الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم ( عليه السلام )02

مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم ( عليه السلام )02

في وجوب معرفته صلوات الله وسلامه عليه

وأنه لا يتحقق الإيمان بدون معرفة إمام الزمان ويدل على ذلك العقل والنقل .

أما الأول : فلأن العلل المحوجة إلى وجود النبي ( صلى الله عليه وآله ) هي المحوجة إلى وجود الوصي ( عليه السلام )
بعد وفاة النبي ، والجهة الموجبة للرجوع إلى النبي هي الموجبة للرجوع إلى الوصي بعينها ،
فيجب على الله تعالى نصبه وعلى الناس معرفته لتوقف اتباعه على معرفته ( 1 ) .

وأما الثاني فمتواتر لكنا نذكر نبذا مما رواه ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني ( ره ) في
الكافي روما للاختصار ( 1 ) .

– فمنها ( 1 ) في الصحيح عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل
* ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) * قال : نحن والله الأسماء الحسنى التي ( 2 ) لا يقبل الله من
العباد عملا إلا بمعرفتنا .

أقول : لعل التعبير عنهم بالأسماء لكونهم أدلاء على الله ، وعلامات قدرته وجبروته ، كما
أن الاسم علامة لصاحبه دال عليه ، والله تعالى هو العالم .
– ومنها ( 3 ) في الصحيح عن العبد الصالح ( عليه السلام ) قال : إن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا
بإمام حتى يعرف .

أقول : يشير إلى وجوب إقامة الحجة على الله تعالى ، وإن معرفته لا يتم إلا بوجود الإمام ،
فيجب معرفته على الناس ونصبه على الله .

– ومنها في الصحيح عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في خطبة له يذكر فيها حال الأئمة ( عليهم السلام ),

وصفاتهم : إن الله عز وجل أوضح بأئمة الهدى من أهل بيت نبينا عن دينه ، وأبلج بهم عن
سبيل منهاجه ، وفتح بهم عن باطن ينابيع علمه ،

فمن عرف من أمة محمد ( صلى الله عليه وآله ) واجب حق إمامه وجد طعم حلاوة إيمانه،

وعلم فضل طلاوة إسلامه ، لأن الله تبارك وتعالى نصب
الإمام علما لخلقه ،

وجعله حجة على أهل مواده وعالمه ،

ألبسه الله تاج الوقار ،

وغشاه من نور الجبار ،

يمد بسبب إلى السماء لا يقطع عنه مواده ،

ولا ينال ما عند الله إلا بجهة أسبابه ولا يقبل الله أعمال العباد إلا بمعرفته

فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الدجى ،

ومعميات السنن ،

ومشبهات الفتن ،

فلم يزل الله تبارك وتعالى يختارهم لخلقه من ولد الحسين ( عليه السلام )

منعقب كل إمام يصطفيهم لذلك ،

ويجتبيهم ويرضى بهم لخلقه ،

ويرتضيهم كلما مضى منهم إمام نصب لخلقه من عقبه إماما علما بينا ،

وهاديا نيرا وإماما قيما ، وحجة عالما أئمة من الله
* ( يهدون بالحق وبه يعدلون ) *

حجج الله ودعاته ورعاته على خلقه ،

يدين بهديهم العباد ،
وتستهل بنورهم البلاد ،

وينمو ببركتهم التلاد ،

جعلهم الله حياة للأنام ،

ومصابيح للظلام ،

ومفاتيح للكلام ،

ودعائم للإسلام ،

جرت بذلك فيهم مقادير الله على محتومها ،

فالإمام هو المنتجب المرتضى ، والهادي المنتجى ، والقائم المرتضى ، اصطفاه الله تعالى بذلك ،

واصطنعه على عينه في الذر حين ذرأه ، وفي البرية حين برأه ظلا قبل خلق نسمة عن يمين

عرشه ، محبوا بالحكمة في علم الغيب عنده ، اختاره بعلمه وانتجبه لطهره ، بقية من آدم ( عليه السلام ) ،

وخيرة من ذرية نوح ، ومصطفى من آل إبراهيم ، وسلالة من إسماعيل وصفوة من عترة

محمد ( صلى الله عليه وآله ) لم يزل مرعيا بعين الله يحفظه ، ويكلأه بستره ، مطرودا عنه حبائل إبليس

وجنوده ، مدفوعا عنه وقوب الغواسق ونفوث كل فاسق ، مصروفا عنه قوارف السوء ، مبرءا

من العاهات ، محجوبا عن الآفات ، معصوما من الزلات ، مصانا عن الفواحش كلها ، معروفا

بالحلم والبر في يفاعه ، منسوبا إلى العلم والعفاف والفضل عند انتهائه ، مسندا إليه أمر

والده ، صامتا عن المنطق في حياته .

https://t.me/wilayahinfo

[email protected]

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...