الفـصـل الأول : فـطـرة الـسـمـاوات والأرض
هذا الباب بمثابة المقدمة لبقية أبواب العقائد ، وفيه بحوث كثيرة ، لكن أصوله بشكل عام موضع اتفاق بين المسلمين ، لذلك تَتَبعنا مواد موضوعاته من المصادر المختلفة ، وقمنا بتنظيمها وتبويبها موضوعياً تحت عناوين مناسبة ، ليسهل على الباحث الرجوع إليها ، وبسطنا القول أحياناً في بعض موضوعاته التي قدرنا أنها تحتاج إلى ذلك .

ـ فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريَ مما تشركون . إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والاَرض حنيفاً وما أنا من المشركين . الاَنعام 78 ـ 79
ـ قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والاَرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى ، قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين . إبراهيم ـ 10




















ـ نهج البلاغة ج 1 ص 215

ـ الكافي ج 2 ص 12
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال قلت : فطرة الله التي فطر الناس عليها ؟ قال : التوحيد .
ـ علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل : فطرة الله التي فطر الناس عليها ، ما تلك الفطرة ؟ قال : هي الاِسلام ، فطرهم الله حين أخذ ميثاقهم على التوحيد ، قال : ألست بربكم ؟ وفيهم المؤمن والكافر .
ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل : حنفاء لله غير مشركين به ؟ قال : الحنيفية من الفطرة التي فطر الله الناس عليها . لا تبديل لخلق الله ؟ قال : فطرهم على المعرفة به .
ـ المحاسن للبرقي ج 1 ص 241
عنه ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله : حنفاء لله غير مشركين به ، ما الحنيفية ؟ قال : هي الفطرة التي فطر الناس عليها ، فطر الله الخلق على معرفته .
ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن زرارة قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عز وجل : فطرة الله التي فطر الناس عليها ؟ قال : فطرهم جميعاً على التوحيد .
ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن ابن أبي جميلة ، عن محمد الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز وجل : فطرة الله التي فطر الناس عليها ؟ قال : فطرهم على التوحيد .


ـ التوحيد للصدوق ص 328 ـ 330
روى الصدوق عشر روايات تحت عنوان ( باب فطرة الله عز وجل الخلق على التوحيد ) وقد تقدم أكثرها ، وجاء في السابعة منها (التوحيد ومحمد رسول الله وعلي أمير المؤمنين ) .
ـ معاني الاَخبار للصدوق ص 350
محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل : حنفاء لله غير مشركين به ، وقلت : ما الحنفية ؟ قال : هي الفطرة . انتهى . ورواه في بحار الاَنوار ج 3 ص 276 ، وروى عدداً وافراً من هذه الاَحاديث ج 3 ص 276 وج 5 ص 196 وص 223 ، والحلي في مختصر بصائر الدرجات ص 158 ـ 160 ، والحويزي في تفسير نور الثقلين ج 2 ص 96 وج 4 ص 186 . . . . وغيرهم .
ـ نهج البلاغة ج 1 ص 120

ـ علل الشرائع ج 1 ص 121



ـ تفسير العياشي ج 1 ص 104
ـ عن مسعدة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله : كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين .
فقال : كان ذلك قبل نوح . قيل : فعلى هدى كانوا ؟ قال : بل كانوا ضلالاً ، وذلك أنه لما انقرض آدم وصالح ذريته بقي شيث وصيه لا يقدر على إظهار دين الله الذي كان عليه آدم وصالح ذريته ، وذلك أن قابيل تواعده بالقتل كما قتل أخاه هابيل ،


ـ تفسير التبيان ج 2 ص 195
فإن قيل : كيف يكون الكل كفاراً مع قوله : فهدى الله الذين آمنوا ؟
قلنا : لا يمتنع أن يكونوا كلهم كانوا كفاراً ، فلما بعث الله إليهم الاَنبياء مبشرين ومنذرين اختلفوا ، فآمن قوم ولم يؤمن آخرون .
وروي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : كانوا قبل نوح أمة واحدة على فطرة الله ، لا مهتدين ولا ضلالاً ، فبعث الله النبيين . . . .
ـ بحار الاَنوار ج 65 ص 246
وقال النيسابوري : إعلم أن جمهور الحكماء زعموا أن الاِنسان في مبدأ فطرته خال عن المعارف والعلوم ، إلا أنه تعالى خلق السمع والبصر والفؤاد وسائر القوى المدركة حتى ارتسم في خياله بسبب كثرة ورود المحسوسات عليه حقائق تلك الماهيات وحضرت صورها في ذهنه . ثم إن مجرد حضور تلك الحقائق إن كان كافياً في جزم الذهن بثبوت بعضها لبعض أو انتفاء بعضها عن بعض فتلك الاَحكام علوم
ـ بحار الاَنوار ج 1 ص 93
مص : قال الصادق عليه السلام : الجهل صورة ركبت في بني آدم ، إقبالها ظلمة ، وإدبارها نور ، والعبد متقلب معها كتقلب الظل مع الشمس ، ألا ترى إلى الاِنسان تارة تجده جاهلاً بخصال نفسه حامداً لها عارفاً بعيبها في غيره ساخطاً ، وتارة تجده عالماً بطباعه ساخطاً لها حامداً لها في غيره ، فهو متقلب بين العصمة والخذلان ، فإن قابلته العصمة أصاب ، وإن قابله الخذلان أخطأ ، ومفتاح الجهل الرضا والاِعتقاد به ، ومفتاح العلم الاِستبدال مع إصابة موافقة التوفيق ، وأدنى صفة الجاهل دعواه العلم بلا استحقاق ، وأوسطه جهله بالجهل ، وأقصاه جحوده العلم ، وليس شيء إثباته حقيقة نفيه إلا الجهل والدنيا والحرص ، فالكل منهم كواحد ، والواحد منهم كالكل .
وقال في هامشه : وقوله عليه السلام : الجهل صورة ركبت .. إلخ . لاَن طبيعة الاِنسان في أصل فطرتها خالية عن الكمالات الفعلية والعلوم الثابتة ، فكأن الجهل عجن في طينتها وركب مع طبيعتها ، ولكن في أصل فطرته له قوة كسب الكمالات بالعلوم والتَّنَورٌّ والمعارف .

