الرئيسية / الاسلام والحياة / المرأة والأسرة في فكر الإمام الخامنئي

المرأة والأسرة في فكر الإمام الخامنئي

أبرز شعارات القضية في الغرب

1- الحرية[1]:

الشعار المرفوع في الغرب بالدرجة الأولى هو حرّية المرأة. وكلمة الحرّية هذه لها معنىً فضفاض، قد يقصد به التحرّر من العبودية، وقد يراد به التحرّر من الأخلاق ـ لأنّ الأخلاق أيضاً نوع من القيود والحدود ـ وقد تعني التحرّر من استغلال ربّ العمل الذي يستثمر جهود المرأة بأجور زهيدة، ولربّما يراد بها الانعتاق من القوانين التي تكبّل ارادة المرأة أمام الزوج، كلمة الحرية قد تشمل كلّ هذه المعاني. ناهيك عن أنّ الشعارات المرفوعة التي تطالب بحقوق المرأة تضمّ سلسلة من المطالب التي يتناقض بعضها مع بعضها الآخر، فما معنى هذه الحريّة؟

 

من المؤسف أنّ أكثر ما يُفهم من (الحريّة) في العالم الغربيّ هو معناها المغلوط والضارّ، أي التحرّر من القيود العائلية، ومن الهيمنة المطلقة للزوج، والتحرّر حتّى من التزامات الزواج وتشكيل الأسرة

 

وتربية الأولاد في الموارد التي تحصل فيها حالات الشهوة العابرة، ـ وليس هذا معناها السليم.

 

ولهذا يلاحظ أنّ من جملة ما يثار في العالم الغربيّ مسألة الإجهاض، وهي مسألة خطيرة رغم ما تتّسم به ظاهرياً من بساطة أو عدم أهمية. هذه هي الشعارات والمطالب التي غالباً ما تثار في الغرب.

 

ولهذا يقال إنّ حركة تحرير المرأة إذا كانت تسير في سياق صحيح وتنادي بمطالب صحيحة وتنتهج أُسلوباً كفاحياً صحيحاً، لا يمكن أن تحمل كلّ هذا المعنى الواسع الذي ينطوي بعضه على أبعاد مضرّة قطعاً، حتّى وإن كانت فيه جوانب مفيدة، وهذا ما يوجب التنقيب عن شعارات أفضل وأقوم وأصحّ وأكثر قدرة على معالجة المشكلة[2].

 

2- المساواة بين الجنسين:

النظرة الغربية للمرأة قائمة أساساً على عدم المساواة. لا تنظروا إلى ظاهر المبادئ التي ينادي بها الغرب، فهي مجرّد شعارات جوفاء ليس فيها أيّ نصيب من الحقيقة. والثقافة الغربية لا يمكن استيعابها عبر إجالة النظر في الشعارات، بل لا بدّ من التنقيب عنها عبر استقراء أعمالهم الأدبية[3].

 

ومن البديهيّ أنّ العدالة غير المساواة. لا يلتبس الأمر عليكم، فقد يكون في المساواة ظلم أحياناً. بينما العدالة تعني وضع كلّ شيء في

 

نصابه، وإعطاء كل شخص حقّه. فقد كان العدل حينذاك عدلاً مطلقاً لا تشوبه شائبة[4].

 

القسط هذا هو معناه، نحن لا نقول بوجوب المساواة بين جميع أفراد المجتمع، فالمساواة مستحيلة بسبب اختلاف بني الإنسان في القوى والعزائم والهمم والجهود، بعضهم يبذل جهداً قليلاً وبعضهم الآخر يبذل جهوداً أكبر، وبعضهم لديه مزيد من الإبداع، والكفاءات على العموم متفاوتة، ﴿وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ[5], الناس مختلفون في كفاءاتهم، ولا نزاع في ذلك، وإنّما المهمّ هو أن يعمل الجميع على قدر كفاءتهم، ويسعوا على قدر هممهم، ويكسبوا ويحصّلوا على قدر استعدادهم[6].

 

[1] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة ولادة الصديقة الطاهرة عليها السلام ويوم المرأة، في طهران – ملعب الحرية الرياضي، بحضور جموع غفيرة من النساء المؤمنات، بتاريخ 19/06/1418ه.ق.

[2] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة ولادة الصديقة الطاهرة عليها السلام ويوم المرأة، في طهران – ملعب الحرية الرياضي، بحضور جموع غفيرة من النساء المؤمنات، بتاريخ 19/06/1418ه.ق.

[3] م.ن.

[4] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة خطبتا صلاة الجمعة ـ العبادية ـ السياسية، في طهران، بحضور جموع المصلّين، بتاريخ 11/01/1419ه.ق.

[5] سورة هود، الآيتان 118-119.

[6] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة مراسم المصادقة على حكم رئاسة جمهورية السيد محمد خاتمي، في طهران، بحضور كبار مسؤولي النظام الإسلامي، بتاريخ 28/03/1418ه.ق.

شاهد أيضاً

الولايات المتحدة تعتزم إرسال جنرالات لوضع خطط للعملية المقترحة في رفح

تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية إرسال جنرالات لوضع خطط للعملية المقترحة في مدينة رفح جنوبي قطاع ...