51- طأطأ كل شريف لشرفكم وبخع كل متكبر لطاعتكم وخضع كل جبار لفضلكم وذل كل شئ لكم =
عرفنا وأبصرنا وعرف حقنا واخذ بأمرنا فهو منا والينا. (طأطأ) أي خضع وخفض (كل شريف لشرفكم) أي لاجله إذ لم يصل إليه يقال طأطأ رأسه أي خفضه. (وبخع) بالباء الموحدة والخاء المعجمة اي خضع. (كل متكبر لطاعتكم) أي فيها أو لاجلها أو لاجل اطاعتكم الله تعالى يقال بخع بالحق بخوعا اقر به وخضعه به كبخع بالكسر بخاعة وفي بعض النسخ بالنون يقال نخع لي بحقي كمنع اي أقر. (وخضع كل جبار) أي متجبر (لفضلكم) اي لاجله. (وذل كل شئ لكم) بقدرة الله تعالى وخضوع الخلفاء الجبارة لهم وتذلل الاسود والحيوانات بين يديهم في الاثار مشهورة وفي كتب الاخبار مسطورة وقد ذكرنا جملة منها في كتابنا جلاء العيون في بيان أحوالهم عليهم السلام (ومن) ذلك ما روى ان الرشيد لما أراد قتل موسى الكاظم عليه السلام أرسل الى عماله في الاطراف فقال التمسوا لي قوما لا يعرفون الله استعين بهم في مهم لي فارسلوا إليه قوما يقال لهم العبدة فلما قدموا عليه وكانوا خمسين رجلا أنزلهم في بيت من داره قريب من المطبخ ثم حمل إليهم المال =
[186]
واشرقت الارض بنوركم وفاز الفائزون بولايتكم بكم يسلك الى الرضوان =
والثياب والجواهر والاشربة والخدم ثم استدعاهم وقال من ربكم فقالوا ما نعرف ربا وما سمعنا بهذه الكلمة فخلع عليهم ثم قال للترجمان قل لهم ان لي عدوا في هذه الحجرة فادخلوا إليه وقطعوه فدخلوا باسلحتهم على الكاظم عليه السلام والرشيد ينظر ماذا يفعلون فلما رأوه رموا اسلحتهم وخروا له سجدا فجعل موسى عليه السلام يمر يده على رؤوسهم وهم منكسون وهو يخاطبهم بألسنتهم فلما رأى الرشيد ذلك غشي عليه وصاح بالترجمان اخرجهم فأخرجهم يمشون القهقرى إجلالا لموسى عليه السلام ثم ركبوا خيولهم واخذوا الاموال ومضوا. (واشرقت الارض بنوركم) اي بنور وجودكم فانه لولاكم لما اوجدت هي وغيرها من الموجودات أو اشرقت قلوب اهل الارض بنور هدايتكم وأفرد النور لانهم نور واحد كما تقدم أو يكون اشارة الى قوله تعالى (واشرقت الارض بنور ربها (1)) فانهم نور الله تعالى كما سبق. (وفاز الفائزون بولايتكم) اي لسبب اعتقاد امامتكم ومحبتكم ومتابعتكم (بكم) دون غيركم (يسلك) الى الطريق =
(1): سورة الزمر آية 69
[187]
وعلى من جحد ولايتكم غضب الرحمن بابي انتم وأمي ونفسي واهلي ومالي ذكركم في الذاكرين واسماؤكم في الاسماء واجسادكم في الاجساد وارواحكم في الارواح وانفسكم في النفوس وآثاركم في الاثار وقبوركم في القبور =
(الرضوان) اي رضاء الله تعالى الذي هو اعظم الدرجات كما قال تعالى: (ورضوان من الله اكبر) (1). (وعلى من جحد ولايتكم) وانكر امامتكم وخلافتكم ووجوب طاعتكم (غضب الرحمن) الذي هو اعظم انواع العذاب. (بابي انتم) اي مفديون أو افديكم. (بأبي وامي ونفسي واهلي ومالي ذكركم في الذاكرين واسمائكم في الاسماء واجسادكم في الاجساد وأرواحكم في الارواح وانفسكم في النفوس واثاركم في الاثار وقبوركم في القبور) هذه الفقرات تحتمل معان الاول ان يكون المعنى ان ذكركم وان كان في الظاهر مذكورا بين الذاكرين بان يذكروكم ويذكروا غيركم وتذكر اسمائكم في اسمائهم بان يقولوا محمدا وعلي وهكذا وكذا البواقي الا انه لا نسبة بين ذكركم وذكر غيركم ولا بين اسمائكم واسماء غيركم وكذا البواقي بقرينة قوله بعد ذلك.(1): سورة التوبة آية 72.
شاهد أيضاً
مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره
رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...