الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم ( عليه السلام )32

مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم ( عليه السلام )32

– في البحار عن النعماني ( 3 ) ، بإسناده عن أبي وائل ، قال : نظر أمير المؤمنين علي ( عليه السلام )
إلى الحسين ، فقال : إن ابني هذا سيد ، كما سماه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سيدا ، وسيخرج الله من صلبه
رجلا باسم نبيكم ، يشبهه في الخلق والخلق ، يخرج على حين غفلة من الناس ، وإماتة للحق ،
وإظهار للجور ، والله لو لم يخرج لضربت عنقه ( 4 ) يفرح بخروجه أهل السماوات وسكانها ،
وهو رجل أجلى الجبين أقنى الأنف ، الخ .
– ومن طريق المخالفين عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 5 ) قال : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد ،
لبعث الله رجلا اسمه اسمي وخلقه خلقي ( الحديث ) .
وقد مر بعض الأخبار في جماله ( عليه السلام ) فراجع .
والخلق كما في كتب اللغة : السجية ، فمعنى كون خلقه كخلق النبي ( صلى الله عليه وآله ) شباهته به في
عامة صفاته وسجاياه ، لا خصوص حسن المعاشرة وغير ذلك .
ويؤيد ما ذكرنا أن صاحب كشف الغمة نقل عن محمد بن يوسف الشافعي في كفاية
الطالب ، ( 1 ) أنه قال بعد ذكر هذا الحديث ومعنى قوله ( صلى الله عليه وآله ) خلقه خلقي : من أحسن الكنايات
عن انتقام المهدي ( عليه السلام ) من الكفار لدين الله تعالى ، كما كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقد قال تعالى : * ( إنك
لعلى خلق عظيم ) * : قال الفقير إلى الله تعالى علي بن عيسى عفى الله عنه : العجب قوله من
أحسن الكنايات إلى آخر الكلام ومن أين تحجر على الخلق فجعله مقصورا على الانتقام
فقط ! وهو عام في جميع أخلاق النبي ( صلى الله عليه وآله ) من كرمه وشرفه وعلمه وحلمه وشجاعته وغير
ذلك من أخلاقه التي عددتها في صدر هذا الكتاب واعجب من قوله : ذكر الآية دليلا على
ما قرره . إنتهى كلامه رفع في الخلد مقامه .
خوفه ( عليه السلام )
– في الكافي ( 2 ) بإسناده عن زرارة ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إن للقائم ( عليه السلام )
غيبة قبل أن يقوم ، قلت : ولم ؟ قال : إنه يخاف ، وأومى بيده إلى بطنه يعني القتل .
– وفي حديث آخر ( 3 ) عن زرارة ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إن للغلام غيبة قبل
أن يقوم ، قال : قلت ولم ؟ قال : يخاف وأومى بيده إلى بطنه ، ثم قال : يا زرارة وهو المنتظر ،
وهو الذي يشك في ولادته منهم من يقول : مات أبوه بلا خلف ، ومنهم من يقول : حمل ،
ومنهم من يقول إنه ولد قبل موت أبيه بسنتين ، غير أن الله عز وجل يحب أن يمتحن الشيعة .
فعند ذلك يرتاب المبطلون ، قال : قلت : جعلت فداك ، إن أدركت ذلك الزمان أي شئ
أعمل ؟ قال ( عليه السلام ) : يا زرارة إذا أدركت ذلك الزمان فادع بهذا الدعاء : ” اللهم عرفني نفسك ،
فإنك إن لم تعرفني نفسك ، لم أعرف نبيك ، اللهم عرفني رسولك ، فإنك إن لم تعرفني
رسولك ، لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك ، فإنك إن لم تعرفني حجتك ، ضللت
عن ديني ” .
أقول : قد ورد هذا الدعاء في حديث آخر ( 1 ) هكذا : ” اللهم عرفني نفسك ، فإنك إن لم
تعرفني نفسك ، لم أعرفك ، اللهم عرفني نبيك ، فإنك إن لم تعرفني نبيك ، لم أعرفه قط ،
اللهم عرفني حجتك ، فإنك إن لم تعرفني حجتك ، ضللت عن ديني ” .
– وفي الكافي ( 2 ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في خطبة له وأنك لا تخلي أرضك من حجة
لك على خلقك ، ظاهر ليس بالمطاع ، أو خائف مغمور كيلا تبطل حجتك ، ولا تضل
أولئك ( 3 ) بعد إذ هديتهم ، الخ .
ومر في الباب الثاني ح 17 عن الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) أنه قال : هو الخامس من ولدي
له غيبة يطول أمدها خوفا على نفسه .
– وفي كمال الدين ( 4 ) بإسناده ، عن سيد العابدين ( عليه السلام ) : في القائم سنة من سبعة أنبياء :
سنة من أبينا آدم ( عليه السلام ) وسنة من نوح ، وسنة من إبراهيم ، وسنة من موسى ، وسنة من عيسى ،
وسنة من أيوب ، وسنة من محمد صلوات الله عليهم ، فأما من آدم ونوح فطول العمر ، وأما
من إبراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس ، وأما من موسى ( عليه السلام ) فالخوف والغيبة ، وأما من
عيسى فاختلاف الناس فيه ، وأما من أيوب ( عليه السلام ) فالفرج بعد البلوى ، وأما من محمد فالخروج
بالسيف .
– وفيه ( 5 ) عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء ( عليهم السلام )
سنة من موسى ، وسنة من عيسى ، وسنة من يوسف ، وسنة من محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فأما من موسى
فخائف يترقب ، وأما من يوسف فالسجن ، وأما من عيسى فيقال إنه مات ولم يمت ، وأما من
محمد ( صلى الله عليه وآله ) فالسيف .
– وفيه ( 6 ) عن الصادق ( عليه السلام ) عن أبيه ( عليه السلام ) قال : إذا قام القائم ( عليه السلام ) ، قال : * ( ففررت منكم لما
خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين ) * .
– وفيه ( 1 ) بإسناده عن زرارة قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) يقول : إن للقائم
غيبة قبل أن يقوم ، قلت : ولم ذلك جعلت فداك ؟ قال : يخاف وأشار بيده إلى بطنه وعنقه ،
الخ .
– وفي كتاب المحجة ( 2 ) عن الصادق ( عليه السلام ) في تفسير قول الله عز وجل : * ( وعد الله الذين
آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن
لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ) * ( 3 )
قال ( عليه السلام ) : القائم وأصحابه .
خلافته ( عليه السلام ) على المسلمين
مر في الباب الثالث ما يدل عليه .
– ويدل عليه أيضا ما في كفاية الأثر ( 4 ) من طريق العامة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) الخلفاء بعدي
اثنا عشر تسعة من صلب الحسين ( عليه السلام ) والتاسع قائمهم ومهديهم ، فطوبى لمحبيهم ، والويل
لمبغضيهم .
– وفيه ( 5 ) عنه ( صلى الله عليه وآله ) قال لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم الحق منا ، وذلك حين يأذن الله
عز وجل ، فمن تبعه نجى ، ومن تخلف عنه هلك ، فالله الله عباد الله ، ائتوه ولو على الثلج ،
فإنه خليفة الله .
– ويدل عليه أيضا ما في البحار ( 6 ) عن كشف الغمة ، من طريق العامة عن رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال يخرج المهدي وعلى رأسه غمامة فيها مناد ينادي : هذا المهدي خليفة الله
فاتبعوه .
– ومن طريق العامة أيضا عنه ( صلى الله عليه وآله ) ( 7 ) قال يقتتل عند كنزكم ثلاثة ، كلهم ابن خليفة ، ثم
لا يصير إلى واحد منهم ، ثم تجيء الرايات السود ، فيقتلونهم قتلا لم يقتله قوم ، ثم يجيء
خليفة الله المهدي ، فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه ، فإنه خليفة الله المهدي ختم العلوم به .
– في حديث كميل المروي في دار السلام ، قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يا كميل ! ما من علم
إلا وأنا أفتحه ، وما من شئ إلا والقائم يختمه الخبر .
أقول : المراد بشئ ، إما العلم بقرينة صدر الكلام ، وإما جميع الكمالات والأخلاق
الحسنة والعلوم والمعارف الحقة التي أظهر سائر الأئمة بعضها بمقتضى صلاح زمانهم ،
والقائم عجل الله تعالى فرجه يظهر جميعها فالجميع يختم بظهوره .

شاهد أيضاً

السياسة المحورية ونهضة المشروع القرآني لتقويض المصالح الغربية العدائية

فتحي الذاري مأخذ دهاليز سياسة الولايات المتحدة الأمريكية والمصالح الاستراتيجية في الشرق الأوسط تتضمن الأهداف ...