مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم ( عليه السلام )39
30 أكتوبر,2018
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
1,364 زيارة
– ولذلك قال الصادق ( عليه السلام ) في الحديث المروي في البحار ( 1 ) وغيبة النعماني : أما والله
ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر . وسيأتي بعض الأخبار المصرحة
بعدله .
عطف الهوى على الهدى
– من كلام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ( 2 ) في وصف القائم ( عليه السلام ) في بعض خطبه : يعطف الهوى
على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى ، ويعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على
الرأي .
عطاؤه ( عليه السلام )
– في البحار ( 3 ) وغاية المرام من طريق العامة ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : يكون عند انقطاع من
الزمان وظهور من الفتن ، رجل يقال له المهدي ، يكون عطاؤه هنيئا .
أقول : كون عطائه هنيئا بسبب وقوع المؤمنين قبل ظهوره في المضيقة ، وابتلائهم بأنواع
الشدة والمصيبة .
– كما ورد في تفسير قوله تعالى : * ( ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من
الأموال والأنفس والثمرات ) * ( 4 ) عن الصادق ( عليه السلام ) : إنها للمؤمنين قبل قيام القائم .
ويأتي الحديث ، في الباب الثامن إن شاء الله تعالى ، وفي حديث إبراهيم الكرخي
المروي في كمال الدين ( 5 ) ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في وصف القائم ( عليه السلام ) ، قال : يا إبراهيم هو
مفرج الكرب عن شيعته بعد ضنك شديد ، وبلاء طويل ، الخ ، ويأتي بطوله في حرف الفاء
إن شاء الله تعالى أيضا .
– وفي تفسير حمعسق ( 6 ) عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ( 7 ) قال : ( حم ) حتم و ( ع ) عذاب ، و ( س )
سنون كسني يوسف عليه السلام و ( ق ) قذف وخسف ومسخ يكون في آخر الزمان ، الخ .
ولا يخفى أن الفرج بعد الشدة ، والعطاء بعد الضيق والمشقة ، أهنأ من غيره ، وإلى ذلك
أشار ( عليه السلام ) في صدر الحديث بقوله : عند انقطاع من الزمان ، وظهور من الفتن ، ويمكن أن يكون
ذلك من جهة عدم شوب عطائه بالمن ، كما هو دأب أكثر الناس فإنهم إن أعطوا أعطوا قليلا ،
ومنوا كثيرا ، ومن جهة كونه أكرم الناس وأعظمهم شأنا . ولا ريب أن عطاء الكريم أهنأ من
غيره . أو من جهة كثرة عطائه :
– فقد ورد ( 1 ) من طريق العامة ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : يخرج في آخر الزمان خليفة
يعطي المال بلا عدد .
– وفي حديث آخر ، عنه ( صلى الله عليه وآله ) في وصف القائم ( عليه السلام ) والمال يومئذ كثير يقول الرجل :
يا مهدي أعطني ، فيقول : خذ . رواهما في غاية المرام ( 2 ) وتقدم في سخائه ما يناسب المقام ،
ويأتي في كرمه ما له دخل في هذا المطلب إن شاء الله تعالى .
عزلته ( عليه السلام ) عن الناس
مر في خوفه ما يدل عليه .
– وفي الصحيح ( 3 ) عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة ،
ولا بد له في غيبته من عزلة ، ونعم المنزل طيبة وما بثلاثين من وحشة .
– وفي قضية إبراهيم بن مهزيار المروية في كمال الدين ( 4 ) وغيره قال ( عليه السلام ) : إن أبي عهد
إلي أن لا أوطن من الأرض إلا أخفاها وأقصاها ، إسرارا لأمري وتحصينا لمحلي من مكائد
أهل الضلال والمردة ، من أحداث أمم الضوال . إلى آخر ما قال ( عليه السلام ) .
عبادته ( عليه السلام )
– يدل على ذلك ما روي عن الكاظم ( عليه السلام ) في وصفه ( عليه السلام ) : يعتوره مع سمرته صفرة من
سهر الليل .
أقول : وهذا معنى قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) ( 1 ) في وصفه : وجهه كالدينار .
وقال الفاضل المحدث النوري : يعني كالدينار في الصفاء والتلألؤ والله العالم .
يقول المصنف : إن الحديث الأول مروي في كتاب فلاح السائل ( 2 ) وصلاة البحار ( 3 ) عن
الكاظم ( عليه السلام ) وبعده : بأبي من ليله يرعى النجوم ساجدا وراكعا ، الخ وسيأتي الحديث بتمامه
في الباب السادس فنسبة هذا الحديث إلى الصادق ، كما وقع في نجم الثاقب كأنه سهو منه
فتدبر ، ولعله وقف على حديث آخر .
حرف الغين المعجمة : غيبته ( عليه السلام ) عن الأبصار بحكم الخالق الجبار
قد أخبر بها الرسول المختار ، والأئمة الأطهار صلوات الله عليهم ما أظلم الليل وأضاء
النهار .
– ففي كمال الدين ( 4 ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي ،
أشبه الناس بي خلقا وخلقا ، تكون به غيبة وحيرة ، تضل فيها الأمم ، ثم يقبل كالشهاب
الثاقب ، يملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما .
– وعنه ( عليه السلام ) ( 5 ) أيضا قال : المهدي من ولدي ، تكون له غيبة وحيرة ، تضل فيها الأمم ،
يأتي بذخيرة الأنبياء ( عليهم السلام ) فيملأها عدلا وقسطا ، كما ملئت جورا وظلما .
– وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ( 6 ) قال : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي ، وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه
ويتولى أولياءه ويعادي أعداءه ذلك من رفقائي ، وذوي مودتي ، وأكرم أمتي علي يوم
القيامة .
– وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ( 7 ) أنه قال للحسين : التاسع من ولدك يا حسين هو القائم
بالحق ، المظهر للدين ، الباسط للعدل ، قال الحسين : فقلت : يا أمير المؤمنين وإن ذلك لكائن ،
فقال ( عليه السلام ) : أي والذي بعث محمدا بالنبوة ، واصطفاه على جميع البرية ، ولكن بعد غيبة
وحيرة ، لا يثبت فيها على دينه إلا المخلصون ، المباشرون لروح اليقين ، الذين أخذ الله
ميثاقهم بولايتنا ، وكتب في قلوبهم الإيمان ، وأيدهم بروح منه .
– وعن أصبغ بن نباتة ( 1 ) قال : أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فوجدته
متفكرا ، ينكت الأرض فقلت : يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكت في الأرض ، أرغبت
فيها ؟ فقال : لا والله ما رغبت فيها ، ولا في الدنيا يوما قط ، ولكن فكرت في مولود يكون من
ظهر الحادي عشر من ولدي ، هو المهدي يملأها عدلا كما ملئت جورا وظلما تكون له حيرة
وغيبة تضل فيها أقوام وتهتدي فيها آخرون ، فقلت : يا أمير المؤمنين وإن هذا لكائن ؟
فقال ( عليه السلام ) : نعم كما أنه مخلوق ، الخبر .
2018-10-30