ـ بحار الاَنوار ج 11 ص 10
. . . . عن الباقر عليه السلام أنه قال : إنهم كانوا قبل نوح أمة واحدة على فطرة الله لا مهتدين ولا ضلالاً ، فبعث الله النبيين . انتهى .
قال المجلسي رحمه الله : وعلى هذا فالمعنى أنهم كانوا متعبدين بما في عقولهم غير مهتدين إلى نبوة ولا شريعة .
ـ الاِقتصاد للشيخ الطوسي ص 100
فإن قيل : لو كانت المعرفة لطفاً لما عصى أحد .
قلنا : اللطف لا يوجب الفعل ، وإنما يدعو إليه ويقوي الداعي إليه ويسهله ، فربما وقع عنده الفعل ، وربما يكون معه أقرب وإن لم يقع .
ـ شرح الاَسماء الحسنى ج 2 ص 84
. . . . كما سئل عليه السلام : أنحن في أمر فرغ أم في أمر مستأنف ؟ فقال : في أمر فرغ وفي أمر مستأنف ، فالموضوعان السعيد والشقي الاَخرويان كما قال تعالى : يوم يأتي لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد .
إن قلت: هذا فيما سوى هذا الوجه ينافي قوله صلى الله عليه وآله : كل مولود يولد على فطرة الاِسلام ، إلا أن أبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه ؟
قلت : كل مولود يولد على الفطرة روحاً وصورة بالجهة النورانية ، والسعيد سعيد في بطن أمه وكذا الشقي جسداً ومادة ، وإذا جعلنا بطن الاَم النشاة العلمية فكل مولود يولد على الفطرة وجوداً ، والسعيد سعيد ماهية ومفهوماً ، وكذا الشقي شقي ماهية ومفهوماً ، كل منهما بالحمل الاَولي ، ليس فاقداً لنفسه ، وليس مفهوم أحدهما هو المفهوم من الآخر ، فإن المفاهيم من أية نشأة كانت فطرتها وذاتيها الاِختلاف ،


ـ شرح الاَسماء الحسنى ج 1 ص 54
قال صدر المتألهين : إن الله عز وجل لا يولي أحداً إلا ما تولاه طبعاً وإرادة ، وهذا عدل منه ورحمة . وقد ورد أن الله تعالى خلق الخلق كلهم في ظلمة ثم قال : ليختر كل منكم لنفسه صورة أخلقه عليها ، وهو قوله : خلقناكم ثم صورناكم ، فمنهم من قال رب اخلقني خلقاً قبيحاً أبعد ما يكون في التناسب وأوغله في التنافر ، حتى لا يكون مثلي في القبح والبعد عن الاِعتدال أحد ، ومنهم من قال خلاف ذلك ، وكل منهما أحب لنفسه التفرد فإن حب الفردانية فطرة الله السارية في كل الاَمم التي تقوم بها وجود كل شيَ ، فخلق الله كلاً على ما اختاره لنفسه ، فتحت كل منكر معروف وقبل كل لعنة رحمة وهي الرحمة التي وسعت كل شيَ ، فإن الله يولي كلاً ما تولى ، وهو قوله تعالى : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ، فإن شك في ذلك شاك فليتأمل قوله تعالى : إنا عرضنا الاَمانة على السموات والاَرض والجبال فأبين أن يحملنها .. الآية ، ليعلم أن الله تعالى لا يحمل أحداً شيئاً قهراً وقسراً ، بل يعرضه أولاً فإن تولاه ولاه وإلا فلا . وهذا من رحمة الله وعدله .



ـ تفسير الميزان ج 2 ص 346
لكن يمكن أن يقال إن الاِنسان بحسب خلقته على نور الفطرة هو نور إجمالي يقبل التفصيل ، وأما بالنسبة إلى المعارف الحقة والاَعمال الصالحة تفصيلاً فهو في ظلمة بعد لعدم تبين أمره . والنور والظلمة بهذا المعنى لا يتنافيان ولا يمتنع اجتماعهما ، والمؤمن بإيمانه يخرج من هذه الظلمة إلى نور المعارف والطاعات تفصيلاً ، والكافر بكفره يخرج من نور الفطرة إلى ظلمات الكفر والمعاصي التفصيلية.
والاِتيان بالنور مفرداً وبالظلمات جمعاً في قوله تعالى : يخرجهم من الظلمات إلى النور ، وقوله تعالى : يخرجونهم من النور إلى الظلمات ، للاِشارة إلى أن الحق واحد لا اختلاف فيه كما أن الباطل متشتت مختلف لا وحدة فيه ، قال تعالى : وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم . . . . الاَنعام ــ 153
ـ مجموعة الرسائل للشيخ الصافي 243





