاب وتخويف تتخذها السلطة البوليسية الحاكمة بين الحين والآخر عشوائيًّا، ثم أطلق سراحه.
بعد قرار التبعيد القسري الذي اتخذته العصابة المجرمة في بغداد ضد أعداد كبيرة من الأسر العراقية بحجة التبعية الإيرانية ، فوجئ علي وأسرته برجال الأمن يداهمون بيتهم…
لقد أجبروا على ركوب سيارات الأمن، من دون ان يمهلوا لجمع ما يحتاجون له، فركبوا السيارات وسط الكلمات النابية والبذيئة التي سمعوها من أولئك الأزلام الذين تخرجوا في مدرسة صدام وحزب البعث.
ألقي بأسرة علي وعشرات الأسر الأخرى على الحدود الإيرانية في عام 1980م، ونقلوا من هناك إلى مخيمات المهجرين.
بعد أن شن صدام المقبور حربه على الجمهورية الإسلامية، التحق بمجاهدي بدر بتاريخ 13/04/1983م وهو فرح فخور لحمل السلاح في معسكر جهادي، وكان أول واجب كلف به في هور الحويزة مع إحدى سرايا فوج الشهيد الصدر، التي كانت مستقرة في ممر باب الهوى( ) وفي برگة سيد نور( ) ثم في النقاط الرابعة والخامسة( ).
بتاريخ 23/07/1985م أشترك في عمليات القدس التي نفذها المجاهدون للسيطرة على النصف الجنوبي لبحيرة أم النعاج والممرات المحيطة بها منها القچقچي والدوب وأم تاوة والخصرة السودة، وكان مع مجاميع الغواصين التي انطلقت قبل ساعات من بدء العمليات فحققوا أهدافهم وسيطروا على تلك المناطق.
كانت المحطة الأخيرة لذلك المجاهد هي عمليات عاشوراء التي نفذها المجاهدون بتاريخ 23/10/1985م للسيطرة على ما تبقى من بحيرة أم النعاج، وكان هدف مجموعته هو القاعدة الأولى للعدو المواجهة لمواقع المجاهدين، فانطلق مع المجاهدين( ) من فوج الشهيد الصدر الساعة الثالثة عصرًا من منطقة الهرود( )، وبعد وصولهم بركة صغيرة طلب منهم من قبل مسؤول الاستطلاع البقاء بزوارقهم والاستراحة لفترة قصيرة، لكنه فوجىء بأصوات الشخير ترتفع فرجع لإيقاظهم مندهشا كيف استطاع المجاهدون النوم وهم قاب قوسين أو أدنى من لقاء العدو وما ذلك الاطمئنان الذي يحملونه؛ فقد كان مسؤول الاستطلاع يخشى أن يسمعهم العدو، فأركب أبايوسف ومجموعة معه بزورق ضم أباعباس الحسيني( )، والسيد أباباسم، والشهداء حامد چلوب( )، وعلي إسماعيل عباس( )، وكريم هاشم راضي( )، فأنزلهم على جرف بحيرة أم النعاج.
بدأ الغواصون بضرب أهدافهم ومع انطلاق الشرارة الأولى للعمليات انطلقت الزوارق كل باتجاه هدفه فاتجه زورقان نحو هدف أبي‌يوسف ومجموعته وبعد وصولهم سيطروا على الهدف ولكن أبايوسف كان قد سقط قبل دقائق شهيدًا إثر إصابته بإطلاقات نارية عند الاشتباك مع العدو وكذلك أصيب أبومؤيد بجروح خطيرة.
أمتاز أبويوسف بالأخلاق العالية والهدوء وهنا يقول عنه المجاهد أبومصطفى الشيخ( ) «أخلاقه عالية جدًا وشجاع وكريم ومن أخلاقه العالية هي أنه لم نسمع عنه يومًا انه تشاجر مع أحد إخوانه المجاهدين ولم يرفع صوته على أحد منهم.
أما السيد أبوذر الحداد( ) فيقول «أمتاز بالأخلاق العالية وبالانقطاع العجيب في الدعاء.
شيع تشييعًا مهيبًا ودفن في مقبرة الشهداء في مدينة الأهواز.
من وصيته رحمه‌الله:
وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لاتَشْعُرُونَ (البقرة:154).
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله أجمعين.
السلام على صاحب الزمان، السلام على إمام الأمة وأمة الإمام.
وصيتي باختصار إلى إخواني المؤمنين أرجو منهم وضع اليد باليد خلف إمام الأمة لنصرة الحق… ولا تخشوا كثرة الكفار فإنكم أكثر بالملائكة، ولا تخشوا كثرة ما يملك الكفار فإن ما عندكم أكثر، لأن لكم بركات السماوات والأرض والله على نصركم لقدير.
وأرجو ان لاتختلفوا ولا تكونوا فرقًا أرجو ان تكونوا كالجسد الواحد كي لاتضعفوا ولا تهنوا.
وصيتي إلى والدي ووالدتي المحترمين: أرجو منكم العذر وبراءة الذمة لأني ما وفيت لكم حق التربية وسهر الليالي، وأوصيكم ان تربوا إخواني وأخواتي على نهج أهل البيت عليهم‌السلام… وأرجو ان تواصلوا طريقي بإرسال إخواني الباقين للحرب لنصرة الإسلام.
ووصيتي المهمة إلى والديّ ان لايرجعوا أخي أبا جواد( ) من الجبهة وأرجو من أبي‌جواد ان يواصل القتال حتى النصر أو الشهادة وأن يواسي القاسم بن الحسن عليه‌السلام.

1
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا