الرئيسية / بحوث اسلامية / كل مولود يولد على الفطرة

كل مولود يولد على الفطرة

ـ الكافي ج 2 ص 12

. . . . قال رسول الله صلى الله عليه وآله : كل مولود يولد على الفطرة ، يعني المعرفة بأن الله عز وجل خالقه ، كذلك قوله : ولئن سألتهم من خلق السماوات والاَرض ليقولن الله .
( 33 )
ـ علل الشرائع ج 2 ص 376
أبي رحمه الله قال : حدثنا محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن الحكم ، عن فضيل بن عثمان الاَعور قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ما من مولود ولد إلا على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه ، وإنما أعطى رسول الله صلى الله عليه وآله الذمة وقبل الجزية عن رؤوس أولئك بأعيانهم على أن لا يهودوا ولا ينصروا ولا يمجسوا . فأما الاَولاد وأهل الذمة اليوم فلا ذمة لهم ! انتهى . ورواه الصدوق في الفقيه ج 2 ص 49 وفي التوحيد ص 330 وروى المجلسي عدداً من هذه الاَحاديث في بحار الاَنوار ج 100 ص 65 ، والعاملي في وسائل الشيعة ج 11 ص 96

ـ من لا يحضره الفقيه ج 2 هامش ص 50
وقال الفاضل التفرشي : قوله : إلا على الفطرة ، أي على فطرة الاِسلام وخلقته ، أي المولود خلق في نفسه على الخلقة الصحيحة التي لو خلي وطبعه كان مسلماً صحيح الاِعتقاد والاَفعال ، وإنما يعرض له الفساد من خارج ، فصيرورته يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً إنما هي من قبل أبويه غالباً لاَنهما أشد الناس اختلاطاً وتربية له ، ولعل وجه انتفاء ذمتهم أن ذمة رسول الله صلى الله عليه وآله لم تشملهم ، بل أعطاهم الذمة بسبب أن لا يفسدوا اعتقاد أولادهم ليحتاجوا إلى الذمة . ولم يعطوا الذمة من قبل الاَوصياء عليهم السلام لعدم تمكنهم في تصرفات الاِمامة ، وإنما يعطوها من قبل من ليس له تلك الولاية ، فإذا ظهر الحق وقام القائم عليه السلام لم يقروا على ذلك ولا يقبل منهم إلا الاِسلام . وأخذ الجزية منهم هذا الزمان من قبيل أخذ الخراج من الاَرض ، والمنع عن التعرض لهم باعتبار الاَمان . وأما قوله في حديث زرارة الآتي : ذلك إلى الاِمام ، فمعناه أنه إذا كان متمكناً ويرى المصلحة في أخذ الجزية منهم كما وقع في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله وهو لا ينافي انتفاء الذمة عنهم اليوم . انتهى .
( 34 )
ـ تفسير التبيان ج 8 ص 247
قال مجاهد : فطرة الله الاِسلام ، وقيل فطر الناس عليها ولها وبها بمعنى واحد ، كما يقول القائل لرسوله : بعثتك على هذا ولهذا وبهذا بمعنى واحد . ونصب فطرة الله على المصدر ، وقيل تقديره : اتبع فطرة الله التي فطر الناس عليها ، لاَن الله تعالى خلق الخلق للاِيمان ، ومنه قوله صلى الله عليه وآله : كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه .
ومعنى الفطر الشق ابتداءً يقولون : أنا فطرت هذا الشيء أي أنا ابتدأته ، والمعنى خلق الله الخلق للتوحيد والاِسلام .

