العدوان ’الإسرائيلي’ على غزة هروب من إحتقان الضفة والقدس كان لافتاً التوقيت الذي أطلق فيه العدو الإسرائيلي حملته على قطاع غزة. التبريرات التقليدية التي سوّق لها، لم تُصرف لا لدى جبهته الداخلية ولا لدى المجتمع الدولي، اللهم سوى عند بعض الأنظمة العربية المعروفة بتنسيقها التاريخي معه.
صعّد الإسرائيليون عدوانهم إثر تفاقم الغضب الشعبي الفلسطيني في القدس ومناطق الضفة الغربية، اثر خطف المستوطنين الفتى المقدسي محمد أبو خضير وقتله و التنكيل به.
العدوان سبق الإنتفاضة؟
لا يمكن تجاهل حالة الغليان التي كانت تسيطر في القدس والضفة فضلاً عن قطاع غزة. كانت المواجهات بين قوات الاحتلال والشبّان الفلسطينيين تشي بأن ثمة إرهاصات إنتفاضة جديدة تلوح في الأفق. تقول مصادر فلسطينية معنية، إن العدو الإسرائيلي هرب الى غزة مما كان ينتظره في القدس والضفة. تعتبر أن العدوان صار في لحظة معينة حاجة إسرائيلية للخروج من المأزق الذي أوجد نفسه فيه. فمن جهة، يسعى الإسرائيلي الى تلافي اندلاع أية تحركات شعبية في المناطق التي كان يعتبرها آمنة، ومن جهة أخرى يريد جنرالات العدو وضع حد لقدرات فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة على إطلاق الصواريخ على المستوطنات والمناطق التي يحتلها الإسرائيليون.
مفاجآت من جديد!
الحسابات الإسرائيلية لم تتطابق مع تحضيرات المقاومة في غزة. الضربات المحدودة ولكن الفعّالة التي رغب العدو في توجيهها الى غزة، لم تثمر تحقيقاً لأهدافها. تقول المصار الفلسطينية إن عدوان “الجرف الصامد” تدحرج ككرة ثلج ما لبثت تكبر حتى غطّت صواريخ المقاومة القدس المحتلة وتل أبيب ومطار بن غوريون فيها، وعسقلان وأسدود وبئر السبع وحيفا وديمونا وهرتسيليا. مرة جديدة قرّر العدو فتح المعركة، لكنه أدرك أن قرار إنهاءها ليس بيده.