الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / في ذكر آدم (عليه السّلام )فصل ـ 2 ـ

في ذكر آدم (عليه السّلام )فصل ـ 2 ـ

2 ـ وبالاسناد المذكور ، عن إبن بابويه ، أخبرنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ومحمّد بن عليّ ما جيلويه ، أخبرنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة ، عن عمرو بن عثمان ، عن العبقري ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن حبّة العرني ، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه قال : ان الله تعالى خلق (1) آدم صلوات الله عليه من آديم الأرض ، فمنه السّباخ والمالح والطّيب ، ومن ذرّيته الصّالح والطّالح ، وقال : إنّ الله تعالى لمّأ خلق آدم صلوات الله عليه ونفخ فيه من روحه نهض ليقوم ، فقال الله تعالى : وخلق الإنسان عجولاً (2) وهذا (3) علامة للملائكة ، إنّ (4) من أولاد آدم عليه السّلام من (5) يصير بفعله صالحاً ، ومنهم من يكون طالحاً بفعله ، لا أنّ من خلق من الطّيب لا يقدر على القبيح ، ولا أنّ من خلق من السّبخة (6) لا يقدر على الفعل الحسن (7).

3 ـ وبهذا الاسناد ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله الصّادق صلوات الله عليه قال : كانت الملائكة تمرّ بآدم صلوات الله عليه ـ أي بصورته ـ وهو ملقي في الجنّة من طين ، فتقول : لأمر ما خلقت ؟ (8) .

4 ـ وبالاسناد المتقدّم ، عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عنمحمد الحلبي ، عن أبي عبدالله الصّادق عليه السلام قال : إنّ القبضة التي قبضها الله تعالى من الطين الذين خلق آدم صلوات الله عليه منه أرسل الله إليها (9) جبرئيل أن يأخذ منها إن شاء ، فقالت الأرض : أعوذ بالله أن تأخذ منّي شيئاً ، فرجع فقال : يا ربّ تعوّذت بك . فأرسل الله تعالى إليها إسرافيل (10) وخيّره ، فقال مثل ذلك فرجع فأرسل الله إليها ميكائيل (11) وخيّره أيضاً ، فقالت مثل ذلك ، فرجع فأرسل الله إليها ملك الموت ، فأمره على الحتم ، فتعوّذت بالله أن يأخذ منها ، فقال ملك الموت : وأنا أعوذ بالله أن أرجع إليه حتّى آخذ منك قبضة . 
وإنّما سمّي (12) آدم لأنّه أخذ من أديم الأرض . وقال : إنّ الله (13) تعالى خلق آدم من الطين وخلق حوّا (14) من آدم ، فهمّه الرّجال الأرض وهمّة النّساء الرّحال . وقيل : أديم الأرض أدنى الأرض الرّابعة إلى اعتدال ، لأنّه خلق وسط الملائكة (15) (16) .

5 ـ وبالإسناد المذكور ، عن محمد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سيف بن عميرة ، عن أخيه ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله الصّادق عليه الصّلاة والسّلام قال : قلت : سجدت الملائكة لآدم صلوات الله عليه ووضعوا جباههم على الأرض ؟ قال : نعم تكرمة من الله تعالى (17) .

6 ـ وبالاسناد المذكور ، عن ابن ابي عمير ، عن جميل بن درّاج قال سألت أبا عبدالله عليه الصّلاة والسّلام أكان إبليس من الملائكة أم (18) من الجنّ ؟ قال : كانت الملائكة ترى أنّه منها ، وكان الله يعلم أنّه ليس منها ، فلمّا أمر بالسّجود كان منه الّذي كان (19) .

7 ـ وبالاسناد المذكور ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن الصّادق عليه السلام قال : أمر (20) ابليس بالسّجود لآدم ، فقال : يا ربّ وعزّتك إن أعفيتنى من السّجود لآدم عليه السلام لأعبدك (21) عبادة ما عبدك أحد (22) قطّ مثلها قال الله (23) جلّ جلاله : إنّى احبّ أن اطاع من حيث اُريد . 
وقال : إنّ ابليس رن أربع رنّات : اولاهم يوم لعن ، ويوم أهبط (24) إلى الارض ، وحيث بعث محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم على فترة من الرّسل ، وحين أنزل أمّ الكتاب . ونخر نخرتين : حين أكل آدم من الشّجرة ، وحين أهبط من الجنّة . 
وقال في قوله تعالى : « فبدت لهما سوءاتهما » (25) كانت سوءاتهما لا ترى ، فصارت ترى بارزة وقال : الشجرة الّتي نهى عنها آدم صلوات الله عليه وهي السّنبلة (26) .

8 ـ وفي رواية اُخرى عنه عليه السلام أنّه قال : إنّ الشّجرة الّتي نهى عنها آدم عليه السّلام هي شجرة العنب (27) . 
ولا تنافي بينهما ، لأنّ شجرة الجنّة تحمل الأنواع من الأكل ، وكانت تلك الشّجرة تحمل العنب والحنطة جميعاً (28) .
____________
(1) في ق 2 : لما خلق .
(2) الآية في الكتاب المجيد « وخلق الإنسان ضعيفاً » سورة النساء : ( 28 ) .
(3) في ق 1 : هذه .
(4) في ق 2 : وان .
(5) في ق 2 وق 3 وق 4 والبحار : يكون من .
(6) في ق 2 : ولا من خلق من السّبخة ، وفي ق 3 : لا يقدم على القبيح . . . لا يقدم على الفعل الخير .
(7) بحار الأنوار : ( 11 | 112 ـ 113 ) ، برقم : ( 32 ) ، قال العلامة المجلسي رحمه الله : بيان ـ قوله « وهذا علامة » كلامه الرّاوندي ذكره لتأويل الخبر .
(8) بحار الأنوار ( 11 | 113 ) ، برقم : ( 33 ) . 
(9) في ق 2 : ارسل اليها .
(10) في ق 2 : فأرسل إسرافيل .
(11) في ق 2 وق 3 : فأرسل الله ميكائيل .
(12) في ق 2 : وانما يسمى .
(13) في ق 3 : الارض ، ثم أن الله .
(14) في ق 2 : وحوا .
(15) في ق 3 وق 4 : وسط من الملائكة ، وفي البحار : وسط بين الملائكة والبهائم .
(16) بحار الأنوار ( 11 | 113 ) ، برقم : ( 35 ) .
(17) بحار الأنوار ( 11 | 139 ) ، برقم : ( 3 ) .
(18) في ق 2 : والسلام عن ابليس من الملائكة . 
(19) بحار الأنوار ( 63 | 249 ) ، باب ذكر ابليس وقصصه : برقم : ( 109 ) .
(20) في ق 1 : لما أمر .
(21) في ق 1 وق 3 والبحار : لأعبدنك ، وفي ق 4 : لعبدتك .
(22) في ق 4 : لم يعبدك أحد .
(23) في ق 1 : فقال الله .
(24) في ق 2 : هبط .
(25) سورة طه : ( 121 ) .
(26) بحار الأنوار ( 2 | 262 ) و( 11 | 179 ) برقم : ( 14 و179 ) برقم : ( 26 و250 ) ، برقم : ( 110 ) .
(27) بحار الأنوار ( 11 | 179 ) ، برقم : ( 27 ) .
(28) ليس في ق 2 : والحنطة جميعاً . 

شاهد أيضاً

اليمن – رمز الشرف والتضامن العربي مع غزة فتحي الذاري

  ان الحشد المليوني للشعب اليمني بكافة قواه الفاعلة والاصطفاف الرشيد بقيادة السيد القائد عبدالملك ...