ـ بحار الاَنوار ج 3 ص 22
ـ غوالي : قال النبي صلى الله عليه وآله : كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه وينصرانه .
بيان : قال السيد المرتضى رحمه الله في كتاب الغرر والدرر بعد نقل بعض التأويلات عن المخالفين في هذا الخبر : والصحيح في تأويله أن قوله يولد على الفطرة ، يحتمل أمرين :
أحدهما : أن تكون الفطرة هاهنا الدين ، ويكون على بمعنى اللام ، فكأنه قال : كل مولود يولد للدين ومن أجل الدين ، لاَن الله تعالى لم يخلق من يبلغه مبلغ المكلفين إلا ليعبده فينتفع بعبادته ، يشهد بذلك قوله تعالى : وما خلقت الجن والاِنس إلا ليعبدون . والدليل على أن على تقوم مقام اللام ما حكاه يعقوب بن السكيت عن أبي يزيد عن العرب أنهم يقولون : صف عليَّ كذا وكذا حتى أعرفه ، بمعنى صف لي ، ويقولون : ما أغبطك عليَّ يريدون ما اغبطك لي ، والعرب تقيم بعض الصفات مقام بعض ، وإنما ساغ أن يريد بالفطرة التي هي الخلقة في اللغة الدين من حيث كان هو المقصود بها ، وقد يجري على الشيء اسم ماله به هذا الضرب من التعلق
( 35 )
والاِختصاص ، وعلى هذا يتأول قوله تعالى : وأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها ، أراد دين الله الذي خلق الخلق له . وقوله تعالى : لا تبديل لخلق الله أراد به أن ما خلق الله العباد له من العبادة والطاعة ليس مما يتغير ويختلف ، حتى يخلق قوماً للطاعة وآخرين للمعصية . ويجوز أن يريد بذلك الاَمر ، وإن كان ظاهره ظاهر الخبر فكأنه قال : لا تبدلوا ما خلقكم الله له من الدين والطاعة بأن تعصوا وتخالفوا .
والوجه الآخر في تأويل قوله عليه السلام على الفطرة : أن يكون المراد به الخلقة ، وتكون لفظة ( على ) على ظاهرها لم يرد بها غيره ، ويكون المعنى : كل مولود يولد على الخلقة الدالة على وحدانية الله تعالى وعبادته والاِيمان به ، لاَنه عز وجل قد صور الخلق وخلقهم على وجه يقتضي النظر فيه معرفته والاِيمان به وإن لم ينظروا ويعرفوا ، فكأنه عليه السلام قال : كل مخلوق ومولود فهو يدل بخلقته وصورته على عبادة الله تعالى وإن عدل بعضهم فصار يهودياً أو نصرانياً . وهذا الوجه أيضاً يحتمله قوله تعالى : فطرة الله التي فطر الناس عليها .
وإذا ثبت ما ذكرناه في معنى الفطرة فقوله عليه الصلاة والسلام : حتى يكون أبواه يهودانه وينصرانه ، يحتمل وجهين :
أحدهما : أن من كان يهودياً أو نصرانياً ممن خلقته لعبادتي وديني فإنما جعله أبواه كذلك ، أو من جرى مجراهما ممن أوقع له الشبهة وقلده الضلال عن الدين ، وإنما خص الاَبوين لاَن الاَولاد في الاَكثر ينشؤون على مذاهب آبائهم ويألفون أديانهم ونحلهم ، ويكون الغرض بالكلام تنزيه الله تعالى عن ضلال العباد وكفرهم ، وأنه إنما خلقهم للاِيمان فصدهم عنه آباؤهم ، أو من جرى مجراهم .
والوجه الآخر : أن يكون معنى يهودانه وينصرانه أي يلحقانه بأحكامهما لاَن أطفال أهل الذمة قد ألحق الشرع أحكامهم بأحكامهم ، فكأنه عليه السلام قال : لا تتوهموا من حيث لحقت أحكام اليهود والنصارى أطفالهم أنهم خلقوا لدينهم ، بل لم يخلقوا
( 36 )
إلا للايمان والدين الصحيح ، لكن آباءهم هم الذين أدخلوهم في أحكامهم ، وعبر عن إدخالهم في أحكامهم بقوله : يهودانه وينصرانه .

* *

ـ وقال البخاري في صحيحه ج 2 ص 97
. . . . أن أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة ، هل تحسون فيها من جدعاء ، ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه : فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم .

ـ وقال في ج 2 ص 104 :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كمثل البهيمة تنتج البهيمة ، هل ترى فيها جدعاء . انتهى . وروى نحوه في ج 6 ص 20 وفي ج 7 ص 211 ورواه أحمد في مسنده ج 2 ص 233 كما في رواية البخاري الاَولى . ورواه في ج 2 ص 275 وزاد ( ثم يقول واقرؤوا إن شئتم : فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ) .

ـ وروى أحمد في ج 2 ص 282
عن طاوس عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كل مولود ولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ، مثل الاَنعام تنتج صحاحاً فتكوى آذانها . انتهى . وروى نحوه في ج 2 ص 346 وج 3 ص 353 وروى نحوه مسلم في ج 8 ص 52 وأبو داود في ج2 ص416 والترمذي ج3 ص303 والحاكم ج2 ص323 وكنزالعمال ج1 ص266 والسيوطي في الدر المنثور ج 2 ص 224 وج 5 ص 155 والبيهقي في سننه ج 6 ص 202 و ج 9 ص 130
ـ وفي شعب الاِيمان ج 1 ص 97 عن أبي هريرة ، وروى عنه أيضاً أن رسول الله ( ص )
( 37 )
قال : كل إنسان تلده أمه على الفطرة يلكزه الشيطان في حضنيه ، إلا مريم وابنها . انتهى . وهو غريب يشبه مقولات النصارى .

شاهد أيضاً

الـعـقـائـد الإسـلامـيـة – عرض مقارن لاهم موضوعاتها من مصادر السنة والشيعة

الفـصـل الأول : فـطـرة الـسـمـاوات والأرض هذا الباب بمثابة المقدمة لبقية أبواب العقائد ، وفيه ...