المرأة والأسرة في فكر الإمام الخامنئي
28 مارس,2019
الاسلام والحياة, صوتي ومرئي متنوع
815 زيارة
منطقيّة وعملانيّة الأحكام الإسلاميَّة
الإنسان هو الذي يسير على طريق التكامل والتعالي. ولا فرق بين الرجل والمرأة في الحقوق الاجتماعيّة، كما لا فرق بين الرجل والمرأة في الحقوق الشخصية والفرديّة. ولقد أعطي للمرأة بعض الامتيازات في بعض المسائل الشخصية والخاصّة. وكذا الأمر بالنسبة إلى الرجل. وذلك طبقاً لِما تقتضيه طبيعة كلّ منهما. هذا هو الإسلام، إنّه الأمْتن والأكثر منطقيّة والأكثر قوانينَ عملانيّة وضوابطَ، التي يمكن للإنسان أن يفترضها لكلا الجنسين، من بين القوانين والحدود الموجودة[1].
وقد اتّخذ الإسلام موقفاً بارزاً فجعل المرأة في موضعها الحقيقيّ. إنّ جميع المقامات المعنوية والدرجات الإنسانية مقسّمة بين المرأة
والرجل بالسويّة. المرأة في هذه الاُمور مساوية للرجل “من عمل صالحاً من ذكر أو اُنثى فلنحيينّه حياة طيّبة…”[2]. وفي موارد اُخرى فقد قدّمت المرأة على الرجل، وذلك إذا كانا أبوين لابن، فقُدّمت خدمة الابن لأمّه على خـدمته لأبيه، فحق الأمّ عليه أكبـر ووظيفتـه تجـاه أمّـه أعظم. وهـناك الكثير من الروايات في هذا الباب، فقد ورد أنّه جاء رجل الى رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول اللّه من اَبرُّ؟ قال: “اُمّك“، قال: ثمّ من؟ قال: “اُمّك“! قال: ثمّ من؟ قال: “اُمّك“. قال: ثم من: قال: “أباك“![3].
أي أنّ للمرأة ـ في معيار الأسرة وبين الأبناء ـ حقّاً أعظم من الرجل. طبعاً هذا ليس من باب ترجيح قسم على آخر، كلّا بل لأنّ النساء يتحمّلن العناء والمشاقّ أكثر من الرجال، فهذا هو العدل الإلهيّ، فكلّما كان العناء والمشقة أكثر كان الحقّ أعظم. أمّا في الأمور المالية، كحقّ رئاسة الأسرة، ووظيفة إدارة الأسرة، فهذه الاُمور متعادلة في الإسلام، ولم يضع الإسلام قانوناً يظلم فيه المرأة أو الرجل بمقدار ذرة واحدة، جعل حقاً للمرأة وآخر للرجل، جعل ثقلاً في كفّ المرأة وآخر في كفّ الرجل، وعندما يدقّق أصحاب الرأي والتحقيق في هذه الاُمور، يلاحظون ذلك[4].
هنا ركّز الإسلام على نقطة رئيسية، فبما أنّ الرجال أكثر خشونة وإرادتهم في مواجهة المشاكل وأجسامهم أقوى، كانت الأعمال المهمة والمسؤوليّات والقدرات المختلفة بأيديهم طوال أدوار التاريخ المختلفة، ممّا أعطاهم إمكانية استغلال الجنس الآخر. انظروا الى بلاط السلاطين ودور الأثرياء والأغنياء وأصحاب القدرة والمال، فمن منهم لم يفكّر ـ لماله أو منصبه أو قوّته ـ في التعرّض أو الاعتداء على المرأة بنحو ما؟ هنا وقف الإسلام بكل قوّته وأعطى الكثير من اهتمامه لبناء الأسرة، فجعل حدّاً بين الرجل والمرأة في المجتمع، فلا يحقّ لأحد تجاوز هذا الحدّ أو إزالته. فعلاقة الرجل بالمرأة في الأسرة تكون بصورة معينة، وعلاقته بها في المجتمع بصورة أخرى، فإذا تحطّمت الضوابط والحدود التي وضعها الإسلام حائلاً بين المرأة والرجل في المجتمع، تهدّمت معها الروابط الأُسريّة أيضاً[5].
[1] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء جمع من مدّاحي أهل البيت عليهم السلام، بمناسبـة ذكرى ولادة سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام، في طهران، بحضور جمع من الشعراء والمدّاحين، بتاريخ 01/05/2013م.
[2] ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ (سورة النحل، الآية 97).
[3] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص159، باب بر الوالدين، ح7.
[4] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة ولادة السيدة زينب الكبرى عليها السلام، في طهران، بحضور حشود من الأخوات، بتاريخ 05/05/1415ه.ق.
[5] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة ولادة السيدة زينب الكبرى عليها السلام، في طهران، بحضور حشود من الأخوات، بتاريخ 05/05/1415ه.ق.
2019-03-28